Tuesday, September 6, 2011

"جريمة في كفر ساقية قتيل العيد"




(1)
"الحيرة"

زي النهاردة قبل سنة حصل اللي حصل وخسرت اخويا ابن عمي وصاحب عمري عويضه في حادثة اختفاء غريبة
البلد كلاتها ما صدقتنيش لما حكيتلهم ع اللي جرى اللي قالوا عليا مجنون وبخطرف واللي قالوا دبح ولد عمه علشان يلهف نصيبه في ارض جدهم واللي قالوا سفره بره ودخله مصحة
وبقيت امشي في البلد مطاطي راسي لا عارف اعمل ايه ولا اروح فين.. وفي يوم كنت بمشي رجليه على الزراعية سمعت نسوان البلد وهمه بيتحدتوا عني زي العادة
كانت مرت الغفير حسنين قاعدة وسط الحريم زي الغضنفر وهي بتقولهم
- ده قتله في ليلة ظلمة وقطع جتته قطيع وخفاه تحت الساقية القديمة من غير لا شفقة ولا رحمة
- لع ده اكيد ولابد دبحه وخفى جتته في اوضة نومه ده ابن ريه انا اللي عارفاهم اسألوني انا
- ايون ياختي طول عمرها ريه بت فضة قادرة وبتغير من عويضه لانه بقى دكتور قد الدنيا وابنها لع وتلاقيها هي اللي وزت ابنها يعمل كده في ولد عمه
- اني بدي اعرف جالها قلب ازاي وهي اللي مربيه عويضه ده يا كبد امه لما اتيتم شالته على ايديها لحمة طرية وقسمت لقمة ابنها وفرشته وهدمته معاه ده هي اللي صممت وبعتته البندر مع ابنها علشان يكملوا علام
- ما يغركيش المظاهر الكدابة دي هي كانت فاكرة كده تقدر تبلف عقل الواد وتخلصه حقه في ورثه لكن نقبها طلع على شونه تلاقي الواد طلب حقه قامت قتلته هي وابنها دي كوشت على صيغة المرحومه امه بكل بجاحه قبل الاربعين بحجة انها عتصرف على الواد ... الله يرحم ابوه كان مهنيها
- لا والادهى والامر انها قدرت تاكل دماغ الحكومة والعمدة وطلعت منيها زي الشعرة من العجين لكن احنا مش عنسكت ونقعد القتلة دول في وسطينا احنا لازم نطفشها هي وابنها من البلد النهاردة قبل بكرة.......

وفضلت شايل الشيلة التقيلة دي على راسي ريح تجيبني وريح توديني لا عارف انا عملتها صوح ولا لا لحد ما قررت مابقاش ندل وجبان عايش بذنب ابن عمي بقية عمري وقررت ادور ع الحقيقة وارجع لكفر قتيل الساقية اللي خرجت منه كيف المطاريد في ليلة ظلمة مافيهاش ضي قمر......


                           

-------------------------------
(2)
"الطريق الى المجهول"

- الحق يا عويضه الحقني يا ابن عمي هنيني وباركلي
- الف مبروك ياخويا بس على ايه
- اخيرا استلمت الجواب بيدي وخلاص باينها حتفرج اتوظفت
- الف مبروك يا عوضين مش قولتلك حتفرج وعرفت اتوظفت فين
- تصدق ما ختش بالي من الفرحة استنى لما اقرا العنوان في ايون اهو في كفر قتيل الساقية
- ايه الاسم الغريب ده انا عمري ما سمعت بالكفر ده قبل كده
- الحقيقة ولا انا عموما هو شرقي واللي يسأل مايتوهش
- وناوي ع السفر امتى؟
- طوالي اجهز نفسي واودع الحاجة واسافر امي امانة برقبتك يا عويضه
- لا ازعل منك يا عوضين حد يتوصى على امه برضك
- معاك حق يا خويا
وودعت امي وابن عمي وخرجت من البلد قبل الفجر ما يشقشق وانا كلي حماس وامل خدت اول مركوب على المركز وسألت على عنوان الكفر هناك سألت كتير لكن محدش سمع بالمنطقة دي قبل كده الدنيا قربت على الظهر وانا داير اسأل جايز اعتر في حد يدلني وبدأت افقد الامل خصوصا وانا على لحم بطني من الفجرية شلت خلاقاتي على كتفي وقعدت تحت شجرة قريب من الطريق اريح شويه وانا بدعي لربنا يفرجها عليا وفجأة حسيت بظلة فوق راسي بصيت لفوق لقيت راجل واقف قصادي كان كباره كده اسمر عظيم الجتة لابس جلابيه صفرة وطاقية صغيرة وفي ايده عكاز شكله مألوف حسيت اني اعرفه وبقيت اقول لنفسي الخلقة دي مش غريبة عليا انا شوفته قبل كده بس فين
وانا في التوهة والسرحان ده هزني جامد من كتفي وقالي: يا بلديات ولاد الحلال دلوني عليك وقالولي انك عاوز تروح كفر ساقية قتيل العيد ليك شوق اخدك هناك
- انت تعرف فين الكفر يا عم
- اوصلك بالعربية انت وخلاقاتك بخمس وتلاتين جنيه قولت ايه
- خمس وتلاتين ليه هي بعيدة قد كده!
- بعيدة التسعيرة كده وان كان ليك خاطر
- ماشي نوصلها امتى
- مغربية اركب
وطلعت معاه وانا قلبي بيرجف مش عارف هو الخوف الطبيعي من اي حاجة جديدة ولا الخوف من حاجة تانية وصاحبي في الرحلة كابو الهول ولا نطق بحرف رغم محاولاتي الفاشلة اني استدرجه لاي حديت قافل بقه بالترباس وعينه ما غفلتش عن الطريق لحظة والظاهر اني غفيت شوية لاني فقت على هزه ليا وفرد كفه وقالي كلمة واحدة: الاجرة
طلعت فلوسه من جيبي وايدتهمله وبصيت حواليا الطريق كان ظلمة ومافيش غير الزراعية وصوت الحمير والكلاب وصراصير الليل قولتله يا عم الحاج هو ده النجع اروح فين طيب؟ فرد دراعه بعصايته الغريبة وقالي: شرق لحد ما تلاقي دوار العمدة
- طيب ولو عوزت ارجع المركز ادلك ازاي
- تلاقيني هنا مغربية كل طلعة هلال
بصيت في الطريق اللي شاور عليها
- دي باينها حتة مقطوعة يا عم الحاج انت متأكد انه ده النجع؟ وبدور وجهي ناحية الحاج اتأكد منه مالقيتوش ولا ليه اي اثر الصراحة قلقت اختفى ازاي بالسرعة دي وازاي ما سمعتش صوت العربية وهي ماشية دي تلات تربع عمر وكان صوتها شبه وابور الجاز بتاع خالتي ام زنابق ليلة العيد الكبير!
حسيت بلفحة هوا وعرق بارد بيسح على ظهري وانا بتلفت حواليا وكأنه حد بيراقبني شلت خلاقاتي وبصيت للطريق اللي كان عامل زي المغارة من الظلمة لا تعرف اوله من اخره وماكنش قدامي حل تاني غير اني اكمل في الاتجاه اللي شاورلي عليه الشيخ
                       
-----------------------------------------------

(3)
"عفاريت الزراعية"

شجعت نفسي وابتديت امشي على مهل وانا بدعي ربنا الاقي دوار العمدة بسرعة كان الطريق طويل مش باينله اخر والشجر بيحفه من الجانبين ما كنتش سامع غير صوت نفسي حتى صوت الحمير والكلاب اختفى شويه وحسيت انه حد ماشي ورايا فخففت من سرعتي جايز حد من اهالي المنطقة واهو يكسب فيا ثواب ويدلني وطرطقت وداني كويس لكن مافيش غير صوت خطوتي انا وفجأة حسيت زي ما يكون حد بيشدني من رجل البنطلون انا جمدت من الرعب وقلبي وقع في الارض سيبت رجليا للريح وهاتك يا جري ماهو العمر مش بعزقه وجريت جريت لحد ما نفسي اتقطع وماعدتش رجليا تشيلني وقفت اخد نفسي وانا ايدي على قلبي احوشه لينط بره صدري سمعت صوت خروشة جاي من ورايا وقف شعر راسي واحترت اعمل ايه اصوت كيف الحريم ولا اجري تاني وقررت اواجه الخطر واستعمل التلات دروس اليوتمه اللي انا خدتهم في الكونج فو في نادي الجامعة وانقض على خصمي كالشيتا على فريسته وبقيت في وضع الاستعداد للانقضاض كتافي لازقين في صدري وركبتي ورا ظهري وايديا في الهوا زي جناحين صقر وصرخت صرخة القتال وانا بنط في الهوا وقبل ما انزل كان صوت حريمي بيزعق ويقول مين هناك وطبعا فرملت في نص النطة من الخضة ونزلت على الارض في وضعية لا احسد عليها وكل اللي انا فاكر اني شوفته قبل ما افوق من الصدمة كان زنوبة حريمي حجم عائلي وفجأة حاجة شالتني من قفايا مترين في الهوا وماسورة بندقية لزقت في مناخيري والصوت الحريمي بيقولي: انت مين انطق لاحسن اضرب في المليان
حاولت ابص لتحت اشوف فيه ايه لكن الرؤيا كانت معدومة خالص
بقيت حاجة تشيلني وحاجة تحطني بطني كركبت على الاخر والصوت تاني زعق: انطق قبل ما طوخك
- لا ابوس ايدك اوعي اطوخي انا حاقول على كل حاجة نزلوني وانا اعترف على طول
- لع قول وانت فوق
- فوق ليه بس طيب نزلوني نتعارف الاول
- قول يا ولد
- اقول اقول انا عوضين المهندس الزراعي اللي اتعين عندكم في الجمعية الزراعية ومعايا جواب التعيين اهو في جيبي
ولسه بطلع الجواب من جيبي بالعافية حسيت بلدوزر خبط في يدي وخطف الجواب مني دي اكيد هتطلع شمشونه المفتريه وقالت: دلوك نشوف عتقول الحقيقة ولا لع
وسمعت صوت همس الظاهر شمشونه معاها حد تاني بس الغريبة انه الاصوات كلها حريمي هي البلد دي مافيهاش ردالة ولا ايه!
وفجأة لقيتني نزلت الارض ماسورة في ظهري بتزقني وشمشونه قدامي مارد باسم الله ما شاء الله طول بعرض بارتفاع وكله اسود باسود اهو كده خلفه ترفع الراس بصحيح مش تقولي البنات المسلوعة بتوع اليومين دول وانا في وسط انبهاري بخلفة مصر اللي تشرح الماسورة اللي في ظهري زقتني جامد جوه باب دخلنا منه على دوار وقعدوني على روكبي في الارض قدام مني وفي وسط المجلس قعدت عجوز يتخيلي اني في التلاتين سنة اللي فاتوا من عمري ما شوفتش حاجة مرعبة ولا ابشع منها وجهها ابيض باهت ليها عين واحدة زرقا زراق غريب وعينها التانية بيضا كلاتها ولابسه اسود باسود كان منظرها يشيب العيل في حجر امه لدرجة اني ماقدرتش اشيل عيني عنها شمشونه زقتني بكعب البندقية على كتفي وقالت: هم يا واد حب على ايد الست العمدة بصيت لايديها كانت بلون طين النيل الاسود بظوافر طويلة زي حد السكين وكانت اخر حاجة شوفتها قبل ما يغمن عليا الخاتم الكبير اللي في صباعها وعليه تعبان براسين
               
