Thursday, February 18, 2010

"حرامي في بيت معالي الوزير"


ايوه العنوان صحيح وانا حضرة معالي الوزير اللي كان واقف جنب الحيط بالشورت والفانيلة زي العيل المتذنب والحرامي لازق في ظهري مسدس.. واكتشفت بعد خمس دقايق انه سلاح الجريمة اللي اتهددت بيه كان عبارة عن كوز درة!
هتسألوني الحكاية دي بجد ولا هزار اقولكم انها جد وحصلتلي فعلا... تقولوا طيب الحراسة فين والشغالين فين اقولكم انه الداخلية - يعني الست حرمنا - بعتها تصيف هي والعيال في مارينا.. ماهمه كاتمين على نفسي طول السنة ومن حقهم يخدوا اجازة... والشغالين ادتهم اجازة برضه... لا اوعوا تفهموني غلط وتقولوا غاب القط العب يا فار... كل الحكاية كنت عاوز اريح دماغي شوية... طبعا عاوزين تعرفوا كنت بعمل ايه بالشورت والفانيلة بعد الواحدة صباحا... اقولكم اني زي اي انسان طبيعي خففت لبس لما لقيت الحرارة وصلت 42 درجة في ليلة شديدة القيظ في واخر اغسطس... سامعك ياللي بتقول ومشغلتش التكييف ليه معاليك... اقولك وكلي تواضع باني راجل بتأثر جدا بالاعلام الهادف... من كام يوم شوفت الاعلان بتاع ترشيد الطاقة وفكرت اني ممكن اخدم مصر لو خففت من استهلاك الطاقة وابتديت بالتكييف...
لا ماتقفلش الموضوع وتخرج.. سيبني اقول الكلمتين واسمعني ما انا ياما سمعت همومك وشكاويك وياما ناقشتها في الوزارة علشان اشوفلك حل... من حقي عليك تسمعني... ماتقفلش بقى وتخرج قبل ما اكمل...
انا عارف انك قرفتني ومليت من كلامي واكيد لو طلعتلك في الراديو على الصبح في احدى خطبي العصماء تروح رازع الراديو وتلعن ابو اللي جابوه... ولو شفتني في التلفزيون غالبا تقلب على محطة تانية تطلعلك فيها هيفا ولا البنت التانية المعصعصة اللي تقعد تتمايص على واحدة ونص.. انا بتكلم في ايه.. يظهر خرجت عن الموضوع... احم... كنت بقول اني لازم اتكلم ما انا يا اتكلم يا حطق وافرقع... ما انا انسان برضه ومواطن عادي زيكم عندي مشاعر وهموم وكفاية قوي حوار الطرشان اللي مجبر اسمعه في المجلس والوزارة كل يوم لحد ما بقى عندي ورم في وداني وروماتيزم في لساني...
بقالي في الوزارة اتناشر سنة ماحدش عاوز يسمعني والكل متهمني وانا راجل شريف فملقيتش قدامي غير الحرامي اللي حظه العاثر رماه قدامي ليلتها واستسلم لتهديدي ليه مستخدما شبشب فردة شمال وقعد على الكنبة يسمعني...
ماتفهمونيش غلط... دي مش حكاية سياسية دي حدوتة انسانية ابتدت في ليلة صيف لما معاليه قام يدور على كوباية ميه...

