Friday, March 30, 2012

"اذني السلطان كبيرتان كاذني حمار"


مقدمــــــــــــــــــــة

كلنا في مرحلة من مراحل حياتنا سمعنا حدوتة الملك السعيد المحبوب من شعبه في بلاد الواق واق واللي كان لا يشكو هما في الدنيا سوى مشكلة واحدة صغننة جدا جدا لكنها كانت تؤرق منامه مرة واحدة على الاقل كل شهر وهي ودانه.. ايون ودانه اصلها كانت طويلة بشكل غير اعتيادي ومدببة الاطراف يعني بالمفتشر كده شبه اذني الحمار!
وهو طبعا كان خافي الحكاية دي عن الناس بارتداؤه الدائم لقبعة من نوع خاص.. طويلة طبعا..
ولحد هنا والامور تمام وانت بتقول لنفسك طيب مادام ماحدش شايفها مافيش مشكلة.. لا في مشكلة الملك لما شعره ربنا طارح بيه البركة وعمال يطول كل شويه مش محتاج حلاق برضه علشان يزبطه مره واحدة في الشهر على الاقل؟
وطبعا الحلاق هيشوف ودان الملك ويكشف السر... هتقول طيب وازاي الملك اصلا كان خافي الحكاية دي نقول انه كان عنده حلاق عجوز ورثه مع المملكة عن المرحوم ابوه الملك الكبير وكان الحلاق الطيب ده هو اللي مربيه وبيحبه فكتم سره ثم.. طبعا مات الحلاق العجوز طيب نعمل ايه ندور على حلاق امين يحلق من غير فضايح.. وفعلا عثر وزير الملك المخلص على الحلاق المنشود وجري على بلاط جلالته يبشره وتم استدعاء الحلاق الشاب ودخلوه حجرة الحلاقة الملكية للانتظار.. وفي حجرة اخرى الملك على اعصابه رايح جاي رايح جاي والوزير اتحول خلاص وهو بيحاول يطمن الملك انه الحلاق ده ولد كويس ونقدر نراضيه بقرشين لو سولت له نفسه انه يقر عللي هيشوفه وزيادة في الحرص قرر الملك استخدام مبدأ الثواب والعقاب مع الحلاق يعني تحلق من سكات نرقيك وتبقى حلاق الملك وتعيش متنغنغ انت وعيلتك تحاول تنبس بحرف كده ولا كده ولا حد يشم خبر بالمستور ندفنك في جنينة القصر ... 
وطبعا الحلاق الغلبان ما صدق على فرصة وراح موافق.. وسارت عملية الحلاقة  بهدوء وهو حاول يركز في شغله وتجاهل تماما ودان الملك وشكلهم الغريب ... وروح الحلاق مغربية لبيته وعياله محمل من قصر الملك بما لذ وطاب وجاء الجيران يباركوا ويهنوا لعل ينولهم من الحب جانب ونام الحلاق قرير العين في تلك الليلة... لكن طبعا سر كبير زي ده يبقى تقيل على البني ادم مهما حاول يخبيه والكوابيس اشتغلت بقى وطار النوم بعيدا والحلاق المسكين بقى يمشي يتلفت حواليه يكلم نفسه خايف لسانه يخونه وتبقى النهاية... 
وفي يوم خدته رجليه ع الزراعية وجلس على الترعة مهموما يفكر ويعد في المعيز والوز اللي سارح ويحدف الزلط في الميه.. وهو على هذا الحال بعيدا عن القرية خطر له خاطر... وقال لنفسه هو انا ليه ماحدفش السر اللي كاتم على مراوحي في الترعة وهي لا ودان تسمع ولا لسان يتكلم!
وراح باصص لمياه الترعة وقرب منها جامد وهمسلها بالسر: اذني الملك كبيرتان كأذني حمار... وراح عايدها مرة تانية بصوت جامد اكتر: اذني الملك كبيرتان كأذني حمااار.... واستريح اخيرا من السر التقيل وروح على بيته ونام ملء جفونه حتى الصباااح...
تفتكروا الحدوتة خلصت على كده لا طبعا... الترعة دي مش بينمو عليها قصب وبوص وخلافه.. والقصب ده مش بيشرب من ميه الترعة.. والمياه دي مش ملوثة بالسر؟ يبقى النتيجة الطبيعية ينتقل السر من الترعة للقصب على طوووول الزراعية وصحيت الناس الصبح على صوت ينتقل من القصب مع نسمات الهواء العليل بيقول "اذني الملك كبيرتان كأذني حمار"  ويتمايل القصب مع الرياح وكأنه يرقص على انغام اغنية جميلة لعبد المطلب...
وطبعا لكم ان تتصوروا نهاية الحلاق الغلبان وفضيحة الملك بين افراد رعيته... والحدوتة انتهت على كده وسكتت عن بقية الاحداث تاركة فسحة لكل منا ليسرح بخياله ويعمل جزء تاني وتالت ورابع...

احيانا تكون الاسرار مثل قنبلة موقوتة نحتفظ بها في دواخلنا حتى لا يطلع عليها احد حتى تأتي اللحظة المناسبة ونفجرها في وجه اول واحد يطلع في وشنا وغالبا الحد ده كل مشكلته معانا انه كان متواجد في المكان والزمان الخطأ
.. حظه كده يستحمل بقى...

ده موضوع رسايل موجهة لناس احنا اتخنقنا منهم شفنا حاجات مش قادرين نسكت عنها وشايلين في قلبنا وكاتمين لاننا مانقدرش نقولهم عليها... حاجات جايز غلط من وجهة نظرنا لكنها اكيد حاجات فاقعة مرارتنا والاحتفاظ بيها ممكن يؤدي الى شلل او انفصام..

عذرا عزيزي القارئ فبسبب الضغوط المتلاحقة من جهات عليا تم حذف الرسايل وحذفها من الشباك الى غير رجعة... انتم فاكرين ايه انا ممكن اخالف الست الوالدة!!!