---------------------------------

(4)
"نسايم وشفشق"

- ادلقي عليه ميه تاني خليه يفوق ونعرف نكلمه
- فوق يا غريب هي تكية تنام وقت ما انت عاوز قوم رد ردت الميه في زورك
دي شمشونه كانت بتصحيني بكل حنيه وعطف.. قمت وكانت دماغي تقيلة زي مايكون جواها زلط وعظمي وجعني قوي وسامع طنين غريب في وداني... وصوت العمدة وهي بتسألني كأنها بتتكلم من بير غويطة: قول يا غريب انهي ريح اللي حدفتك حدانا
- انا انا انا العوضين مهندس اللي اتزرع في الجمعية التعيينية حداكم
- هاهاها لا ودمك خفيف يا ولد نسايم وضبي اوضة بحري للضيف ده حيشرف حدانا ولزوما نعمل معاه الواجب خدوه يريح جتته والصباح رباح
شمشونه بقيت نسايم تيجي ازاي دي ممكن تكون عواصف اعاصير لكن نسايم ماتركبش! مشيت بين جوز الغفر نسايم وشفشق من غير اي مقاومة وكانوا تقريبا شايليني في وسطيهم وكنت حاسس ساعتها باحساس الفرخة وهي بتتاخد من وسط اخواتها وتتحط تحت ضرس عشماوي

كانت ليلة شوفت فيها كوابيس بعدد شعر راسي اشي ازرق نيلة واشي ابيض واسود ولا افلام هتشكوك اللي كنت احوش طول الشهر انا والوله عويضه علشان نشوفها في قهوة الوله حمدان..
قمت الصبح شعري منكوش وعنيا حمرا والجزمة مش في رجلي اني لما اكتشفت اني اتقلبت في الجزمة في الليلة الغبره دي برج من نافوخي طق وبقيت ازعق واقول يا ولاد الهبله تخلصوا على البرجين اللي كانوا حداي ماشي تنشفوا دمي وتعملوا عليا فيلم امنا الغولة ماشي انما تقلبوني في الدزمة الجديدة لع والف لع كمان
اني اذكر انه الاوضة كان لها باب فجأة لقيت شمشونه قصدي نسايم واختها شفشق فوق راسي مكتفيني وحاطين جزمتي في مناخيري وهمه بيحاولوا يسكتوني خدتها في حضني وقعدت اقلب فيها الحمد لله سليمة مش ناقصة حاجة ناس تخاف ما تختشيش صوح
- انت يا جدع انت ايه الجعير الحياني ديه عندك الطست اهه اغسل وجهك وفوت قدامي جناب العمدة عاوزاك
- مابلاش العمدة ع الصبح
- بتقول حاجة يا ولد
- لع بقول جاي وراكم على طول واني اقدر اتأخر ع جناب العمدة
الحقيقة العمدة رغم منظرها القاسي الا انها كانت اخر كرم معايا واني عموما ماشوفتهاش كتير وشمشونه وشفشق قاموا بالواجب وكان فطار ملوكي وبعدها خدوني لففوني في البلد لحد الجمعية وسابوني لوحدي بعدها على اني ارجع الدوار على موعد الغدا...
كانت الحاجة اللي استغربتها هدوء البلد العجيب واهله. كله بيشتغل من غير حس خالص نسوان ورجالة والجمعية كانت فاضية مافيهاش غير شوية سجلات قديمة فهمت من شفشق انه براهيم عامل الجمعية في اجازة يومين
خرجت من الجمعية وكانت دماغي عماله تودي وتجيب في اللي حوصل ليلة امبارح وانا بقرب من الدوار لفت نظري اثار عجل عربية مش بعيد قربت منه كان هو نفس الاثر اللي سابته عربية الشيخ امبارح على الطريق الزراعي في المركز معقولة ده ما يبعدتش اكتر من خمسين متر عن الدوار اومال المشي والجري اللي انا هببته ليلة امبارح ده كله كان فين وفين الطريق الطويلة اللي اني مشيت فيها معقولة كنت بخطرف وكنت جنب الدوار طول الوقت!
-------------------------------------

(5)
"ليلة مقتل الحمار"


وعدى الاسبوع الاول في البلد بهدوء.. اتعرفت على براهيم وبدأت الشغل في الجمعية وكان براهيم راجل في العشرين متحفظ جدا كبقية الناس هنا
لاحظت في البلد دي حاجات غريبة اولهم الرجالة كلهم شباب مافيش عواجيز اكبر نفر مايزدتش عمره عن اربعين اما النسوان فاغلبهم كبير في السن
واغرب مافي البلد دي حيواناتها تصرفاتها غير الحيوانات اللي نعرفها خالص.. جنب شباك اوضتي شجرة كبيرة معششة عصافير طول الليل تزقزق حتى لو مافيش قمر تزقزق وتفضل صاحية طول الليل تتخانق في الظلمة وكانهم ما يعرفوش النوم.. والاغرب قططهم قطة براويه بتيجي كل يوم المغربية تطلب اكل وصحاب الدار يكرموها لاحظت انها بتاخد الاكل وتدفنه في التراب ورا الدوار وترجع تطلب اكل تاني حكاية غريبة مش قادر الاقيلها اي تفسير وخصوصا اني متأكد انه القطط مابتدفنش اكلها...
وفي يوم وكنت بتمشى جنب غيط فتحية الارملة ودي كانت بتشتغل في قراريط للعمدة تزرعهم وتاكل منهم هي وعيالها كانت بتزعق وتولول قربت اشوف مالها جايز محتاجة مساعدة.. كانت ماسكة في ايدها شعر كتير بيسح منه دم وعلى الارض حمارها غرقان  بدمه باينه سلم الروح وقريب منه قعد جارها سعدان وجهه اصفر وفي ايده سكين بتشرشر دم ولما اهل البلد اتلمت على صويت فتحية سعدان رمى السكينة وجري....

صحيت في نص الليل على صوت خبط ع الباب وصوت شمشونه بتنادم عليا ولسه قايم اشوف فيه ايه شدتني من الجلابية وقالتلي امشي وراها وصلنا اول البلد وفي الساحة الكبيرة اتجمعت الخلايق ووقفوا صف على شكل نص دايرة وقدامهم قعدت العمدة وراها نسايم وشفشق وعلى يمينها فتحية الارملة وفي وسط الدايرة سعدان على الارض جنبه حبل تخين  
- قولي يا فتحية ع اللي حوصل
- اقول يا عمدة كنت في الغيط عصرية زي عوايدي بلقط شوية فجل وقريب مني حماري علشان ارجع بالحمل عليه الظاهر غفلت عنه دخل قراريط سعدان ولسه عروح اجيبه سعدان جري وراه بالسكين وقطع دنبه المسكين فضل يرفص غرقان بدمه انا اصوت حد ينجدني وسعدان واقف يتفرج ع الحمار وهو عيموت والسكين في يده والمشمهندس عوضين شاهد على كل اللي جرى
- قرب يا باشمهندس قول والله العظيم اقول الحق وقول على اللي شفته
وحلفت اليمين وقولت على اللي انا شفته وكان كلامي بيأكد رواية فتحية
- ها يا سعدان ردك ايه على اللي سمعته حوصل ولا لع
وابتدى سعدان ينتفض وينوح زي الحريم وهو بيقول: حوصل حوصل بس اني ماكنش قصدي ماكنتش عاوز اقتله ده هو اللي كل يوم داخل على قراريطي ويحش في البرسيم وانا كنت حلاقي منين اوكل البهايم
وبعدما سمعنا سعدان وقفت العمدة وقالت: احنا طول عمرنا في البلد يد واحدة اخوات يساعد الغني الفقير والقوي ياخد الحق للضعيف ولسه الزمن اللي ناكل بيه لحم بعض ماجاشي سعدان غلط وغاصت كيعانه بالدم وجزا الدم دم زيه العين بالعين والسن بالسن قومي خدي حقك يا فتحية
وقامت فتحية وعقدت الحبل حوالين رقبة سعدان اللي اختفى من وجهه الدم وقلبت عينيه وبقى شبه الاموات وقبل ما اعرف ايه اللي حيحصل شدتني شمشونه من دراعي وقالت: احنا مالناش صالح هنا خلاص وشدتني من دراعي حاولت اتكلم اقول اي حاجة اقاوم وافضل واقف لكن لساني انعقد واستسلمت لامرها...




(6)
"سر الساقية"

قضيت بقية الليلة قلقان فكرة تجيبني وفكرة توديني مش عارف هو اللي انا شوفته كان حقيقة ولا خيال ولو حقيقة هيعملوا ايه في المسكين سعدان وبقيت اقول في سري البلد دي فيها حاجة غلط وربنا يستر..
خرجت الصبح بدري البلد هادية كالعادة وكل واحد في شغله وكأنه مافيش حاجة حصلت وخدتني رجليا لحد الساقية القديمة اللي اتسمت البلد باسمها وقررت ادعبس ع الحقيقة لغاية ما اوصلها واكتشف سر المكان الغريب ده...
لفيت حواليها وكان شكلي عامل زي عيل عامل عمله وخايف حد يلقطه ويادوب لسه هخلص اللفة واتلقطت قفشتني شمشونه نسايم وعنيها عيطق منهم الشرر
- بتعمل ايه عندك يا ولد ابوك
- اني مافيش بمشي رجليه شويه
- ومالقيتش غير الساقية تمشي رجليك عنديها
- ايون اهو انا عاوز اعرف ايه حكاية الساقية دي
- حكاية ايه مين قال حكاية
- شمشونة قولي ماتخافيش انا ولد اخوك برضك وعاوز اتنور وادينا قاعدين وبنتساير
- في الحديت ده لع دور على حاجة تانية نتساير فيها
- ماشي اللي حوصل ليلة امبارح وفين سعدان دلوقت وعملتوا فيه ايه
- ايشش اقفل خشمك قبل ما حد من الخلق يسمعك اللي شوفته امبارح ده تنساه خالص ومافيش حد في البلد اسمه سعدان فاهم
- شمشونة ريحيني انا تعبت ودماغي عاملة زي عشة الدبابير ايه اللي بيحصل ببلدكم دي وليه ساقية قتيل العيد ومين القتيل ده
- كل ده عاوز تعرفه ده انت شايل في قلبك يامه
- ريحيني وانطقي بقى واوعدك مش هجيب سيرة لجنس مخلوق واصل
- ماشي عقولك... من يجي اكتر من عشر سنين جاه حدانا راجل من كفر الزيات وكان عليه تار العمدة استقبلته وامنته على روحه وعياله واديته ارض يزرعها وياكل من خيرها وفي يوم صحيت البلد على زعيق الوليه مراته قال ايه صحي الصبح واللي طلع عليه عاوز يتجوز على مرته الكومل المسكينة ما استحملاتش وشكيته للعمدة لكن هو اصر وخرج مغربية من داره وهو مصمم عللى في دماغه قامت مرته دعيت عليه وقالت الهي تروح لا ترجع. ليلتها ما باتش بفرشته والصبح لقوه اهل البلد مرمي تحت دولاب الساقية غرقان بدمه ومسلم الروح وعدت ايام وشهور وبقيت الناس تتكلم عن عفريت الساقية بيخرج في اول ليلة من كل شهر يفحت الارض ويلف حوالين الساقية ومع الايام الناس نسيت الاسم القديم للكفر والساقية اتهجرت وبقينا كفر قتيل الساقية
- والعفريت ده موجود فعلا
- كفاياك سؤال وحديت ماسخ عاد وفوت قدامي قبل ما الدنيا تليل والعفريت يطلعلك
- والله ما مصدق حرف من اللي اتقال بس اعمل ايه في جبروت النسا.. امري لله...
--------------------------------------