-----------------------------------------------------


كنت مدايق قوي ليلتها على غير العادة اصلها اول مرة انام من غير تكييف والرطوبة عاملة عمايلها... وناموسة رزلة وقفت على مناخيري وهات يا لسع ورغم اني نزلت الشاور مرتين لكن على الفاضي... كان ريقي نشف... الله يكرمك يا عم ايوب ماكنش ينام قبل مايحطلي كوباية الميه المعدنية جنب السرير... نزلت المطبخ ادور على حاجة باردة تبل ريقي... وانا غاطس في التلاجة واذ حاجة شبه الماسورة لزقت في ظهري وصوت خشن بيقولي
ولا حركة لاحسن اضرب في المليان.. بشويش ومن غير عنف اخرج من التلاجة واقفل الباب وراك
نفذت الامر بهدوء ومن غير مقاومة ماهو العمر مش بعزقة والوزارة محتاجاني.. واقتادني الصوت لحد الصالون ووقفت جنب الحيط وانا بفكر بطريقة اخلص بيها نفسي من المعتدي المجهول... وبحركة سريعة ومدروسة لفيت ناحيته وفي اللحظة اللي ارتفعت بيها رجلي في وجهه كانت ايدي بتمسك سلاحه وتلزقه في صدره...
وحمدت ربنا لاني خدمت في القوات الخاصة ايام شبابي طبعا في ذات اللحظة اللي اكتشفت فيها كوز الدرة اللي في ايدي!
رسمت على وجهي علامات الصرامة وبصوت تخين قولت للراجل اللي انا ماسكه من هدومه
انت مين ودخلت هنا ازاي
انا... انا...
انت حتتكلم ولا اطلبلك الامن
لا يا باشا مافيش داعي ده انا حتى لسه ماخدتش حاجة 
يعني حرامي وبتعترف انك اقتحمت بيتي بنية السرقة
يا باشا انا حرامي على باب الله وفي رقبتي كوم لحم اعتقني لوجه الله واوعدك ماهوبش ناحية القصر ده تاني
انت عارف ده قصر مين
عدم اللامؤاخذة يا باشا هو انا جاي اناسب صحابه... انا بلقط رزقي وماليش في اللي مايخصنيش
يعني انت ماتعرفنيش... ماشوفتنيش قبل كده
وحشوفك فين يا باشا انا اول مرة انزل المنطقة دي
يا بني ادم انا معالي الوزير
وزير! يعني هتوديني ورا السمس يا باشا لحد ما اعفن... طيب يرضيك عيالي يتشردوا من بعدي
مش احسن مايكبروا والناس تعايرهم بانه ابوهم حرامي
على الاقل انا حرامي شريف يا باشا عمري ما مديت ايدي على مال يتامى ولا ارامل ولا بسرق ولاد حتتي.. انا باخد من القطط الشبعانة على قد حاجتي الدور والباقي على اللي عينه مايملهاش غير التراب ولا مؤاخذة
وهنا لقيت الحرامي بيبصلي من فوق لتحت وفي كلامه تهكم وكأنه بيرميلي سنارة... وغمزت
انا عارف انت تقصد ايه وتلقيح الكلام ده على مين... شوف يا ابني انا طول عمري وزير شريف عمري ما مديت ايدي على مليم من فلوس الوزارة اللي انا ماسكها... والكلام اللي بتسمعوه في المعارضة والصحف الصفرا ده كلام مغرض وراه جهات اجنبية هدفها زعزعة الامن وخلخلة ثقة المواطن بالحكومة
هههههه يا باشا نفض انا مش قد الكلام الكبير ده... كلنا عارفين انه الكراسي الكبيرة دي بيبقى فيها سبوبة حلوة والمسؤول من دولن لما يشبع يهبشله لهطة كبيرة يدفنها في بنوك سويسرا كام سنة وبعدها يخلع من البلد ولا مين شاف ولا مين دري
ايه اللي انت بتقوله ده يا جدع انت... ايه لهطة ويهبش ويخلع... وايش عرفك انت يا صعلوك ببنوك سويسرا... انت اكيد مدعي
يا باشا انا لا مدعي ولا وكيل نيابة انا اغلب من الغلب نفسه... طيب اقولك على حاجة انت تمام وميه ميه كبر دماغ بقى وسيبني اتكل على الله وانا مش حجيب سيرة لحد اني شوفتك ولو حد سألني عن اي وزير بعد كده اقوله انهم اجدع ناس 
تمشي فين يا جدع انت هو دخول الحمام زي خروجه... ثم انت بتاخدني على قد عقلي يعني ايه اجدع ناس دي
لا يا باشا ماتفهمنيش غلط انا اقصد بس كل حي يشوف مصلحته
لا انت مثال سيء للمواطن المصري الاصيل وانا هاعرف ازاي اعملك غسيل مخ في ليلتك دي وزي ما انت شايف ماوراييش حاجة غيرك
وهنا تدلت شفتا الحرامي وفتح بقه كناية عن استهجانه للفكرة
يا باشا انت وزير ايه باظبط... لا لا ماتقولش انا عرفت انت وزير المواصلات صح... اه عرفتك انتوا بتوع المصري اللي على حق يقول للغلط لأ مش كده
لا يا سيدي مش كده.. مش مهم انا بمثل انهي وزارة المهم المواطنة اللي على حق
اهو مانا قولت كده برضه
انا بلا فخر بقالي اتناشر سنة وزير والحقيقة خدمت في اكثر من وزارة وكنت مثال يحتذى للمسؤول الحق... تعالا تعالا اقعد يا راجل وانا احكيلك...
اقعد... تحكيلي... يا باشا اعتقني الله يسترها معاك خليني اروح اشوف اكل عيشي
حتقعد ولا اديك بالشبشب ماتعصبنيش بقى... ها قولي اسمك ايه
محسوبك عبده منشار يا باشا
منشار!
اه اسم الشهرة ولا مؤاخذة اصل انا زي المنشار طالع واكل نازل واكل
واكل ايه
