Friday, February 8, 2013

قصص غريبة: "حرامي في صباحك خير مع العميد"



 اواخر صيف 2011 ده الزمان, المكان العاصمة, بطل القصة، فتلة، حرامي شريف...
 ابتدأ كل شيء في صباح يوم صيفي عادي وفتلة جالس على ناصية الشارع قبالة مطعم فاخر لا يدخله الا اثرياء المدينة، يراقب بحذر رواد المطعم عله يجد صيدا سمينا يقلب عيشه فيه.. لم تطل ساعات المراقبة كثيرا... التاسعة والنصف يخرج من المطعم رجل وامراة يبدو انهما ذلك الصيد المنشود, بدل فاخرة حلي وجواهر تكفي لانهاء مجاعة الصومال وبطون ممتلئة تراها في تمايل الرجل مثل دكر البط من الشبع.
 ركبا في سيارة مرسيدس سوداء فاخرة وحين شقت السيارة طريقها الى العنوان المنشود كان فتلة يقبع خلف مقود سيارته القديمة وينطلق كالثعلب في اثرهما. وصلت السيارة الى الحي الراقي الذي بدا انهما يقطنانه ودخلت الى فيلا جعلت ريق فتلة يجري وهو يحلم بما تخفيه هذه الأسوار والجدران من تحف وثروات وخير وفير...
في الايام التالية قبع فتلة قريبا من الفيلا متخفيا في برميل الزبالة العمومي مرة وفوق غصن شجرة مرة اخرى، يعمل في صمت وحذر يراقب كل شاردة وواردة كل حركة وكل سكنة داخل الفيلا وفي محيطها ويخطط بمهارة للعملية الكبيرة ليلة الصفر.
 وبعد أيام من المراقبة لاحظ شيئا غريبا, كان الزوجان في معظم الايام يعودان الى الفيلا مساء وفي صحبتهما شخص, احيانا رجل واحيانا امرأة ومن مختلف الاعمار. ودوما ما كان الزوجان يخرجان في الصباح التالي دون الضيف.
 الفيلا ليها بابين لكن مع المراقبة المستمرة تبين ان الشخص الثالث لا يخرج من الفيلا لا من الباب الرئيسي ولا الباب الخلفي. فكر فلتة بعمق وحسبها على كل الوجوه فوجد ان الفيلا دي بيحصل فيها شيء غلط. ولو بلغ البوليس غالبا حيتمسك هو ومش هيصدقوه لانه لا يملك سبب مقنع لتفسير مراقبته للفيلا طيب والعمل!
 الساعة السابعة والربع صباحا فتلة ممسك بتلفون الكشك العمومي قريبا من الفيلا المشبوهة. ادار رقم برنامج "صباحك خير مع العميد" وكان برنامج اذاعي شهير جدا مهتم بالاخبار الاجتماعية والمحلية في البلد وله قاعدة عريضة من المستمعين... انا فاعل خير بشتغل حرامي، بقالي مدة براقب فيلا علشان بخطط لسرقتها واكتشفت انها مشبوهة حاجة غريبة بتحصل جوه... ورغم ان المذيع المعروف بالعميد كان يعتقد انها مزحة الا انه اخذ الموضوع على محل الجد بعد التفاصيل والاوصاف التي اعطاها فتلة للاشخاص الذين دخلوا الفيلا وعلى الهواء مباشرة.. قام العميد بالاتصال بمديرية الامن وعلى الهواء برضه وكان فتلة لازال على الخط الاخر فاعطى عنوان الفيلا لمدير الامن مع وصف تفصيلي لمداخل الفيلا ومخارجها. وبعد ساعة كانت قوات الامن تحاصر الفيلا وتم القبض على الزوجين الذين كانا أعضاء في عصابة دولية للاتجار بالأعضاء البشرية وتبين بعد تفتيش الفيلا وجود قبو يحتوي على ثلاجات مليئة بالاعضاء البشرية وبقايا جثث ادمية ومن خلال سير التحقيقات تبين ان الاشخاص الذين ذكرهم فتلة تنطبق أوصافهم على بقايا تلك الجثث والاعضاء. وانتهت تلك القضية بالقبض على تنظيم اجرامي خطير للاتجار بالاعضاء البشرية كان بطلها.. حرامي شريف !