(7)
"عفريت الساقية"

يعني ماقدرتش تخليك في حالك يا عوضين... كل اللي حوصل بعد كده بسبب الليلة الغبرة والوقعة المطينة اللي اني وقعت نفسي بيها...
عملت فيها سبع الرجال شديت العمة على راسي واتلفعت بالجلابيه واتسحبت في نصاص الليلي كيف الحرامية وطوالي على ساقية القتيل عسكرت مقابلها وعنيا مفنجلة ويا انا ويا عفريت الساقية ده... ساعة اتنين لا حس ولا خبر الدنيا بقيت صاقعة ورجليا نملت وهميت اقوم وامشي لما بصيت ناح الساقية وشوفت خيال حاجة صغيرة شبه البطيخة بتتحرك على الارض ورا الساقية حبست نفسي وبحلقت جامد..
الخيال كان يطول كل شويه وكانه زرع وبيخرج من الارض لكنه مش زرع ده راس ودراعين وعليهم عباية كمان كان الخيال طويل ورفيع مش باينله ملامح فضل مكانه لحظة بعدها لف مرتين حوالين الساقية بسرعة وكانه طاير بعدها وقف في نفس الحتة اللي طلع منها واختفى بنفس الطريقة اللي ظهر بيها...
انا جتتي لبشت وروكبي اتسرسبت وقريت المعوذات كلاتها.. فكرت طيب اعمل ايه انا دلوقت امشي ورا العفريت ادعبس وراه.. طيب ولو طلع مؤذي اني اروح فطيس.. طيب بلاش امشي وراه وافرقع من الفضول.. طيب اعمل ايه ولقيتني بشجع نفسي واقولها ارجع بات بفرشتك الليلة يا ولد والصباح رباح ادعبس بعد طلوع الشمس واهي تونسني برضك...
وجريت في الطريق وايديا مكلبشة في روكبي سناني بتخبط في بعضها وقلبي عمال يخبط خبيط وخوفت البلد تصحى على صوته... وصلت اوضتي وجريت على فرشتي نطيت تحت اللحاف وكل جسمي بيتنفض عاوز انام انام واصحى الاقي الصبح شقشق والبلد صحيت...
وانا في الحوسة دي دق الباب كان خبط خافت وصوت همس بينده على اسمي
- عوضين افتح يا عوضين
الصوت ابتدى يعلى ويعلى ده عفريت القتيل جاي يخلص علي بعدما قفشته لكن لع مش انا اللي اروح بالساهل.. اتناولت الكرسي الخشب القريب مني واتسمرت ورا الباب وفي اللحظة اللي اتفتحت بيها الباب هويت بالكرسي على دماغ العفريت...
وقع على الارض والدم بيشر من راسه اللي اتهشمت.. قلبته برجلي اشوف هو مين ولما دققت بوجهه اتفجعت مش ممكن ده يحصل.. صرخت بعلو حسي انا قتلت عويضه ابن عمي!
روحت وجيت اتشلت واتحطيت قتلته اني اللي قتلته طيب اعمل ايه...
شلت عويضه على كتفي ومشيت بيه لحد ما وصلت الساقية حطيت جتته السخنة على الارض جنبي وابتديت احفرله قبر اتاويه بيه وقرب الفجر كنت خلصت حفر نزلته قبره وردمت عليه بالتراب ورجعت اجر رجليا رميت جسمي على فرشتي ونمت من غير ما اوعى لحاجة حواليا....
-----------------------------------------------------------------

 
(8)
"شكوك"

صحيت الصبح على صوت خبط على الباب وحد بينده عليا حاولت اقوم لكن جسمي كان متكسر وكل عظمة واجعاني وكانه زريبة بهايم عديت فوق ظهري ليلة امبارح...
صوت الخبط علي وميزت صوت براهيم بينده اتحاملت على نفسي وقمت ايه ده زلط اللي فوق ده.. راسي تقيله قوي فتحت الباب ابص براهيم عاوز ايه
-سلام وعليكو يا باشمهندس انت فين يا راجل
-ما انا متلقح قدامك اها فيه ايه ع الصبح
- صبح مين احنا بقينا العصرية هو انت عيان ولا ايه
- عصرية! وازاي تسيبوني نايم لحد دلوقت
- ما اني بنادم عليك من الصبح محدش هنا افتكرتك خرجت ولا حاجة
- خرجت فين بس ده انا دماغي بتلف بيا كيف التور بالساقية... الساقية!
- مالها الساقية يا باشمهندس
وهنا افتكرت اللي حوصل ليلة امبارح ومش عارف ليه بصيت لبراهيم جامد حاجة فيه كانت غريبة لكن مقدرتش اميزها ساعتها
- شوفلنا حاجة نشربها يا براهيم
- شاي كوشري حالا يا باشمهندس
- ووقف قبالي يعمل الشاي نسيت كل حاجة وركزت في براهيم... وفجاة لقيتها طويل براهيم طويل ورفيع جسمه بالمللي قياس عفريت الساقية معقولة يكون هو!
شربت الشاي وخرجت اشم شوية هوا
معقولة اللي انا شوفته امبارح ده كله كان حلم لكن ازاي انا متاكد من اللي شفته طيب وابن عمي اللي انا قتلته معقولة اقتل اخويا وايه اللي جابه كفر ساقية القتيل اصلا وليه...  دماغي ورمت من كتر التفكير وعجزت الاقي تفسير رجعت اوضتي وكتبت مكتوب لابن عمي عويضه وطلعت بيه لبيت الاستاذ عدنان استاذ المدرسة وطلبت منه يوصله لابن عمي لما يطلع المركز ورجعت اوضتي وما خرجتش منها... وفي الليل شوفت كل اللي حصل تاني الخبط على الباب وانا بقتل عويضه واحفر قبره وادفنه بيدي وتكرر المنام مرتين بعد كده بكل تفاصيله اتحرمت النوم وبقيت دايما مسهم وتعبان...
وفي يوم خدتني رجليا لحد بستان الدوار كانت نسايم قاعدة تحت الشجرة القديمة قعدت جنبها على الدكة وانا شايل صخرة على صدري
- في حنكك كلام يا ولد اخوي جرالك ايه
- لو قولتلك يا نسايم تصدقيني وتشوري عليا
- قول الاول مش جايز الحديت ماسخ وما يتسمعش
ضحكت من قلبي.. وقولتلها على الحلم ومش عارف ليه خبيت عليها حكاية عفريت الساقية جايز لانها حذرتني وقالتلي مامشيش ورا الحكاية دي... سمعتني للاخر وفضلت ساكتة بعدما خلصت بصيتلها وعنيا كلها امل انها تريحني قالتلي
- ابقى اتغطى كويس لما تنام وبيت خفيف بلاش تتقل بالعشا وانسى اللي شفته
- انسى؟
بعد يومين رجع الاستاذ عدنان البلد ومعاه البشارة جواب من اخويا عويضه بيقول فيه انه بخير وانه جاي البلد الاسبوع اللي جاي
---------------------------------------------
 
(9)
"السرداب"

صحيت الصبح مزقطط وفرحان قولت اميل على نسايم واقولها خبر زيارة عويضة دخلت دوار العمدة وندهت عليها وقعدت على الدكة تحت الشجرة استناها طلعت الجواب من جيبي اقراه تاني وفجاة حسيت بحد قعد جنبي اتلفت لقيتها العمدة بتبصلي بابتسامة غريبة وقالت
- اخبار ولد عمك الدكتور ايه زين عاد.... فاغر بقك ليه كده مستغرب! لا ما تستغربش اني العمدة مافيش دبة نملة تعدي عليا في البلد ولا اعرفهاش ها اخباره ايه
 - مين
- ولد عمك عويضه مش كده
- ايوه الحمد لله بخير
- خلي بالك يا باشمهندس عليه واوعاك تمشي معاه في يوم في سكة ظلمة ساعة القدر يعمى البصر
- قصدك ايه بالكلام ده
- ماقصديش اني بنصحك بس دايما حرص انت بتفكر في ايه الاحلام مراية الحقيقة وساعة القدر يعمى البصر فاهمني
سرحت في دنيا تانية الوليه دي غويطة قوي هي تقصد ايه واي حلم تكونش نسايم قالتلها على الحلم اللي اني شوفته؟
................

- عوضين في الحضن يا ابن عمي وحشني قوي
- وانت اكتر ياخويا وازيك وازاي الحاجة
- بخير وبتسلم عليك وبعتالك معايا زيارة تستاهل بقك
- تعالا اقعد اعملك الشاي ونتحدت وحشني حديتك يا راجل
- قولي ازاي الشغل والبلد مستريح هنا مرسالك وغوشني طمني عليك
- وادي الشاي نشرب بالراحة وانا اقولك على كل حاجة
.........................
- يا بوي كل ده حوصل في البلد دي
- ايوه يا خويا نشفوا دمي وبقيت امشي اكلم نفسي
- وايه حكاية العمدة دي كمان يعني هي الرجالة خولصت من الدنيا ما بقاش غير الحريم تحكمنا
- بلاش حد يسمعك لاحسن نروح في داهية
- قولي يا عوضين انت متاكد انك شفت عفريت الساقية
- ايوه وبقيت متاكد اكتر انه لا في عفريت غير بني ادم لما جاني براهيم تاني يوم الصبح
- انت قولت انك شاكك بيه يكون هو العفريت
- اني متاكد مافيش اتنين ممكن يكونوا كيف عود القصب بالشكل ده الا براهيم
- اني كده مش مستريح ما بلاها الشغلانة دي وارجع معايا بلدنا وابعد عن الشر وغنيله
- لا ممكن ولا هاغنيله ولا ارقصله كمان والباب ان جاني منه الريح افتحله الشباك على وسعه ده احنا ولاد الحاج عوكل يا عويضه
- اني خايف عليك طيب قولي اساعدك ازاي
- اني متاكد انه في حاجة غلط بتحصل في البلد ومتورطه بيها العمدة وبراهيم
- وهنعرف كيف
- هنرجع الساقية بالليل ونقطر العفريت لمخباه
- دق الحديد وهو حامي نخرج الليلة بس لو مالقيناش العفريت نعمل ايه
- نفتش حوالين الساقية ولابد نعتر على اثر
وخرجنا انا وابن عمي بعد البلد ما نامت واستخبينا قريب من الساقية نستنى العفريت....