علق واختام على قفايا ولا مؤاخذة اصلي مسجل خطر وطول النهار من قسم لقسم سعادتك والناس هناك بتحترمني اخر احترام بس وشرفك يا باشا كل مرة اخرج صاغ صليم وانظف من الشراب بعد غسيله وعمري ما اتاخدت اداب يا باشا
احم... وفي هذه اللحظة نظر عبده وطي فجأة وجاب ناحية الشورت... ولقيتني بدافع عن نفسي واقوله
عفارم عليك يا ابني كله الا الشرف والاخلاق انا حتى لما بطلع مارينا اتعمد اني اكون محتشم ووقور... تشرب ايه يا عوض... شاي... وقمت جري استر نفسي ببنطلون...
--------------------------------------------------
الحمد لله لبست البنطلون ولقيت عبده سبقني بالشاي على الصالون...
طيب احنا كنا بنقول ايه
اتفضل الشاي يا باشا... كنت جنابك بتقول لما تصيف في مارينا بتحتشم
ايوه ايوه... شوف يا اسماعيل...
عبده يا باشا
ايوه طبعا... شوف يا عوض الناس كلها بتاخد اجازات الا الوزير... شغل الوزير بيحتم عليك تفضل صاحي 24 ساعة في اليوم يعني حتى وانا نايم كل الناس بتنام مرتاحة وانا بنام بنص عين بفكر وشايل هموم الشعب وحتى لو غفلت مابنامش يا ابني...
وطول ما انا بتكلم كان عبده الحرامي بيجيبني من فوق لتحت وبيبصلي بشك... 
ايه يا عوض بتبصلي كده ليه قول ماتخافش 
اصل... اصلي يا باشا انت عمال تشرحلي عن نزاهة وشرف الوزرا واللي جابوا ام الوزارة وانا شايفك لوحدك ومنفض على الاخر وبتكلمني كل شوية جبرش ... يعني مش غريبة شوية
اه فهمت... انت فاكرني من النوع اياهم اخلص من العيال والداخلية علشان العب بديلي مش كده
لا مش كده انا فاكرك من دوكهم اللي يخلصوا من الحكومة ذات نفسيها علشان يلعبوا من وراها ولو من قدامها مايخسرش برضه
ليه كده بس يا عوض بقى كل الشرح ده في النزاهة والمواطنة وتفكر فيا وحش برضه
عبده يا باشا عبده
ما انا عارف... زي ما انت شايف انا رجل نظيف وابيض من اللبن الحليب... طيب انا راضي ذمتك مش انت طبيت عليا فجأة ولقيتني في المطبخ بدور على حاجة ابل بيها ريقي من الحر... ده انا حتى قولت انام الليلة بدري ولا فتحت تلفزيون اشوف الحاجات الخايبة اللي انتوا بتتفرجوا عليها 
هو احنا لو نحتكم على تلفزيون مش كان زماني عرفت انك وزير واختصرت على نفسي البهدلة دي
لالالا انت من غير تلفزيون وعايش ازاي.. خسارة انا كان ممكن اخليك تروح بالتلفزيون اللي في قدامك واهو شاشة طول بعرض لولا انه هدية من سفير اليابان للاولاد
اه... ماعلينا سيبك من التلفزيون يا باشا لكن انت باين عليك مستريح قوي ومتزبط في الوزارة بتاعتك
اه يا عوض اقولك ايه خليها مستورة... الهلمة اللي انت شايفها دي كلها تبع الحكومة القصر والعربيات وحتى العفش.. وكله راجع للوزارة لما اطلع معاش
خسارة يعني مش هتعرف تبعت الاولاد يصيفوا يا عيني
لا ماهو الشاليه اللي في مارينا ده بتاع المدام... هدية من سفير سنغافورة
بس خسارة العربية اللي واقفة قدام الباب توحفة 
السودة ولا البيضة
السودة يا باشا
لا ماهيه دي مش تبع الوزارة دي هدية من وزير المواصلات الايطال لحمادة ابني
خسارة البيضة ماكنتش وحشة قوي
لا ماهيه البيضة دي بقى هدية وزير النفط الارمني لسوسو بنتي
اه... بس خسارة برضه التحف والنجف اللي في القصر يجيلهم بالشيء الفلاني
لا ماهو اغلب القطع دي وحاجات كتيرة من العفش ده كان هدايا للمدام اثناء سفرها معايا في زياراتي لاوروبا ودول شرق اسيا في مهمات رسمية طبعا
معلش يا باشا على الاقل المعاش يعيشك مستور اليومين اللي فاضلين بعد ما تطلع معاش
ايوه علشان كده العشر سنين اللي فاتوا كنت بحط مرتبي كله في البنك اهو ينفع العيال لما اطلع معاش
اه... وانت ولا مؤاخذة يا باشا هتطلع معاش امتى
شوف يا عوض يا ابني انا علشان ماشي مستقيم والوزارة عندي زي الالف تلاقي الحكومة ماسكة بيا قوي وكل ما المح اني عاوز ارتاح الاقيهم زعلوا مني.... يرضيك يزعلوا مني يا عوض
لا طبعا مايخلصنيش يا باشا وانت اصلا اساسا راجل نظيف ومنفض ومكبر دماغ قوي قوي... ربنا يخليك للمواطن والوطن يا نصير الغلابة... اروح انا بقى يا باشا
لا طبعا ودي معقولة تطلع من عندي منفض... لا انا لازم اديلك حاجة بس زي ما انت شايف انا لا املك شيء في القصر ده
يعني لو معاك كام ملطوش في جيبك انا منكن اعديها المرة دي واخد ناشف
خسارة اصلي مابحملش كاش موني ما انت عارف يا عوض انا وزير ومش معقولة امد ايدي في جيبي علشان احاسب
لا طبعا دي تبقى عيبه في حق الحكومة يا باشا... خلاش مش عاوز حاجة كفاية الشاي وعوضي على الله في الليلة 
لالا ابدا لا ممكن... طيب اقولك انا اعشيك ايوه احنا ندخل المطبخ نشوفلنا لقمة ويبقى عيش وملح...
---------------------------------------------------------- 
 

