Sunday, June 17, 2012

"أسطورة الفرار هاري هوديني: ساحر أم جاسوس؟"

 

ولد هوديني في بودابست بالمجر يوم 24 مارس من عام 1874 من اسرة يهودية. وانتقلت أسرته إلى أبلتن بولاية ويسكنسن الامريكية وذلك عندما كان طفلاً. وكان اسمه الحقيقي إيريك وايس. وأخذ اسمه المسرحي من جين يوجين روبرت هودين الذي كان ساحرًا فرنسيًا مشهورًا في السنوات القريبة من القرن التاسع عشر الميلادي. وبعد ذلك جعل من هذا الاسم اسمًا شرعيًا له.

البداية والاحتراف
بدأ هوديني مهنته بأداء حيل أوراق اللعب. وفي عام 1900م، بعد أن طور أعمال هروبه من المآزق، أصبح نجمًا يقدم عروضًا في كثير من مسارح القمة في جميع أرجاء العالم. وكان العرض الذي يقدمه هوديني يصور حيلاً سحرية ووضعًا وشروحًا لما كان يعد خداعًا روحيًا.
كان هوديني من النوع الذي لا يكل ولا يمل من الدعاية لنفسه وعمله مع أنه لم يستخف بذكاء الجمهور. وتروي السيرة عرض الفرار الذي أقيم في العام 1902 في بلاكبورن بانجلترا، حين رفض هوديني أن يستسلم على رغم استعمال الأغلال المحكمة التي جعلت فراره مستحيلاً. وبعد ساعتين استطاع هوديني الإفلات من السلاسل التي قيدته، واستقبله الجمهور بالوقوف والتصفيق الحاد. وفي اليوم التالي كان ذراعا هوديني ممزوقتين ومتورمتين بشكل مخيف، لأن الأصفاد كانت مثبتة بشكل معقد فلم يكن أمامه خيار سوى أن يمزق لحمه ليتخلص منها.

علاقته بالأرواح
استهزاء هوديني المتواصل من حركة الروحانيين التي كان من دعاتها الروائي ارثر كونان دويل مؤلف روايات شارلوك هولمز الشهيرة، كانت سببا في النهاية في موته. وقد كانت الحركة تدعي أن أعضاءها يستطيعون الاتصال مع الموتى، فيما كان هوديني يصرعلى أنهم مشعوذون. في مطلع القرن العشرين انضم هوديني إلى زوجته ‘’قارئة الطالع المشهورة’’ في تقديم عرض مزيف قام فيه بدور الروحاني فيما لعبت هي دور الوسيط. ولكن هوديني اجتاز الخط إلى الجانب الآخر في النهاية وفضح الوسطاء الروحانيين الأدعياء مثلما كان يفضح السحرة الذين يقلدون عروض فراره. نشرت زوجته الرسالة التي كتبها قبل وفاته والتي يقول فيها:

"أنا لا أؤمن بتحضير الأرواح ولو كان تحضير الأرواح حقيقة لعاد هوديني إلى الحياة وهوديني العظيم لن يعود ابدا."






الجاسوس
 هــــل كـــان نجــــم الفــــرار هــــاري هــــوديني جـــاســـوســـاً؟
لايزال اسم هاري هوديني الى اليوم مرتبط بفكرة النجاة من الموت في أقسى الظروف. وقد كثر الكلام حول الهوية الحقيقية لمحترف الفرار الكبير حيث تناولت احدى السير الذاتية لهوديني تحت عنوان "الحياة السرية لهوديني" كونه جاسوساً لشرطة السكوتلانديارد البريطانية يراقب الفوضويين الروس ويلاحق المزورين لحساب الشعبة السرية الأميركية - كل ذلك قبل حادثة موته الغامضة عن 52 عاما.

وترسم السيرة سيناريو استطاع من خلاله هوديني مستعملاً مهنته كغطاء، أن يسافر إلى الولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم لجمع المعلومات لحساب السلطات البريطانية. ولقد توصل مؤلفا السيرة وليام كالوش ولاري سلومون إلى هذه العلاقة بعد أن راجعا مفكرة وليام ملفيل، رئيس الجاسوسية البريطاني الذي ذكر اسم هوديني مرات عدة في يومياته.
ملفيل، الذي كان يعمل في السكوتلانديارد في مطلع القرن العشرين، ساعد على الترويج ودعم عمل هوديني في أوروبا بتمكينه من إحياء حفلات عرض خلالها مهاراته في الفرار من الموت. وفي عرض خاص رتبه مليفل استطاع هوديني أن يتخلص من أصفاد كبلت في يداه، أمام صاحب إحدى صالات العرض.
ويوحي الكتاب بأن حماسة ملفيل لم تكن منزهة عن غرض بل كانت جزءاً من صفقة عمل بموجبها هويدني جاسوساً. ويشير الكتاب إلى أن حالة مماثلة جرت في شيكاغو، حيث انطلقت شهرة هوديني بعد تقديمه عرضاً دعائياً بمساعدة أحد قادة الشرطة المحليين.

ويروي مؤلفا السيرة أيضاً حادثين وقعا سنة ,1926 تعرض فيهما هوديني للكمات في بطنه. أولهما من قبل طالب جامعي في غرفة تغيير الملابس، ولاحقاً من قبل شخص غريب في بهو الفندق.
ويوحي الكتاب أن الروحانيين رتبوا الاعتداءين. وفارق هوديني الحياة بعد أيام قليلة. وبدا أن هالته كفرد لا يقهر قد انتهت. ولكن هل زالت هذه الهالة حقا؟