- عوضين الفجر هيطلع ولا في عفريت ولا انسي
- والعمل دلوقت
- مافيش غير ان احنا ندور قرب الساقية جايز نلاقي حاجة
وقربنا من الساقية ولفينا حواليها ندور ونفتش في الارض وفجاة اختفى عويضه من قدامي صرخت عليه مافيش رد صرخت تاني جاني صوته من تحت الارض
- اني هنا يا عوضين تعالا
بصيت حواليا ولحقت الصوت ولقدام شويه كان في الارض حفرة شبه البير بصيت فيها سمعت صوت عويضه حملت المشعل ونزلت على حبل كان مربوط في اول البير ومتدندل لتحت كانت ريحة عفونة مؤذية وجدران البير وكانها عليها زيت او دهن حاجة كانت بتلمع تحت نور المشعل قربت راسي منها كان لونها احمر على اسود كيف الدم وخارج من الجدران نبت غريب ريحته عفنة ولما وصلت لتحت نطيت حاجة اتكسرت تحت رجلي ببص واذ جمجة بني ادم اطحنت تحت مني
- ايه ده عويضه الحقني
- تعالا يا عوضين هات المشعل هنا مش عظم بني ادم ده
- الله يخرب بيت البلد دي دي مقبرة ومليانة عظم بني ادمين
- يا ليلة مهببة هما بيدفنوا امواتهم هنا
- هو النظام ده بتسميه دفن برضك!
- ماتبقاش خواف تعالا نمشي في السرداب ده
- انت اتجننت ولا اتجننت نمشي فين علشان تطلعلنا في اخر السرداب قبيلة عفاريت تخطفنا وتودينا لامنا الغولة
- ايه الحديت الماسخ ديه تعالا بقولك ده العفريت يشوفك يخاف امشي قدامي
- لا وراك وفي ريحك
- طيب هات المشعل
- بص كده ايه الحاجات المتسدفة فوق بعضها دي... كانت شوالات كبيرة مرصوصة فوق بعضها وفتحت واحد...
- الحق ده حشيش
- حشيش الله يخرب بيت كده بلد ولاد الجنية وعاملين المقبرة ايه تمويه يعني!
- علشان كده طلعوا بحكاية العفاريت علشان محدش يهوب ناحية الساقية ويكشفهم
- طبعا ويخلالهم الجو ويتاجروا بالسم الهاري من غير ماحد يشم خبر
بلاش شم دي لاحسن يقولك عقلك تجرب لكن البضاعة لمين فيهم
- باينة زي قرص الشمس العمدة الله يسود لياليها وتبقى ظلمة عليها وعللي جابوها
- ماهو ده اللي انا مش قادر افهمه لحد دلوقت ازاي بقيت عمدة من اساسه والناس مطاوعاها كده
- سالت ودعبست يامه محدش فادني حتى شمشونة نسايم اللي اني برتاحلها وعديتها زي امي ما رضتش تقولي
- معقولة ورثت العمودية عن جوزها مثلا لانها ما خلفتش عيال!
- مين العمدة دي كانت متجوزة ومين اللي يتجوز الزول ده دول بيخوفوا بيها العيال يا راجل
- يبقى ورثتها عن ابوها
- وهي ام سحلول دي كان لها اب برضك دي فرع شطاني صبح الصبح طلع لوحده
- انت عتجنني اومال العمودية جاتلها ازاي
- تلاقيها سحرت لاهل البلد وقتلت رجالتهم ورعبتهم وخدتها غصبانية
- جايز وجايز احنا غلطانين والتهمة دي تبع الوله براهيم لكن ما يقدرش يشيلها لوحده لازم معاه شركا
- وهنعمل ايه دلوقت
- لازم نكشفهم لكن الاول لازم اعرف السرداب ده بيودي لفين
- غطيني يامه وصوتي بقولك ايه يا عويضه امشي انت وانا وراك طوالي
ومشي عويضه في السرداب وانا وراه لحد ما وصلنا لمخرج ضيق دخل عويضه برجليه الاول  وزحف على بطنه لحد ما وصل باب زقه برجله واداني اشارة ولسه هاطلع وراه سمعت صوته اتخنق وابتدى يصرخ من الالم
- الحقني يا عوضين حاجة مسكت برجلي وبتجرجرني لبره
جريت عليه ورميت بجسمي كله عليه مسكته جامد وشديته لناحي لكنه ما اتزحزحش حاجة اقوى مني كانت بتشده لبره وبقى يصرخ من الالم وسمعت صوت شفشق من اخر المخرج بتزعق وتتحلفلي ولما تاكدت اني لا يمكن اقدر اخرج عويضه حي من اديها سيبته واني قلبي بيرجف من الخوف عليه لكن ما كانش قدامي غير اني اهرب
- اني هارجعلك يا ابن عمي مش هاسيبك
وجريت في السرداب ناحية البير اتشعبطت على الحبل وخرجت وجريت جريت وما التفتش ورايا وقدام عنيا صورة عويضه وهو بيصرخ وعنيه بتقولي الحقني يا ابن عمي...
----------------------------------------


(10)
"هلوسات نائم"
 
- سلام عليكم يا جناب العمدة
- يا اهلا يا اهلا بحضرة المأمور همي يا شفشق اعملي الشاي وجهزي فطار الباشا والرجالة
- لا يا عمدة احنا مش جايين نضايف احنا هنا في مأمورية
- وماله تاكله لقمة الاول والبلد تحت امركم... ها ازيك النهاردة يا باشمهندس احسن ده كان تعبان قوي ليلة امبارح يا ولدي وبيخترف طول الليل
- الحقيقة البشمهندس عوضين قدم بلاغ رسمي في المركز بيتهمكم فيه بالاتجار بالحشيش وخطف ابن عمه عويضه
- هاهاهاها حشيش وخطف يا بيه احنا ناس مالناش في سكة الحرام دي سكة وعرة واخرها شوم وندامة والبلد عندك اها فتش بيها براحتك احنا معندناش حاجة نخافو منيها
- دي كدابة يا بيه تعالا معايا وانا ادلك على المخزن قرب الساقية
ومشينا كلنا ومعانا العمدة واهل البلد لحد الساقية جريت ناحية مكان البير لكن البير اختفى تماما بقيت اجري وادور زي المجنون وانا بفحت بالتراب بيدي لكن من غير فايدة البير اختفى عن وجه الارض
- ها يا بشمهندس لسه مصر على اقوالك
- يا بيه احلفلك بايمانات المسلمين كلاتها انه كان في بير وسرداب ومقبرة تحت وهي هي اكيد قتلت ابن عمي صدقني يا بيه
- احنا اسفين يا جناب العمدة على الازعاج اللي سببناه على الصبح كده اما البشمهندس فهيتعمله محضر ازعاج للسلطات وهو اكيد محتاج يتأكد من قواه العقلية
- لا يا بيه من بعد اذنك مافيش داعي لده كله الباشمهندس ابننا برضك وواكلين مع بعض عيش وملح وهو مننا وعلينا هو تعبان شويه سيبهولنا احنا نراعيه
ومشي الضابط واهل البلد كل واحد رجع لشغله وانا استسلمت لشفشق وشمشونه وهما شايليني وسطيهم للدوار...
- انت فاكره انا هاسكت اياك لا والف لا وهاكشفكم كلكم يا ولاد المجنونة يا قتلة
- اهدا بس وما تشدش على نفسك قوي كده ليطق لك عرق بقى احنا اللي قتلة برضك ده بدل ما تشيلنا خاطر ان احنا دارينا عليك وما كشفناش سرك ولا انت كنت فاكر تخلص منيها وتلبسهالنا
- انت بتتكلمي عن ايه البسكم ايه
مالت العمدة عليا واحمر وجهها من الغضب وتحول صوتها لصوت نشاز وهي بتقول
- نسايم مش الولد ده برضك جالك من جمعتين وقالك انه قتل ابن عمه ودفنه حد الساقية
- ايوه حوصل يا جناب العمدة
- ايه انا يا نسايم انا قولت كده
- سيبك من نسايم انا حذرتك وقتها وقولت لك ساعة القدر يعمى البصر وانت قتلت ابن عمك لما جالك زيارة
- كدب كدب لا يمكن انا اقتل اخويا لا يمكن
- خلاص مش مصدق قوم معايا ننبش قبره علشان نتاكد صوح ولا كدب
- قبره!
- ايون انت قولت لنسايم انك دفنته حد الساقية القديمة ومحدش يعرف المطرح الا انت يبقى تقوم تتأكد انت عملتها ولا لا
وخرجنا انا والعمدة ونسايم وشفشق لحد الساقية ومعانا المعول والفاس وقفت في المكان اللي كنت بشوف نفسي بدفن فيه عويضه في الحلم وشاورت عليه ابتدت نسايم وشفشق يحفروا في الارض وانا قلبي بيدق جامد ورجليا مش شايلاني كنت متأكد اني معملتهاش لكن خايف لاكون مجنون فعلا وكنت بخطرف دعيت ربنا انهم مايلاقوش حاجة وبعد شويه شفشق لقيت حاجة رميت المعول وشالت بايديها بقية التراب وقعت على روكبي لما طالت الجثة وكانت نفس جسم عويضه وعليها هدومه اللي جاني بيها لكن ماقدرتش اميز وجهه اللي كان ابتدى يتحلل ومليان طين - ها يا باشمهندس لسه هتقول علينا قتالين انت قولت ان احنا قتلناه امبارح بس والجثة دي عمرها مش اقل من اسبوعين
لساني عجز عن انه يرد او ينطق بحرف خدت راسي بين رجليا ونوحت كيف الحريم
- شوف يا ابن الناس انت معدتش ليك اكل عيش وسطينا احنا اويناك وعاملناك كيف واحد مننا لكن انت طلعت ناكر للجميل وقاتل تحمل خلقاتك وتخرج من البلد وعمرك ما ترجعلها واصل...
--------------------------------------------


(11)
الحلقة الاخيرة
"ليلة مقتل العمدة"


