Thursday, October 11, 2012

"ظلال على وجه الماء"


عزيزي ذو الفقار،
لقد وصلتني رسالتك الأخيرة وكعادتي دوما مع رسائلك فقد احتجت وقتا طويلا لفك طلاسمها وحل شيفراتها اللاهوتية الآتية من عوالم الأساطير... لا تضحك فالحقيقة اني لست قارئا اعتياديا، ولطالما كنت مختلفا عنكم في النظر الى الأشياء... أراها من زاوية مختلفة، أرى في ظلالها أشياء أخرى قد لا تبدو للكثيرين غيري.. ولك أن تتخيل كم سبب لي ذلك من المشكلات في رحلتي الطويلة مع البحث عن عمل مناسب بعد التخرج... نعم أنت تعلم...
والآن... بعد أن فقدت وظيفتي الأخيرة أجلس ساعات طويلة مع نفسي تلازمني أفكار باهتة وظلال صور عتيقة لعلي ظننت في فترة من الفترات أنها علقت في بئر ذاكرتي العميقة واحتجزتها أطنان الغبار الدماغي الذي يسمونه النسيان... آه لرفيقي الكئيب الذي لايزال يلح في رأسي مستلما زمام أذني يهمس خافتا بين جوانح الظلام... اكتب شيئا... اكتب ما تراه وستجد في ذلك راحة من كل عناء...
نعم... لعلها فرصتي الآن، بلا عمل بلا مسؤوليات حقيقية، أعيش مرافقا الملل وفراغ الجدران...
لقد أوجعت رأسك يا صديقي بحديثي الممل.. أعلم، وأكاد أرى في السطور التي مازالت خاوية أمامي تعابير وجهك وحاجبك الأيمن يرتفع لأعلى في حركة تنم عن التعجب الاستنكاري لكلماتي... لن أطيل عليك، لقد قبلت عرضك في الكتابة للجريدة التي تعمل بها، سأرفق بين طيات رسالتي أولى مقالاتي إليكم علها تجد من يسمعها وعلني أجد بها ما أسد به فراغ بطني ووقتي...
طلب أخير، أرجوك يا صديقي أن تعمل على كتم اسمي الحقيقي عند النشر ولك أن تختار من الأسماء أو الألقاب ما تشاء ولا تنسى أن يكون رنانا يلتصق بالذاكرة... فليكن "كاتم الأسرار" أو "ذو الرداء الأسود" أو ليكن... "صاحب الظلال"...
رسائلي إليك لن تكون قصصا معتادة... لن تكون قصصا متخيلة... بل هي أحداث حقيقية أصحابها كانوا بيننا... قد لا تنتهي القصة مع نهاية سرد أحداثها... وقد تجد نفسك وقد أصبحت في أحداثها... وقد تتجسد أحداثها لتصبح واقعا قريبا جدا منك حتى أنك تستطيع أن تلمسها بأناملك... فانتظر أولى رسائلي إليك.

المرسل
"صاحب الظلال"