ودخلنا المطبخ وعملنا عشوة مفتخرة والشهادة لله عبده الحرامي كان مبسوط مني قوي... وبعد ماخلصنا وجيه يمشي بصيت للمطبخ وافتكرت ام سيد دي لو شافت الحوسة دي كانت تطين عيشتي وتشكيني للداخلية ودي شكاكة ومش هتصدق اني كنت لوحدي ما انا ما اقدرش اقولهم كان معايا عبده الحرامي!
طيب يا عبده...
عوض يا باشا
ايوه طبعا... عوض بعد العشوة الجميلة دي ينفع نخرج ونسيب المطبخ بالشكل ده
لا طبعا يا باشا مايخلصنيش احنا نقسم الشغل انا انظف المواعين وانت ترجع كل حاجة مطرحها
وبدأنا ننظف واحنا اخر انبساط... اتنين رجالة سهرانين ومروشين - ده تعبير اقتبسته من عبده الحرامي ما احنا بقينا صحاب - وبعد ماخلصنا وصلت عبده للباب
طيب يا باشا اسيبك انا بقى ولو عوزت حاجة ابقى اسأل عليا في السيدة انت بس اسأل في اي قهوة على عبده منشار والف مين يدلك على مطرحي
ماشي يا عبده يا منشار هتوحشني يا راجل... بس... انا اصلي كنت محتاج منك خدمة ومكسوف منك
لا يا راجل مكسوف ايه ده احنا خوات وصحاب
اصل المدام والاولاد والشغالين يلزمهم يومين كمان عقبال ما يرجعوا ومافيش في البيت ولا مليم وانا زي ما انت عارف بحب التوست طازة مع المربى والعسل 
اه ماشي... خد دول يا باشا خمساية كبيرة دي اللي احتكم عليها... الا قولي يا باشا سؤال زارر في زوري يعني
قول يا عبده اسأل
هو انت ولا مؤاخذة قبل الهيلمان ده كله كنت بتشتغل ايه وعايش فين
وده سؤال برضه يا عوض يعني لسه ماعرفتش... انا يا صاحبي وبكل فخر كنت بشتغل مواطن شريف من مصر!