المدة اللي فاتت دي كلها كنت دايما اسال نفسي ازاي ما دققتش النظر في الجثة اللي لقيناها حد الساقية الجثة كانت متحللة بشكل كبير ومتغطية طين لكن الساقية ناشفة يبقى الطين جاه منين؟ معقولة الجثة ماتبقاش لابن عمي طيب ولو ده صحيح يبقى ابن عمي فين... كانت الاسئلة دي بتدور في دماغي وانا تحت الشجرة على اول الطريق في المركز بستنى في شخص اعرفه عز المعرفة
مشي على مهل بيتعكز على عصايته قرب مني وقالي
- يا بلديات عاوز توصيلة
ابتسمت وقولت
- توصيلة وجواب على سؤال محيرني
- انت وخلقاتك بخمس وتلاتين جنيه
- من غير خلقات المرة دي ومن غير خوف
وركبت معاه وكان كما العادة مركز قدامه في الطريق وساكت كما ابو الهول
- احنا اتفقنا يا عم توصيلة وجواب على سؤالي
- اسال
- ايه حكاية كفر ساقية القتيل وتعرف انت ايه عنه
سكت ومافيش في وجهه اي ملامح تدل انه سمع السؤال ومن غير ما يلتفت قال
- من خمستاشر سنة كان في الكفر عمدة طيب وعاقل كان يراعي اهل بلده ومصالحهم والناس كلها تحبه لكن مرته كانت طماعة وشرانية لمت حواليها زبانية من قطاعين الطرق واللصوص وابتدت تشتري اراضي برخص التمن من الفلاحين وتزرعها حشيش بعيد عن عيون العمدة ولما اكتشف اللي بيحصل رمى عليها يمين الطلاق وطردها من البلد وحرق الحشيش وافتكر اهل البلد انهم خلصوا من شرها لكن بعد تلات شهور رجعت البلد وكانت محروقة ومتشوهة وحالها يصعب على الكافر حلفت للعمدة انها تابت وانها مش عايزة غير المأوى قلبه ما طاوعوش يسيبها للطريق وهو عارف انها مقطوعة من شجرة ورجعها بيتها وقدرت في مدة قصيرة تغير نظرة اهل البلد ليها بطلت شر وعطفت على الارامل وخدت اليتامى في حجرها والناس حبوها وخدوها في وسطيهم وفي يوم صحيت البلد على خبر مقتل العمدة تحت الساقية القديمة قالوا وقع عليه دولاب الساقية ومات ولانهم كانوا بيحبوه ومالوش عيال اتفقوا مرته تمسك العمودية من بعده....
- والناس صدقت انه العمدة مات بالطريقة الغريبة دي لوحده كده قضاء وقدر 
- ماحدش يعرف الحقيقة فين لكن مصيرها تظهر في يوم والشمس ما تتغطاش بغربال
- لكن هي قدرت ازاي تسيطر على اهل البلد طول السنين دي؟
- الحديت اللي عندي خلص خلاص
- طيب وانت عرفت ده كله ازاي وانت مين يا عم؟
- مش مهم تعرف انا مين المهم تلاقي اللي بتدور عليه قبل فوات الآوان... ولما تخلص مهمتك تلاقيني هنا مستنيك
ونزلت في اول البلد وانا بتدارى بالليل لخوف حد يشوفني ومشيت لحد ما وصلت الساقية وانا متأكد المرة دي اني هلاقي البير في مطرحه... وفي المكان المعلوم ابتديت احفر واشيل بالتراب لحد ما وصلت للوح خشب كان يخفي البير تحت منه ونزلت على الحبل زي المرة اللي فاتت ووقفت على اول السرداب وابتديت ادور على اي حاجة تدلني على مصير ابن عمي وفي اول الطريق اللي مشينا فيها المرة اللي فاتت لمحت ممر تاني اضيق من الاول مشيت فيه وابتدى يوسع شويه شويه لحد ما دخلت غرفة شبه بيت الخزين واسعة وفي اخرها زنزانة صغيرة بابها مصنوع من عظم... قربت بحذر وبصيت جواها كان فيها راجل نايم مديني ظهره قلبي كان يقولي ده هو مافيش غيره وندهت عليه.. عويضه.. عويضه.. 
- مين بينده مين هناك... عوضين!
وبعد ما اتأكدت انه عويضه حسيت بأسد كان لابد جوايا وصحي وقررت استعمل التلات دروس كونج فو اياهم نطيت لفوق وفردت رجلي وبكل عزمي هويت على باب الزنزانة وكسرتها وخدت ابن عمي بالحضن
- كنت عارف انك هترجع لاخوك ولا يمكن تسيبه ابدا
- حقك عليا يا خويا اتأخرت عليك
- المهم انك جيت لكن انت ادليت على مطرحي ازاي وايه اللي جرى ليلتها
- الحديت ده يطول واحنا لازم نخرج من البلد الملعونة دي حالا احنا هنخرج من البير ونرجع لاول البلد من بره بره وفي توصيلة في انتظارنا
وابتدينا في مشوار الهروب وجرينا في السرداب لحد ما وصلنا تحت البير وهناك كانت المفاجأة...
العمدة بشحمها ولحمها كانت قدامنا متعلقة بالحبل من رقبتها في وسط البير جثة هامدة عينيها جحظت في صمت مخيف وعلى شفايفها الزرقة ابتسامة تشيب الولدان...

تمت



 

Tuesday, July 12, 2011

"أصداء الموتى"


الهولندي مارتن رومرس فاز بالجائزة الاولى في تصنيف قصص الحياة اليومية بهذه الصورة لمنظر في مدينة كلكتا الهندية





المصور المجري بيتر لاكاتوس فاز بالجائزة الاولى في فئة الصور الاخبارية المفردة بهذه الصورة لمنتحر في بودابست





الجائزة الاولى في فئة الصور الاخبارية العمومية المفردة كانت من نصيب المصور الايطالي ريكاردو فنتوري عن هذه الصورة التي التقطها لحريق في سوق في العاصمة الهايتية بورت او برانس





المصور الفرنسي كورنتين فولن فاز بالجائزة الثانية في فئة الصور الاخبارية بهذه الصورة لمحتج تايلاندي في بانكوك





مصور وكالة الانباء الفرنسية كرستوف ارشامبول فاز بالمركز الثالث في فئة الطبيعة بهذه الصورة لاندونيسي يرتدي قناعا واقيا اثناء ثورة بركان برومو بجزيرة جاوة





صورة لاندرو بيراج من وكالة رويترز فازت بالمركز الثالث في فئة الحياة اليومية. الصورة لمحطة قطار مزدحمة في العاصمة البنغلاديشية دكا





مصور وكالة رويترز عمر فيصل فاز بالمركز الاول في فئة الحياة اليومية بهذه الصورة لصومالي يحمل سمكة قرش على ظهره في مقديشو





المصور الكندي اد او فاز بالمركز الاول في فئة القضايا المعاصرة بهذه الصورة لمهاجرين صوماليين هربوا من بلادهم الى اليمن





الجائزة الثانية في فئة القضايا المعاصرة فاز بها المصور الامريكي اد كاشي بهذه الصورة للفتاة الفيتنامية ثي ليلي التي اصيبت بتشوهات نتيجة تعرضها للعامل البرتقالي الذي استخدمه الامريكيون اثناء الحرب الفيتنامية





الجائزة الاولى في فئة الرياضة فاز بها مصور رويترز مايك هاتشينغز بهذه الصورة التي التقطها اثناء مباراة اوروغواي وهولندا في كأس العالم





المصور دانيال بيريهولاك فاز بالجائزة الاولى في فئة اشخاص في الاخبار بهذه الصورة لضحايا الفيضان في باكستان





المصور الايرلندي شيموس ميرفي فاز بالجائزة الثانية في فئة اشخاص في الاخبار بهذه الصورة لمؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج






مصور وكالة الانباء الفرنسية اوليفيه لابان ماتاي فاز بالجائزة الاولى للصور الاخبارية بهذه الصورة التي التقطها في مشرحة في العاصمة الهايتية بورت او برانس عقب الزلزال المدمر الذي تعرضت له في يناير 

...........................................
مضى في طريقه المعتاد مثقلا بالأفكار عائدا الى منزله كعادته كل مساء... صنع لنفسه كوبا من الشاي الدافئ وجلس الى مكتبه يحدق في الصور... صور... صور... موتى.. دمار.. كوارث.. قتل.. تشريد... لقد حظي بجائزة هذا العام كأفضل صحفي مصور.
تأمل ذلك الشيك الأصفر اللون بين أنامله.. نعم لقد قبض الثمن ثمن كل تلك الويلات التي قضى أعواما من عمره يتابعها بشغف حتى يأسرها بعدسته في صورة...
سمع رجلا من الهنود الحمر يوما يتحدث بعنف الى زميله الذي كان يحاول أن يلتقط له صورة.. كان الهندي منزعجا للفكرة فالأسطورة تقول أن الرجل الأبيض اخترع الكاميرا حتى يحبس أرواح الهنود في صور.. فالجسد الذي يؤسر في اطار صورة يفقد روحه الحرة...
نظر مليا الى كاميرته التي جلست بلا مبالاة في ركن المكتب... أغلق عينيه لحظات فلم يستطع أن يرى سوى صور.. صور أولئك المعذبين والموتى الذين التقط صورهم بعدسته غير مبال بما سيكون مصيرهم... وماذا سيكون مصيره هو..
تناول مسدسه الخاص من درج المكتب عبأه بحذر.. وضع فوهته على صدغه ثم... لاشيء آخر سوى اضاءة خفيفة صدرت من عدسة كاميرته...

Monday, June 20, 2011

" جريمــــة في أواخر الصيف "


(1)
"لعبة منتصف الليل"

قبيل منتصف الليل بقليل جلسوا على الارضية الباردة على شكل حلقة ينظرون لبعضهم في ترقب... اكتمل العدد مع اعلان ساعة الحائط العظيمة لتمام الثانية عشرة... كانوا سبعة زملاء في عمل واحد... قرر كل منهم الاشتراك في اللعبة لانهاء خصمه... دارت الزجاجة الفارغة في وسط الحلقة.. توقفت الانفاس وجحظت العيون تتابع في خوف قاتل.. وفي لحظة استقرار فوهة الزجاجة دوت صرخة مزقت سكون الليل...
- ااااااه... قفلتيه ليه قفلتيه ليه.. البطل كان حيموت ويشرحوه نسايل نسايل
- ده انا اللي هعملك كفتة واخلص
- ليه كده بس يا حاجة
- انت بستعبطي يابت انت.. انت مش عندك مقابلة شغل بكرة ولازم تروحي مصحصحة
- يادي الغلب هي يعني المقابلة دي اللي حتفرق
- يابت انت عاوزة تموتيني ناقصة عمر
- لا ماتخافيش يا حاجة محدش بيموت ناقص عمر
(وهنا تطير في وجه سمية وسادة طايشة وتستقر على رأسها)
- خلاص يامه حرمت وبلاش عنف مش هيجيب نتيجة معايا اه انا بقولك اهوه
- يا سمية يابنتي ما انت لازم تشتغلي يعني عاجباك عيشتنا كده.. من يوم ما مات ابوك واحنا معاشه يادوب مقضينا لقمة يوم بيوم ونعمل جمعية علشان الكسوة من السنة للسنة. لا عارفين نبيض البيت ولا نشم نفسنا ولا حتى نشيل نوبايل زي بقية خلق الله علشان مانقدرش على مصاريفه
- ايون هي الحكاية كده قولي بقى من الاول يا حاجة انت عينك في النوبايل ماشي يامه ايكش بس عمك الباشا فريد بيه يكون موصي عليا بذمة المرة دي مش زي كل مرة
- ماهو انت يا موكوسة لو بدوري على شغل بذمة مكانش ده حالنا نسأل اللي يسوى واللي مايسواش ونطلب الرضا والسماح. قال ايش تعمل الماشطة في الوجه العكر
- يامه حرام عليك الساعة اتنين الفجر اجلي خطبتك العصماء الخطبة لبكرة الصبح واعتقيني لوجه الله
- ماشي يا أخرة صبري لما اشوف اخرتها.. قدامي
(وبعد ان اطمأنت سمية الى ان والدتها تغط في نوم عميق تحركت من السرير بخفة ومشت على رؤوس اصابعها حتى وصلت الى الصالة وفتحت التلفاز لاستكمال الفيلم في نفس اللحظة التي سمعت فيها صرخة مدوية قادمة من غرفة النوم حيث تنام والدتها)

