مجرد ملامح...
لكم من مرة طلبت منه الا يتأخر عن موعد العشاء كانت دوما تلومه وتعاتبه على قلة اهتمامه وهل تطلب منه الكثير... لكنه ابدا لم يستمع اليها... كانا رفيقين لاكثر من خمسة وثلاثين عاما تعرفت اليه وقد كانت لاتزال طفلة على اعتاب الصبا يلتف حول خصلات شعرها الذهبي شريط ازرق لامع ينسجم برقة مع فستانها الابيض لفت نظرها بفتوته وشبابه...اعتادت الاعتماد على نفسها وصعوبة العيش... كبر الصغار وغادروها لخوض معترك الحياة وتاهوا في الطريق...
لم يبق لها سوى ذكريات وبعض الحطب ورفيقها المخلص الذي لا يتأخر ابدا عن موعد العشاء ولا يتذمر من ذات الطبق الذي يتناوله كل مساء...