تمت

Friday, February 5, 2010

"بصلة الحكـــومة... خارووووووف""




http://www.wired.com/images_blogs/photos/uncategorized/2008/08/24/kidsinprson.jpg
تنويه... احداث القصة دي احداث عادية جدا ممكن تحصل في اي مكان.. يعني ممكن اللي حصل ده كان في كوالالمبور او في موزمبيق او حتى في بلاد الواق واق... والاحداث كلها ابتدت في يوم عادي جدا في أواخر الصيف...
رامي وسعيد نزلوا يلعبوا كورة في الشارع اللي ورا العمارة وخدوا معاهم الواد علاء يسليهم ويغلسوا عليه اصله كان لعبه جامد آآآآخر حاجة وفاكر نفسه مرادونا
اخر مرة شاط الكورة كسر شباك مطبخ ام احلام والمراية الشمال بتاعة عربية الاستاذ لطفي وانتهت الشوطة بقتيل... ايوه قط عم بسيوني اللي كان هيروح فيها وربنا ستر...
وكالعادة اول ما علاء رجله لمست الكورة سعيد ورامي جريوا يستخبوا 
كده ياض مش هتبطل الحول ده
معلش اصله لسه بيتمرن على الشوف
خلاص بقى انا هاجيبها ونشوف شطارتكم... 
وراح اخينا يجيب الكورة واذ...
رامي سعيد تعالوا الحقوا
فيه ايه يا علاء... ايه دول
منفجرات
ههههههه ده انت واد خايب بصحيح دي مش متفجرات ياله دي العاب
العاب! انت بتهزر يا سعيد
العاب نارية من اللي بيفرقع ويعمل اشكال ملونة في السما
بس دي غالية قوي مين الغبي اللي رماها هنا
تيجو نبيعها
والله فكرة وبتمنها نشبرق نفسنا شوية
بس احنا نعرف ازاي انها بتشتغل ومش عطلانة
اممممم نولع واحدة منهم ولو اشتغلت نتصرف في الباقي
وراح اصغر الشلة يجيب كبريت علشان يجربوا المفرقعات... ورجع علاء وفي ايده الكبريت راح سعيد نافش صدره زي الاسد الغضنفر وخد الكبريت وولع حتة من المفرقعات... ماحصلش حاجة... بص التلاتة لبعض بتعابير تنم عن خيبة الامل وراح سعيد ولع حتة تانية وتالتة بس من غير نتيجة... وبحركة عصبية قام رامي مرصص الكمية كلها فوق بعضها ومولع فيها
بووووووووووووووم
طبعا انتوا فاكرين ايه... دي مفرقعات نارية يعني تولعها لازوما تنفجر.. وانفجرت بصوت شبه القنبلة اما عن الاضرار..فنص الرصيف طااااااار وعربية الاستاذ مسعود اتخرشمت وبقيت شبه حلة بتنجان هجم عليها التتار!
ده بالاضافة للهباب الاسود اللي طرشق على العمارة والعمارة اللي جنب العمارة والشبابيك اللي ادشدشت والبيبان اللي ادغدغت...
نهايته... الشارع بقى شكله عامل زي مايكون عدى عليه الطورماي!
دقايق... احم دقايق كتير شوية والمنطقة رشقت بوليس وطوقوا المنطقة وجيه الاسعاف وابتدى حصر الخسائر واخد اقوال الشهود اللي غالبا ماشفوش حاجة... دي كانت ساعة عصرية وحرارة تجيب الشلل.. نص السكان كان نايم طبعا بعد وجبة الغدا.. والنص التاني متلقح قدام التلفزيون... ماعلينا... بعد نقل المصابين والجرحى من منطقة الحادثة تم التحفظ على ماتبقى من المفرقعات ومخلفاتها للحفظ وانهاء المحضر...
لكن القصة ماخلصتش على كده... فجأة الصحافة طبت على الموقع وظهرت في الساحة الاعلامية المشهورة نونا المرعشلي بتاعة جريدة المريخ المعروفة ولانها ماعرفتش تجيب اي معلومات مفيدة من الضابط الموجود في الموقع واللي سابها ومشي ولا عبرها فراحت تستقصى وتشمشم عن معلومات بين سكان العمارات المحيطة... ابو سيد بقى طالع بالبيجاما وواقف زي الالف..
انا طبعا كنت ساعة الانفجار في الحمام باخد شور.. بس من صوت الانفجار اقدر اقولك انها قنبلة ماتنزلش عن اتنين كيلو!
اما ام وديع الخياطة واللي كانت في البلكونة ساعة الحادثة فقالت..
شوفي يا هانم احنا طول عمرنا في الحتة لا عمرنا دوسنا لحد على طرف ولا حد سمع عننا حاجة وحشة... منهم لله اللي كانوا السبب.. من يوم ما الاستاذ صبحي صاحب العمارة سمع كلام الدلوعة المايصة مراته وبدأ يأجر الشقق الفاضية مفروشة وبقينا كل يوم نشوف ناس أشكال ألوان في الحتة واهي باظت خالص...
وطبعا الست نونة شغالة على ودنه وهات يا كتابة وهات يا تسجيل... وسألت واحد كان قاعد على الرصيف اللي طار وبيندب حظه... اصله كان بيحط الفرش عليه... وراح عاقد ميه وهداشر بين حواجبه وقالها...
اني حجيب ولاد الابلسه دول من سابع ارض واقطم رقبيهم... اني كل اللي اعرفه انهم خمس رجالة شباب بلحى كده جوم المنطقة من حوالي شهر... ينزلوا كل يوم الصبح يركبوا عربية ويعدوا من قدامي من غير مايشتروا حاجة ويرجعوا مع آخر الليل.. واني من الاول ماكنتش مستريحلهم...
وعلى كده راحت الست نونة كاتبة مقال بنار الفرن طلع تاني يوم في الصفحة الاولى ومما جاء فيه بعد الرغي الكتير والصور المتفبركة والاعلانات الجانبية النص كم... 
"... هذا وقد صرح مصدر مسؤول بأن حادث انفجار "القنبلة" في هذا الحي الهادئ كان وراءه خلية ارهابية هدفها ترويع المدنيين في بلد الشرفاء!"
المحافظ شاف الكلام ده كان حيغمن عليه من الخضة... طبعا ماهو الراجل نايم على ودانه فلازما يجيله الضغط... وراح مكلم مدير مكتبه
ايوه يا ابني اطلبلي مدير امن المنطقة حالا... ايه الكلام اللي منشور في الجورنال ده يا باشا... انتم كنتم فين ساعة الحادثة... هو ده اسمه كلام يعني ايه عيال بتلعب اهاليهم كانوا فين ساعة الحادثة ده كلام برضه... خليك معايا على الخط يا ابني معايا مكالمة تانية... ايه يا ابني مش شايفني بكلم مدير امن المنطقة...
يا باشا السفير الامريكي معاك على خط تلاتة سعادتك
بتقول مين طيب طيب... خط تلاتة... ايوه... اهلا سعادتك جودمورنينج عليك سعادتك... ايوه سعادتك لا طبعا متابعين الموضوع عن كثب وهنعمل المستحيل علشان الموضوع ده ينتهي بأسرع وقت... طبعا سعادتك احنا هنمسك المجرمين دول ونقدمهم للعدالة...
سعادة المحافظ بقى في نص هدومه وعرقه بيشرشر ومش عارف يقول ايه... يعني ينفع يقول للسفير الامريكي انه الحادثة كانت لعب عيال ولا في قنبلة ولا يحزنون شكلنا يبقى ايه قدام الاجانب!
في مكتب المحافظ التلفون مابطلش رن والصحافة نشرت اخر تطورات القضية ونزل الخبر في نشرة تمانية وبقيت قضية رأي عام...
والـ CIA تبرعوا يودولنا خبراءهم علشان يساعدوا ضباط الداخلية في التحقيق للقبض على الخونة!
والموضوع خدله شهرين عقبال ماهديت الامور وعرف المحافظ ومدير امن المنطقة يلملموا الحكاية ويقفلوا القضية بعد هروب "فلول" الخلية الارهابية بلا رجعة...
طبعا عاوزين تعرفوا شلة العفاريت حصلهم ايه...
رامي تحول تقريبا لبسطرمة واتنقل لاقرب مستشفى ولسه راقد في العناية المركزة لحد دلوقت...
وسعيد اتعور ونقلوه القسم غرقان في دمه وتحفظوا عليه وغالبا دخلوا الاصلاحية...
اما علاء... فبعد عينه ما طارت اختفى تماما بشكل غامض واهله لسه بيدوروا عليه على امل يلاقوه في يوم من الايام...