---------------------------------

(2)
"المرأة الحديدية"

قومي يا سمية.. يا سمية قومي.. يابت اصحي مش هقضي كل اليوم اصحي بجنابك انا مش فاضيالك
- اصحى هو انا نمت من اساسه ده انت بعدما سيبت ركبي هينقطع عني النوم شهر بحاله
- احسن علشان تبقي تغافليني مرة تانية فاكراني نايمة على وداني
- تقومي تصوتي في نصاص الليالي يا نعمات
- والم عليك امة لا اله الا الله لو ما قومتيش حالا ونزلت الشغل
- لا وعلى ايه الطيب احسن انا نازلة بكرامتي
(اقتربت سيارة الاجرة من مدخل الشركة ذي البوابة الحديدية العظيمة .. وبعد الحصول على اذن الدخول انعطفت السيارة في الطريق المؤدي الى اعلى التل حيث ربضت الشركة بمبناها الضخم في منظر مهيب.. اخرجت سمية راسها من النافذة وهي تحدق بصفوف الاشجار على جانبي الطريق... سرعان ما انتهت الرحلة لتستقر سمية على احدى المقاعد في قاعة الانتظار الفخمة.. ولاحظت على الفور علامات الارتباك والقلق على السكرتاريا والطاقم الامني)
- يا انسة ولا مؤاخذة يعني انا بقالي نص ساعة ملطوعة هنا الا مافي حد عبرني ولا بل ريقي بكلمة.. ولا ساقع ولا شاي... هو فيه حاجة؟
- ااايششششش
اايششش! طيب... يا انسة هو الساعة معاك كام!! هو انتم ماتعرفوش فريد بيه باشا
- يا انسة...
- محسويتك سمية ابو برشامة.. لا اوعي تفتكري حاجة غلط اصل جدي كان عطار.. دكتور قد الدنيا الله يرحمه ساب ابويا على الحديدة انما ماتجوز على الميت غير الرحمة.. اييييه دنيا
- يا انسة انت بتبرطمي بتقولي ايه
- لا ولا حاجة.. كنت بقول يعني انا ملاحظة حركة غريبة في الهول هو ده العادي بتعكم ولا في حاجة؟؟
- انسة سمية القاعدة نمرة واحد للموظف الناجح "لا ارى لا اسمع لا اتكلم" لو عايزة تعمري في الشغل ركزي في نفسك وبس... اتفضلي معايا
(تقودها السكرتيرة الى مكتب فخم في الطابق الثاني وتدخلها حجرة جانبية حيث جلست سيدة في متوسط العمر... اخذت السيدة تقلب في ملف امامها ثم توقفت فجأة ورمقت سمية بنظرة ثاقبة)
- انت ليسانس اداب مش كده
- ايوه يا افندم
- وماعندكيش خبرة خالص
- ميح وبلاطة انما انا حربوقة واعجبك بتعلم بسرعة وبنت سوق و...
- ماشي ماشي خلاص.. اتفضلي استلمي الشغل من الانسة سحر المكتب التاني على اليمين وانت خارجة
- ربنا يكرمك يا فندم ويعمر بيتك ويعلي مراتبك كمان وكمان وان شاء الله اكون عند حسن ظنك و...
- خلاص خلاص اتفضلي
(تتحرك سمية باتجاه الباب ثم تعود ادراجها وعلى وجهها علامات التعجب والشك)
---------------------------------

(3)
"شكوك"
- هو لا مؤاخذة يافندم يعني انا لا عملت امتحان ولا حد سألني حاجة ولا مليت ورق هو انا اتقبلت في وظيفة ايه بالضبط!
- بصي يا انسة سمية لو كنت جيتي هنا في ظروف احسن من كده مكنش ممكن ولا في احسن احلام اليقظة بتاعتك انك حتى تعتبي باب الشركة لكن لحسن حظك ان احنا محتاجين اي حد يملا الشاغر ومش هنقدر نستنى اجراءات التوظيف المعقدة هنا
- لا انا كده جيش فيران ابتدى يلعب في دماغي هي ايه العبارة بالضبط لو الحكاية فيها ملعوب الله الغني وارجع لطوابير القوى العاملة وانا عملت حسابي ومكاني محفوظ في الطابور
- ههههه طوابير القوى العاملة هو لسه في حد بيشتغل بالطريقة ده اوله القاهرة واخره بلاد الواق واق
- يا سلام ياختي دلوقت معدتش القوى العاملة تعجب تعملكم ايه الحكومة يعني ما انتم السبب
- احنا! ازاي بقى
- بطلوا خلفة بقى خدوا اجازة مثلا اربعين خمسين سنة. ده الحد اللي فات صحيت على صوت الوليه ام زوقلط زغروتها جايبة اخر اسوان طلعت عليها امي تشوف مالها قال ايه الوليه بتقولها انه جوزها الحاج بيومي طلع معاش في نفس ذات اليوم اللي زوقلط جاله كتاب التعيين في القوى عاملة فهتجوز الواد علشان يادوب يلحق يخلف عيل يستوظف يوم ما يطلع ابوه على المعاش وده اللي بنسميه العدالة الاجتماعية وعمار يا مصر!
- وسي زوقلط ده عنده كام سنة
- مافيش ياختي همه كلهم على بعض مايجوش خمسين سنة
- وعاوزه ترجعي الطابور
- مش احسن ما اشتغل اونطه ما اتأخذينيش يا ست هانم انا قلبي مش مطمن وخصوصا انك لسه قايلالي انه الوظيفة دي مكنتش احلم بيها يبقى تدوهاني ليه
- اولا علشان اطمنك الوظيفة دي هي سكرتيرة شخصية لمكتبي يعني هتبقي دراعي اليمين في الشغل والمرتب تلات الاف جنيه في الشهر
- يا سنة سوخة مخلله ببرنجان ليه هو احنا هنهرب اثار ولا هنضرب عملة
- ايششش ايه الكلام المعوج ده لالا انت بتتكلمي كتير والتفاهم معاك صعب خالص فريد باشا ما قاليش كده
- استني بس ما تتزربنيش بسرعة كده
- ايه تت ايه
- يوووه نسيت يا ست هانم
- انسة سمية لازم تفهمي انه ده مكان شغل محترم ودي فرصة الف مين يتمناها وانا معنديش وقت اكتر من كده اضيعه ها عاوزة الوظيفة ولا نشوف حد تاني
- سؤال واحد اوعدك بعدها هاقفل بقي خالص ومش هتسمعي غير حاضر يافندم
- اللهم طولك يا روح سؤال واحد بس اتفضلي
- هو ايه الظروف اللي رمتكم على اشكالي اقصد ايه الاشكال يعني
- مافيش تلات بنات  في الوظيفة دي ماتوا بطرق مختلفة فالموظفين قالوا عليها نحس!
- يا نهار أبوكي لوبيا على بامية قرديحي!!!
---------------------------------
(4)
"القرار"
- ها طمني قلبي يا بت بطلي ملاوعة اتقبلتي في الوظيفة ولا هتقعدي تاني في قرابيزي
- قرابيز! ايه الكلام ده يامه
- فوتي يابت ها عنب ولا عدس
- ده بسبوسة وشهد يام سمية احنا هنتنقل لمستوى تاني خالص هنطلع لفوق فوق
- البت لسعت انا سألت سؤال تردي عليا بالغاز عاوزالها سلم علشان اوصل لفوق بتاعتك دي
- اسكتي يامه اسكتي انا لسعت فعلا بعد اللي شوفته دي مش شركة دي بلد بحالها مكتبي يامه قد شقتنا مفروش احسن فرش والمرتب المرتب يامه اخاف اقولك على المبلغ مرة واحدة يغمن عليك
- يا سلام قد ايه يعني اكتر من مرتب البت عفاف
- عفاف مين بقولك هيغمن عليك يا نعمات امسك نفسك... تلات تالاف جنيه
- في السنة ده يا بت يطلعوا كام في الشهر
- هو في الشهر يا نعمات تلات تالاف جنيه كل اول شهر
(تقبض نعمات على زمارة رقبة سمية وهي تصرخ) انطقي يا بت هيشغلوك في ايه رايحة لفين يا بت بطني
- طيب سيبي رقابتي هفيص بين ايدك يا وليه
- قولي انطقي
- طيب اقعدي كده واستهدي بالله وانا هاقر على طول......
 ...................
- ومعرفتيش البنات دي ماتت ازاي
- كل حدوتة شكل يامه الاولانية ماتت من يجي تلات شهور كانت رايحة المول تشتري شوية حاجات عمود علب فول من ستين دور وقع عليها عقبال ما لحقوها كانت اتهرست خلاص مالحقوهاش التانية كانت رايحة تقيس فستان فرحها عند الخياطة وهي هناك الاتيليه كله ولع اتحرق وقلب فحمة سودة انتشلوها وكانت الله يرحمها بقى
- يا كبد امها
- اما التالتة بقى فدي خرجت مغربية تشتري سجاير رغم انها ما بدخنش وما رجعتش ليلتها امها قلقت عليها وبلغت وبعد اربع ايام لقوا جثتها في النيل ومفيش اي اثار لاعتداء او ضرب او اي حاجة والبوليس كتب في المحضر انه المذكورة قررت تنهي حياتها فرمت نفسها في النيل انتحار يعني
- يوه ودي معقولة برضه يعني خرجت تجيب سجاير مابتشربهاش قامت ميلت على النيل ورمت نفسها الحدوتة فيها انه
- هي ان وبس دي ان واخواتها وبنات خالاتها والجيران كمان لكن محدش يعرف حاجة اكتر من اللي اتقالت
- طيب وبعدين
- ولا قبلين انت شايفة يامه اي حاجة غريبة تحوشني عن الوظيفة دي
- بصراحة مافيش غير انك تتوكلي على ربنا وتاخدي بالك من نفسك وربنا يستر
- هو ده بالضبط اللي انا هعمله افنجل عنيا واطرطق وداني وادعبس على الحقيقة ومش هانسى اعمل عبيطه علشان محدش يشك بيا!
---------------------------------
(5)
"عنبر 73"
- صباح الخير يافندم
- صباح الخير يا سمية ها ايه الاخبار
- كله تمام يافندم خط واحد وخمسين رجع يشتغل تاني واسطى محمود بعت تقرير المكن اللي محتاج تغيير وقايمة بقطع الغيار
- وعنبر الغلايات اخباره ايه
- جاري تطهير العنبر وتقرير شامل عن الحالة في البوسطة قدام سعادتك
- انت بتتعلمي بسرعة يا سمية رغم انه الشغلانة دي بعيدة عن تخصصك لكنك اثبت كفاءة فعلا
- يعني حضرتك مبسوطه مني
- مش المهم ان انا اكون مبسوطه منك المهم انك تقدري تملي مركزك
- طبعا اكيد بالمناسبة يافندم كنت عاوزه انزل عنبر تلات وسبعين اطمن على سير الاوضاع مع المكن الجديد
- لا طبعا ممنوع بتاتا ممنوع يا انسة اوعي اسمع انك عتبتي هناك انت فاهمة
- ليه بس يافندم العنبر ده دلوقت شغال بشكل ممتاز و..
- لا يعني لا يا سمية مش من ضمن شغلك انك تنزلي العنابر ده شغل المهندسين اللي تحت
- لكن انا ممكن اساعد
هي كلمة واحدة لا. اتفضلي على مكتبك
.............
- هاي يا سمسم اخبارك ايه
- اهلا يا شرين اقعدي
- اهلا يا شرين اخص عليك هي دي مقابلة برضه طبعا ماهو خلاص كبرنا ومعدناش شوفنا الغلابة اللي لسه واقفين في اول السلم
- ما تقوليش كده يا شيرين انت عارفة غلاوتك عندي ده لولاكي لا كنت طلعت السلم ولا شفت اول عتبة حتى وانا اقدر أنسى مساعدتك ليا 
- اومال مالك مسهمة كده ليه
- اصل في حاجة غريبة بتحصل هنا وهموت فرس على ما اعرف
- يا بت بطلي الفضول ده انت ما سمعتيش الفضول بيقتل صاحبه ثم انا مليون مرة حذرتك لو عاوزة تاكلي هنا عيش ما تسأليش في الملكيش فيه
- ماشي ماشي لكن انت صاحبتي واستاذتي هنا وتقدري تريحيني
- عاوزة ايه يا سمية قصري
- عنبر تلات وسبعين
- يا نهار اهلك مطين ايه اللي وصلك هناك
- انا ما وصلتش ده انا يادوب بقول لمدام جلنار عاوزه انزل العنبر اعمل جولة وهي قبيلة عفاريت بقيت تتنطط في وجهها واتزربنت عليا
- ومش عاوزاها تتزربن ده كويس قوي انها اكتفت بالزربنه ثم تعالي هنا ايه اللي ينزلك هناك اصلا ده مش شغلك
- يوه هي الجملة دي محفظينهالكم في النشيد الوطني للشركة مش شغلك مش شغلك مش شغلي ليه ده العنبر الوحيد اللي ما بتوصلش منه تقارير رسمية مع انه عائداته زي الزفت ومحدش عامل حاجة
- اسكتي كفاية والموضوع ده تقفلي عليه بالضبة والترباس فاهماني يا سمية
- لا بقى كده حرام انا لو ماعرفتش العنبر ده ماله ممكن مواسير المرارة عندي تفرقع وتطرشق على الكولون وتبقوا انتم السبب
- اسمعي يا بنت الناس خليك في اكل عيشك وما تنسيش الكراسي هنا والترابيزات ليها ودان احنا في كافتيريا الشركة ها
- ده اسمه قمع انا هشتكي لحقوق الانسان وهيئة الأمم
---------------------------------
(6)
"جريمة مبكرة"
(تدخل سمية الشركة صباحا كعادتها وتلاحظ على الفور هدوءا غير طبيعي وحركة مريبة على الطاقم الامني ذكرتها بيومها الاول في الشركة اتجهت نحو مكتبها وكان باب مكتب مدام جلنار مواربا دخلت المكتب وكانت مدام جلنار منكفئة على مكتبها وقد وضعت رأسها بين كفتيها)
- احم صباح الخير يافندم هو حضرتك مصدعة ولا ايه
- ايوه مصدعة شويه
- تحبي اطلبلك قهوة او اجبلك اسبرينه
- لا متشكرة انا هبقى كويسه اتفضلي انت على مكتبك ومش عاوزه حد يدخل عليا وما تحوليش اي تلفونات النهاردة
- طيب...
- سمية اعملي اللي قولتلك عليه
- حاضر يافندم
(تخرج سمية وهي مستغربة لما حدث وتكلم نفسها) هو ايه اللي حصل انا لازم اعرف فيه ايه
- سمية بتعملي هنا ايه وازاي سايبة مكتبك
- الحقيني يا شرين هطق من جنابي واعرف ايه اللي بيحصل هنا
- يا مجنونة انت عاوزة تودي نفسك في داهية
- تعالي بس محدش واخد باله
- ساحباني على فين
- الريسبشن مليان امن ومحدش هياخد باله منك تعالي
(تخرج بها الى الاسانسير وهي تسحبها من ذراعها ثم تضغط على مفتاح الصعود وتوقفه في منتصف الطريق)
- مجنونة مجنونة وهتوديني في ستين داهية
- بعد الشر اقولك بس
- تقولي ايه يام مخ زلابية سايبة شغلك ومجرجراني معاك وتوقفي الاسانسير في الهوا انت عاقلة يا بت
- اوعدك انزلك حالا بمجرد ما تقولي ايه اللي بيحصل تحت
- وانا هاعرف منين انا موظفة زيك بالضبط ومعنديش اي معلومات تفيدك
- يا لئيمة ده انت ام المعلومات كلها ولو حلفتي بايه مش مصدقك ومش هسيبك الا لما اعرف
- مجنونة هقول ايه ماشي انا هقولك علشان اخلص لكن بعدها ولا اعرفك انت فاهمة
- ماشي ها قولي
- حصلت حادثة في عنبر تلات وسبعين ليلة امبارح والبوليس لسه شايل الجثة النهاردة الصبح هي الحادثة غالبا قضاء وقدر لكن طبعا لازم يحققوا الاول
- يا سلام على برود اعصابك صقيع.. جردل صقيع شايلاه فوق دماغك وماشية
- ايه يابت الالفاظ والتشبيهات الرقيعة دي
- نشفتي حنكي وهموت منك بلي ريقي بتفاصيل علشان افهم الجثة بتاعة مين وفيصت ازاي والذي منه
- اه التفاصيل مافيش الرجالة نزلت العنبر الساعة تمانية زي كل يوم والنبتشي على مكنة ستة بتاعة طحن العلب المستهلكة حاول انه يشغلها كالعادة اكتشف انه سويتش الحماية مرفوع والمكنة دايرة ولما قرب يشوف جواها اكتشف الجثة اللي كانت طبعا بقايا ادمية مفرومة وعند التدقيق في بقايا الهدوم اكتشفوا انه صاحب الجثة هو عم حسين حارس العنبر
- وطبعا المفروض اللي حصل ده مجرد حادثة هو عم حسين بقاله بيشتغل هنا قد ايه
- كتير يجي اكتر من تسع سنين ابتدى عامل في البوفيه الاول واتدرج في الشغل لحد ما اتنقل للعنبر ده من حوالي سنة
- اممم
- بتفكري في ايه
فاكرة يوم ما جيتلك وسألتك عن العنبر ده تحديدا
- ايوه يومها كنت هتموتي وتعرفي سر العنبر ده
- اهو انت النهاردة يا حلوة مش هتخرجي من هنا الا لما تقولي سر العنبر ده ايه ماذا والا واحنا لوحدنا يا جميل...
---------------------------------
(7)
"سر عنبر 73"
- من حوالي سنتين كان عنبر تلات وسبعين واحد من انجح العنابر في الشركة وكان ورا قصة نجاحه مهندسة طموحة قدرت في مدة قصيرة تحول المكان لكتلة نشاط وانتاج فاقت التوقعات وفي احدى الليالي اضطر الموظفين يسهروا لتسليم طلبية ولما خلصوا قفلوا وروحوا تاني يوم الصبح البضاعة كلها كانت رجعت المخازن بسبب عيب فني في التصنيع الخسارة كانت كبيرة وصاحب الشركة كانت ردة فعله عنيفة قفل العنبر ورفد عدد من المهندسين اللي كانوا مسؤولين عن الطلبية دي ونقل المهندسة لقسم اداري وبعد حوالي اسبوع ابتدى موظفين العنبر اللي جنبه يشتكوا من ريحة مزعجة مصدرها العنبر المقفول واضطر عمال النظافة يفتحوه وهمه فاكرين على ابعد احتمال يلاقوا عرسه ميتة ولا فيران لكنهم اكتشفوا جثة  واحد من المهندسين اللي اترفدوا وكان المتهم الاول في مسألة الاهمال شانق نفسه على مكنة ستة
- طبعا اعتبر الموضوع انتحار وبعد فترة اتنست الحادثة والعنبر اتفتح تاني و  استني استني المهندسة اللي كانت مسؤولة عن العنبر هي جلنار مش كده
- ايوه عرفت ازاي
- مش محتاجة مفهومية الحالة اللي هي فيها تفسر حاجات كتير موت عم حسين في نفس العنبر قلب عليها المواجع
- طبعا هي كانت محملة نفسها مسؤولية اللي حصل
- لكن الحكاية كده ناقصة ومش مفهومة
- ناقصة ازاي انا قولت على كل اللي اعرفه
- هي ايه نوع البضاعة اللي حصلت بسببها المشكلة
- قطع غيار مكن تقريبا زي اللي بيتصنع في نفس العنبر النهاردة
- طيب ليه ليه يوم ما طلبت منها انزل العنبر اتنرفزت وارتبكت وحادثة عم حسين في التوقيت ده بالذات صدفة؟
- بلاش يا سمية بلاش تفكري كتير انت كده ممكن تضري نفسك
- الموضوع ده لا يمكن يكون صدفة ولازم يكون في علاقة بين كل المراحيم دول اللي بينهم حلقة وصل واحدة هي جلنار!
---------------------------------
(8)
"زائر الليل"