Monday, February 1, 2010

"تخينــــة على الجواز ياخواتي"

interspecies TRUE LOVE 
dedicated to my favorite nostalgia queen who you should all be following: imremembering

سالخير عليكِ يا أمي
مساء النور يا سماح احطلك تتغدي ولا بعد ماتريحي شوية
لا يا أمي اريح ايه ده انا طافحة الكوتة طول النهار وعلى لحم بطني
نظرتلي الست الوالدة شذرا وكأنها مش مصدقة... على لحم بطنك برضه يا سماح عليا انا الكلام ده
يا أمي انت بتسمي الكلام الفاضي اللي انا باكله في الشغل ده اكل
يابت حرام عليكِ نفسك ده انت خارجة النهاردة الصبح وفي ايدك باقي حلة المحشي اياها ده انا وابوك ماكلناش منها حاجة
ايهي حلة محشي.. دي يادوب الواحد يجرح زوره بيها واضطريت اشتري شندوتشين كبدة واحبس بكوبايتين شاي علشان اعرف اصلب طولي باقي النهار
ياخراشي اعمل فيكِ ايه بس الكلام معاكِ مامنوش فايدة انا اكلم ابوك يشوفله صرفة معاكِ 
اه ماشي اللي تشوفيه يا حاجة مش هناك بقى
يا مراري... يابنتي شوفي نفسك في المراية... مراية ايه انتِ يلزمك درفتين مراية جنب بعض علشان تشوفي نفسك فيها
ايه الكلام اللي يسد النفس ده يا أمي
ياريت طيب تتسد نفسك وترحمي نفسك شوية
ام سامية هاتي من الاخر انت ماطبختيش النهاردة صح... ولا تزعل نفسك يا جميل حالا نطلب ديلفري تحبي تتغدي ايه نجيب فراخ ولا كباب وكفتة ولا...
يابنتي يابنتي انتِ مش حاسة بالمشكلة اللي عندك خالص...
يوه يا حاجة انا عارفة انتِ عايزة تقولي ايه وبصراحة السيرة دي بتغمني ماتسيبيني على راحتي يا أمي
انا سايباك على راحتك بقالي سنين وادي النتيجة ممكن اعرف اخر مرة طلعت فيها الميزان كانت امتى
ليه الاحراج ده بقى
لاني خلاص طهقت والكلام الحنين ماعدتش يجيب نتيجة معاكِ
يا أمي هو ايه بس اللي مدايقك
يابنتي بصي لنفسك عاجباك الكلاكيع والكلابيز المبقللة من كل حتة
انتِ بتجيبي المصطلحات دي منين يا حاجة
ماهو من عمايلك
ماتخافيش يا حاجة الصحة حديد
يووووه انتِ بتستعبطي يابت... من الاخركده ام وائل جايبالك عريس لقطة وخايفة يطير منك زي اللي قبله بسبب وزنك ده
ااااه قولي كده من الصبح الموشح اياه كان لازم اعرف من الاول... وطبعا كالعادة الناس حتيجي تعاين وعايزاني اخس كااام كيلو واخفي ما يمكن اخفاؤه من التضاريس البارزة علشان اعجب مش كده...
يابنتي انا نفسي اتطمن عليكِ اخواتك كلهم اتجوزوا وانا خايفة يفوتك القطر وتقعدي في قرابيزي
من الناحية دي اتطمني انا حجم عائلي يعني عمليا انتِ تقعدي في قرابيزي مش العكس... هو قرابيز يعني ايه
يعني اولع في نفسي يابت افهميني وريحي قلبي مرة واحدة بس بكرة اموت ومايفضلكيش حد وتلاقي نفسك لوحدك ومافيش حد حواليكِ
ايه الفيلم العربي ده يا حاجة على معدة فاضية
لا والله دي مش معدة اللي فاضية ده دماغ فاضي ومافيهش غير الاكل والشغل.. يابت شوفي البنات اللي في سنك بتعمل ايه ده انا في عمرك كان معايا اتنين والتالت على دراعي والجواز فرصة مابتجيش كل يوم خصوصا في سنك
وفي هذه اللحظة رن جرس الباب فتنفست الصعداء وانا كلي ثقة اني كده خلصت من بقية المحاضرة وجريت ناحية الباب واذ افاجع بام وائل...

------------------------------------------------

اهلا يا عروسة ازيك يا سماح الحمد لله اول مرة اشوفك والاقيكِ صاحية ومافيش في ايدك لا سندوتشات ولا كوز درة
برقت لام وائل وانا بدخلها ورسمت على وجهي ابتسامة ضحلة...
اهلا اهلا يام وائل جيتي في وقتك
طبعا قولت في عقل بالي الحق افلسع بقى قبل ما جوز النسوان دولن يتفقوا عليا... طيب ادخل اعملكم الشاي انا بقى
لا شاي ايه يابنتي انا مش غريبة ومش جاي اضايف تعالي اقعدي جنبي
بصيت لامي لقيت على وجهها ابتسامة النصر وشاورتلي على طرطوفة الكنبة جنب ام وائل بعنيها... وقعدت...
ها يا عروسة اخبارك ايه وازاي الشغل اليومين دول و...
وطبعا كل المقدمات والكلام الفاضي اللي لا يودي ولا يجيب... وعلشان اخلص من الليلة اللي مش باينلها اخر دي واقدر اتلم على حبايب قلبي حلل المطبخ عملت عبيط بصتلها وعلى وجهي ابتسامة هبلة وبهز راسي بالموافقة كل شوية... وطبعا عصافير بطني عاملة ماتش كورة جوا وشايفة قدامي دستة نجوم بتلمع ومش سامعة في وداني غير حاجة واحدة... "ظلموه"...
يابنتي دي سنة الحياة وامك عايزة مصلحتك طبعا فاهماني يا سماح
طبعا طبعا
يعني حتعملي زي ماقولتلك
طبعا طبعا
يا الف بركة طيب حيس كده قومي اعمليلنا الشاي يا سموحة
انا سمعت كلمة شاي وقومت جري على المطبخ وبوجهي على حلة الطبيخ واذ... بامية حبيب قلبي واحشني يا غالي... غرفت لنفسي تلة رز وصبيت فوقيها شلال بامية ونسفت الحلة عن اخرها... وافتكرت الشاي طبعا ما انا لازم احبس بعد الوليمة دي... شهلت على الشاي ودخلت على جوز الكناري اللي كانوا بيتوتوتوا واول ما دخلت نزل عليهم سهم الله...
اتفضلي الشاي يا خالة
تسلمي يا سموحة وعقبال شربات فرحك
خلاص يام وائل هانت وتجوزيها على ايديك ان شاء الله
طبعا ده انا وصفتي ماتنزلش الارض ابدا ولو مشيت على البرنامج ده حتجوزيها بعد تلات تشهر يام سامية
اي والله يام وائل دي احسن وصفة ريجيم شوفتها لحد دلوقت
فجأة حسيت بجردل ميه ساقع نزل على ام نافوخي... ريجيم ايه ياخوانا
الريجيم اللي قولتلك عليه من شوية يا سماح
شوية مين يام سحلول
حتى بالامارة وافقت وتحمست للفكرة
تحمصت ايه يا وليه انتوا بتخدوني على خوانة
الوليه رقعت ميت يمين اني سمعت الكلام ده كله ووافقت عليه والست امي العزيزة طبعا بصمتلها بالعشرة وادبست انا في الوقعة المنيلة دي قولت طيب على الاقل اتطمن على مستقبلي... طيب هو الريجيم ده في اكل ايه يام وائل
لا مايكونلكيش فكرة يا سموحة ده حيعجبك قوي.. بطاطس.. مسلوقة... بيض.. مسلوق... حبة فاكهة.. في اليوم... ستيك.. مسلوق... 
هو ايه اصله ده الوليه طالع عليها عفريت اسمه مسلوق... وبعد ما مشيت لقيتني دخلت اوضتي وافتكرت البامية وصينية البطاطس وحلة المحشي ام ودنين والكباب والكفتة وبتخيل كل ده قدامي وفجأة بيختفي شوية شوية وانا اعيط واغنيلهم "يا مسافر وحدك... وفايتني..."...
ولاني من النوع الذي لا يستسلم بسهولة قولت في نفسي انا خسرت معركة لكن الحرب سجال ولازوما اجرب الجولة التانية... جيه الحاج ابو سامية وام العيال دخلت بيه على اوضة النوم وقفلت عليهم الباب.. رويترز بقى وموجز السادسة... المهم عملت شاي ووقفت على باب الاوضة وجيت اخبط واذ سمعت ام سامية بتقول...


------------------------------------------------

بقولك ايه يابو سامية بنتك دي خلاص غلبت معاها اتكلم معاها انت بقى عقلها ماهو مش ممكن كده
مالك بس يام سامية انتِ قصدك على مين
يعني مانتاش عارف مين يابو البنات ولا دي اكمنها اخر العنقود حبيبة قلبك طبعا ماهو ماحدش بوظ اخلاقها واداها عين غيرك
سماح عملت ايه بس دي نسمة
نسمة يا شيخ ضحكتني نسمة بالحجم ده
مايصحش يام سامية تتكلمي على بنتك بالشكل ده اومال سيبتي ايه للناس
الناس كلت وجهي يا مرتضى والبنت كل يوم بتتخن عن اللي قبله لحد ما بختها مال وشكلها هتفضل قاعده في قرابيزي.. اهئ اهئ اهئ
يام سامية ايه الكلام اللي انت بتقوليه ده البنت لسه صغيرة دي ماحصلتش تمانية وعشرين سنة
يالهوي انت عايز تفرسني يا راجل البنت قفلت تلاتين سنة الشهر اللي فات
ايه... ياه العمر جري بينا يام العيال
شوفلك حل معاها يا مرتضى البنت كده هتعنس وتفضل في وجهنا
حاضر انا حكلمها
انا سمعت الحوار ده غصب عني طبعا وبصراحة صعبت عليا نفسي.. كل ده شايلين في قلبهم وساكتين طبعا تلاقيهم عايزين يخلصوا مني ويعيشولهم يومين خاصة والسيد والدي داخل على مراهقة الخمسة وستين.. قطع المعاش وسنينه اهي المصلحة كانت ساترة الراجل وماليه وقته وتفكيره يصحى كل يوم ويخرج الصبح من البيت للشغل ومن الشغل للبيت ومن لما طلع معاش لبد في البلكونة ودي هواها بحري وقعدة تشرح طول النهار... ماعلينا خدت بعضي ورجعت بالشاي المطبخ وقعدت افكر واقلبها يمين في شمال واخيرا قررت اسمع كلامهم المرة دي ماهو انا مايخلصنيش ازعل الحاج والحاجة مني واذا كان ولا بد اخس تنتوفة مافيش مانع...
وتاني يوم عدت علينا ام وائل وانشكحت اخر انشكاح لما اديتني ورقة الريجيم اللي حمشي عليها وكأنها بتديني مفتاح مغارة علي بابا والاربعين حرامي... 
همه يومين بالعدد ونفساويتي تعبت والهالات السودا بظت تحت عينيه من قلة الاكل والنوم... طبعا انام ازاي وعصافير بطني اتحولت فجأة لديناصورات وهات يا خبط طول النهار والليل...
وتالت يوم وانا مروحة من الشغل رجليه وديتني لمحل عم حسين قولت اعدي اسلم بس... خرجت من عنده وانا في ايدي عشر باكوهات شكولاتة من اللي قلبي بيحبها وطلعت العمارة وانا بدعي ربنا امي ماتشوفنيش وانا داخلة وتروح مفتشاني كالعادة واستحياطا خبيت الباكوهات بين هدومي... طلعت والحمد لله ام سامية في المطبخ... دخلت اوضتي وطلعت الغنيمة ومن كتر شوقي وحبي فتحت الباكوهات كلها مرة واحدة ومنين اكلك يا بطة... وفجأة دخلت ام سامية الاوضة وظبطتني متلبسا بالجرم المشهود... فارشة الارض والشكولاتة بايديا الاتنين ووجهي اختفت ملامحة تقريبا بفعل سوحان الغالية عليه... الست الوالدة خدتني من وداني على المغسلة وهات يا شتيمة في الشكولاتة واللي صنعها واللي بيبعها واللي بياكلها وانا اقولها ادعي عليا انا بلاش الشكليطة وهي تجيبني لفوق وتنزلني سابع ارض...
وطبعا انتهت الليلة ببياتي من غير عشا ومنعت عني الفاكهة يومين... وياريت اكتفت بكده لا دي سلطت عليا الحاج قال ايه لازوما اعمل رياضة كل يوم... 
بصي بقى يا سماح المسافة الاول حتبقى مش اقل من تلاتة كيلو مشي نزودهم بشويش... ومافيش اسانسير من هنا ورايح فاهماني طبعا وبلاش تروحي الشغل بالاوتوبيس خديها مشي والمسافة مش كتير...
انا طبعا سمعت الكلام ده اغمن عليا من الخضة... وفضلت على الحال ده شهر بحاله كنت بحس ساعات اني حموت من الالم اللي في رجليه وظهري... وفي يوم وانا مروحة مشي طبعا شوفت منظر خلاني تنحت... محل حلويات فاتح جديد والاصناف اللي معروضة في الفترينة خووووورافة... وافتكرت حبي القديم....


------------------------------------------------

وبقيت ابص للشكولاتة المرصصة في الفترينة واغنيلها.. "وبحبك وحشتيني... وبحبك وانتِ نور عيني"... ولقيتني بناجيها واواسيها واقولها...
ياللي سمارك في لون طين بلادي... لكِ كل حبي وودادي...
اصبري يا ضي عنيا.. لحد ماخس شويه.. والعريس يطب وبعدها اطلع عينه زي ما طاع عنيا...
لكن طبعا انا عندي ارادة ولاينكن اكسر كلام الست الوالدة خصوصا وانها حلفت عليا يمين طلاق بالتلاتة ان ما كنت اتعدل وامشي عدل لاتكون حدفاني من الشباك...
وجاءت اللحظة الحاسمة... وقفت على الميزان وانا حاسة قلبي وصل البلعوم... بصيت في الرقم وبقيت مش مصدقة نفسي معقولة خمستاشر كيلو في شهرين ده كده رضا واخر حلاوة... وجاء اليوم الموعود... يوم الكشف والمعاينة...
ها حتلبسي ايه يا سموحة
ايه رأيك البس التايور الاصفر
لالا بلاش الاصفر ده بيعملك كلابيز... البسي الجيبه السكري مع البلوفر السماوي اهو بيغطي الحاجات دي ويخفيها...
كلابيز! اللي تشوفيه يا امي...
ودخلت بالعصير على العريس بعد توصيات مطولة من ام سامية... افردي وجهك يا سموحة... شدي ظهرك وانت قاعدة يا سموحة... ماتضحكيش بصوت عالي يا سماح...
الشهادة لله العريس كان شكله امور خالص ومسمسم بس الست والدته كانت عايزه تفترسني بنظراتها... وشوية ولاقيتها بتميل على ودان ابنها وقالتله حاجة راح هو باصصلها وهز راسه... وبعدها خدوا بعضهم ومشيوا... 
بعد يومين روحت من الشغل لقيت امي كل عين عليها قد الطمطماية... فيه ايه يا حاجة...
لا مافيش اصل الجوازة باظت
وعرفت منين انها باظت
ام وائل لسه ماشيه من شويه قال ايه العريس كان بيدور على عروسة بيضه ومربربه وانت ماطلعتيش مقاسه
يالهوي بقى كل الحرمان ده واللي عملتوا فيا يا ظلمة وفي الآخر عاوزها مربربه... طبعا بقى عندي اصطدام في النفساوية واكتأبت... خدت اجازة من الشغل وطلعت تاني يوم على محل الحلويات اياه وغطست في الفترينه وحلفت ما اخرج منها الا وانا راجعة زي ما كنت...
هي ساعة زمن ولقيت نفسي في الانعاش بعد ما اتعملي غسيل معدة وطلعوني من العناية تاني يوم وبقيت تحت المراقبة...
كده يابنتي انت عايزة تموتيني ناقصة عمر
خلاص يا امي حقي برقابتي انا لا عايزة اخس ولا عايزة اتخن ولا عايزة اتنيل اتجوز وخليني في قرابيزك واوعدك عمري ما ازعلك...
هي سمعت الكلمتين وهاتك يا عياط
يا حاجة ما تعمليش في نفسك كده بنتك زي الفل ربنا يخليهالك... دي كانت جارتي في الاوضة ست كبيرة ووجهها سمح قوي...
ربنا يكرمك يا حاجة ويقومك بالسلامة...
تلات ايام في المستشفى ماليش ونيس غير الحاجة السكرة جارتي وامي... ويوم ماجيت اخرج لقيت امي والست ام محمد بيتهامسوا.. استغربت طبعا ودفعني فضولي لسؤال امي بعد ما خرجنا...
لا ابدا انا كنت بديها النمرة وعنوان البيت 
ده انتوا اتصاحبتوا بقى... بصيت لامي لقيت على وجهها ابتسامة صافية وقولت في نفسي خير اللهم اجعله خير...
وبعد يومين شرفتنا ام محمد بالزيارة بعد خروجها من المستشفى ومعاها ابنها محمد وجوزها... ويادوبك دخلت اعمل الشاي سمعت صوت زغاريد.. خرجت اشوف فيه ايه ولسه داخله الصالون لقيت ابويا بيقولي..
مبروك يا عروسة احنا قرينا فاتحتك على الاستاذ محمد... قولتي ايه
قولت ايه في ايه... طبعا نزل عليا سهم الله وعملت مكسوفة وعنيا في الارض وبصوت يادوبك مسموع قولتله..
اللي تشوفه يا والدي... لولولووووليش


تمت