- ايه رأيك يا امي في اللي حصل ده
- سيبيها يا بنتي الله الغني
- اسيب مين هو انا بقولك علشان تقوليلي سيبي شغلك
- اومال بتقوليلي ليه علشان اقعد هنا اكل في نفسي طول ما انت في شغلك.. ياريتني ما كنت قولتلك عليها ولا اشتغلتي في الوظيفة النحس دي
- يامه ابوس ايدك خلاص انت عماله من الصبح تشاؤم طبشتي مقاديفي يا نعمات قال جبتك يا عبد الجبار تعيني لقيتك يا عبد الجبار مزنوق اكتر ممني
- انا خايفة عليك ومش عاوزاك تحدفي نفسك في التهلكة
- يعني اخد ديلي في سناني واقول ماليش دعوة واعيش جبان يامه
- انت فاكرة نفسك راجل يا ملسوعه ثم تعيشي جبانة احسن من ان انا اترحم عليكي زي ابوكي
- فاكرة ابويا مات ازاي يامه
- ايييه ودي حاجة تنتسي وقف لاهل حتته وقفة رجالة ومات موتة رجالة
- كان مصمم يقفش حرامي الغسيل اللي مشى نص اهل الحتة عريانين وفي ليلة مافيهاش ضي قمر نصبله كمين فوق سطوح ام عيشه الخياطة وفضل مكلبش في زمارة رقبته لحد الصبح
- ايون واتلمت الحتة والرجالة جهزوا النبابيت والشوم ابوكي خده المجد وراح ناطط عن السطوح اتكسرت رقبته وما نابنا من الليلة غير موته ووقفة الحال
- الله يرحمه بقى
- انت مصممه على اللي في دماغك يا سمية
- ما تخافيش يا امي بنتك ناصحة وعارفة بتعمل ايه
- يا خوفي تنزلي على جدور رقبتك يا بنت ابوكي قومي نامي الوقت اتأخر والصبح نشوف هنعمل ايه
- نشوف مين اللي يشوف ايه هي عصابة بكيزة وزغلول
- ايشش
- انا ايش وبتسكتيني يا نعمات
- اسمعي كده... صوت خروشه عند باب البيت
- صوت حاجة بتحاول تفتح الباب اجري يامه هاتي المقشة وانا هلحقك بغطا حله
(تمشي الاثنتان ببطء شديد ناحية الباب ويتواريان بجانبه ثم تزحف سمية وتقبض على يد الباب وباشارة منها الى والدتها فتح الباب وانقضت المرأتان على الشخص الغريب وفي ثوان كان راقدا على الارض دون حراك)
يتبع...
"حليف من داخل عش الدبابير" 
---------------------------------
(9)
"حليف من داخل عش الدبابير"
- يانصيبتك السودا يا سمية.. يا خراب بيتك يا سمية.. يا ايامك المدهولة يا سمية..
- يا بت هتفقعي مرارتي من ساعة الجتة دي ما تلقحت على البلاط وانت بتندبي وتولولي.. بتولولي ليه يا بت اعترفي ماذا والا
- والا ايه يامه هو هيبقى فيه اسخم من سخام وابور الجاز اللي احنا هببناه
- هباب ايه وسخام ايه احنا مش هنصوت ونلم الجيران والبوليس يجي يشيل واكيد الوليه ام ورد النجف ده انا ماسكه حرامي هاي لاي وسكعاه علقة موت
- حرامي ايه يا نعمات سلامة النظر اللي متلقح في البلاط ده انثى
- ما انا خدت بالي انها مزه ونظيفة كمان شامة الكولونيا جايانا مستحمية اهي دي الحرامية النظيفة الهاي مش الواد جعلوص المفك حرامي الجزم
- امي حبيبتي فيكي مين يكتم السر.. المزه المستحمية دي تبقى.. تبقى جلنار هانم
- جلنار مين.. جلنار اللي
- ايون اللي
- يخرب بيت كده الصبح هانم وبالليل بتشتغل حراميه.. الناس اتفجعت ولا ايه
- حرامية ايه بس انا كنت شاكك فيها من الاول وقولت لا يمكن تكون بريئة من دم البنات اللي ماتوا لكن تجيلها الجرأة تجيني لحد بيتي فدي تبقى مستغنية عن عمرها
- معقوله الكلام ده تطلع هي اللي قتلتهم طيب ليه
- اهو ده اللي هنعرفه منها بعد ما نربطها في الكرسي ونقررها ايدك معايا يامه
..........................
- ايه ده بقالي ساعة بعصر في مناخيرها مش عاوزه تفوق فحل البصل مفضلش فيه نفس
- ماهو انت السبب يا شمشون كان لازم تطلعي عزمك كله وانت بتديها على دماغها بغطا الحله
- تفتكري جالها تهتك في الجمجمة وهتفيص في ايدينا يامه
- ما تخافيش تطلعي منها زي الشعره من العجين دي كانت حالة دفاع عن النفس
- دي قلبت ريه وسكينة بتشوفي افلام عربي كتير من ورايا يا نعمات
- فاقت فاقت
- انا فين.. انت مين.. سمية
- بشحمها ولحمها هو انت كنت جايه لحد تاني وغلطتي في العنوان
- سمية الموضوع مش زي ما بتفكري
- طيب قوليلنا انت يا حلوة نفهم حومك حوالين بيتنا في نصاص الليالي ازاي
- مامة سمية مش كده احلفلك بايه يا هانم انتم فاهمني غلط انا قصدي خير وخايفة على مصلحة بنتك
- خير جايه تقتلي بنتي زي اللي قبلها وتقولي مصلحة بنتك
- اصبري يا امي بالراحة عليها نسمع اللي عندها مادام بتقول خير ولو انياشك انه يبقى خير
- جايز الزمان والطريقة اللي انا اخترتهم علشان احذرك كانوا غلط لكن مالقيتش طريقة تانية علشان محدش يحس بينا هم لو عرفوا انك بتدوري وراهم مش هيرحموكي ومش هتفرقي معاهم
- مين دول انت بتقولي ايه كلميني عربي علشان افهمك
- طيب فكيني وانا اقولك على اللي انت عاوزه تعرفيه

---------------------------------

(10)
" في منتصف الليل"

- اللي انت ما تعرفهوش يا سمية ان انا عارفه انك بتدوري ورايا وفاكرة اني متورطة في حادثة عم حسين لكن الحقيقة اني كنت بحاول احميه وحاولت احذره لكن اتأخرت قوي
- مش فاهمه بالراحة ومن الاول خالص
- انا اول ما ابتديت في الشركة اتعينت مسؤولة عن عنبر 73 كنت طموحة جدا عاوزه اثبت نفسي واكبر باي شكل كنت بشتغل اربعتاشر ساعة في اليوم وكنت حازمة جدا في شغلي كان معايا تيم من اكفأ المهندسين في الشركة وكنت قاسية عليهم ما اقبلش اي تهاون او غلط ولا اقبل اي اعذار وكانت طبيعة الشغل ونوع المنتج بتتغير كل فترة ماكنتش بهتم بنوع المنتج المهم الاوردر يجهز في معاده باي تمن.. وفي يوم جالي واحد من المهندسين وكلمني بخصوص الطلبية الجديدة قال كلام كتير وانه شاكك في نوع المنتج انه بيستعمل قطع غيار اليات عسكرية وانه النوع ده من الاليات مش موجود في مصر.. ما همنيش من كل الحوار غير مواعيد التسليم وانه الاوردر يكون مطابق للعينة الاصلية اديت اوامري للمهندس بعدم الكلام في الموضوع مع زمايله على اني اتابع التفاصيل مع الادارة
- طبعا سألتي الادارة وكان كلامه صح
- لا. نسيت اقولك رئيس مجلس الادارة وصاحب الهيلمان ده كله يبقى خالي
- مش ممكن
- ممكن. ما سألتيش نفسك اشمعنى انا من كل المهندسين اللي كانوا في القضية ليه ما اترفدتش بالعكس ده انا اترقيت بعدها مباشرة
- اه صحيح طبعا ادام المدير وصاحب المال خالك
- استني يامه طيب كده انا لسه ما فهمتش هي البضاعة كانت مضروبة بفعل فاعل؟
- انت لماحة يا سمية وبتفكري صح. عنابر التصنيع في الشركة كانت غالبا بتنفذ مخططات المنتجات من غير ما توصل للمنتج النهائي
- لانها غالبا قطع غيار او قطع اولية بتدخل في تركيب اجهزة تانية احنا ما بنصنعهاش
- صح كده لكن بعض المهندسين بيستزيدوا بمعلومات وافية عن المنتج المتوقع كنوع من الخبرة وده ممكن عن طريق المخطط التفصيلي اللي بيجي مع العينة عن طريق الزبون
- وطبعا صاحبنا كان واحد منهم
- وكان على حق الطلبية كانت عبارة عن قطع غيار لنوع من الاليات اللي بتستخدمها قوات التحالف في العراق
- يا نهار اسود واحنا نعملها هنا علشان الامريكان يقتلوا بيها اخوانا في العراق
- بالضبط. الوحيد اللي خد باله كان المهندس محسن ودفع التمن غالي
- انت كنت تعرفي
- انا كنت عميا وفتحت متأخر جدا. فضلت اماطل محسن واتحايل عليه يكتم السر لحد ما نتأكد كنت بحاول اكسب وقت وانهي الاوردر وبعدها افكر اعمل ايه لكن هو كان اذكى مني بدل قطعة في المخطط الاصلي كان من المستحيل حد يكتشفها وبكده ضمن عيب دائم في المنتج
- وحبايبنا اللي استلموا البضاعة اكتشفوا الملعوب
- ايوه وخالي ليلتها اصيب بجلطة بسبب الخسارة الكبيرة وفضيحته في السوق
- لكن المهندس محسن اتقتل ازاي
- محدش يعرف العنبر كان وقتها اتقفل وخالي سافر بره لاستكمال العلاج واستعوض ربنا في خسارته
- على فرض ان انا مصدقك ايه علاقة اللي حصل بحادثة عم حسين
- قبل الحادثة بيومين لقيت عم حسين بيستناني في مدخل الشركة وكان قلقان ومن غير مقدمات قال انه عارف قاتل الباشمهندس محسن ومعاه الدليل...

---------------------------------
 (11)
"الدليل"

- طلبت منه يقولي على القاتل ارتبك واتلفت حواليه زي مايكون حد مراقبه قالي انه لازم يمشي واتفقنا اشوفه تاني يوم عندي في البيت لكن في نفس اليوم جاتلي مكالمة غريبة.. كان الشخص اللي كلمني بيحذرني من عم حسين قال انه راجل كبر وخرف وعاوز يصحي الاموات وانه من مصلحتي ابعد عنه
- وبعدها حصلت الحادثة اللي البوليس بيأكد انها قضاء وقدر
- مافيش جريمة كاملة لكن احنا بنتعامل مع قاتل محترف
- لكن ليه القتل ده كله وكلها مجرد حوادث لا يمكن اثبات وجود شبهة فيها
- علشان كده انا جايالك احذرك. كفاية دم حرام يكون مصيرك زيهم
- لسه اسئلة كتير محتاجة اجابة مثلا ما مدى تورط خالك في الموضوع وايه علاقة البنات اللي اشتغلوا معاك باللي حصل وغيرها
- في تفصيل صغير ماقولتوش.. خالي ما عرفش بكل الحكاية الا بعد حادثة محسن
- يعني ايه
- يعني حسب نظام الشركة المجلس التنفيذي ممكن يجيب شغل وينتج من غير الرجوع لرئيس مجلس الادارة خالي اكتشف نوع البضاعة بعد ما رجعت المخازن واكتشف نوعية الزباين برضه متأخر
- طيب ومحاولش يتخذ اي اجراء في المسؤول عن الطلبية دي المجلس فيه خمسة مديرين بتوقيعات معتمدة من السهل اكتشاف المتورط في العملية دي
- طبعا باستثناء مشكلة واحدة.. التوقيع على الطلبية كان باسم خالي محرم باشا وتوقيعه
- يبقى الورق مضروب
- صح
- طيب ليه ما بلغش
- يبلغ على مصيبة زي دي ازاي احنا شركة للتصنيع المدني ودي بضاعة عسكرية
- اخص اللي عملها ابن شياطين
- مدام جلنار انت جبارة.. كل اللي بيحصل حواليك وانت ولا هنا
- يقولوا جبانة ولا يقولوا الله يرحمها
- يا جماعة اللي اتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي
- يعني ايه
- يعني دي حارة سد وخلاص على كده مغامرتك انتهت يا سمية. اسمعي يا بنت الناس يا تعقلي وتركزي في شغلك يا.. ترجعي طابور القوى العاملة...

---------------------------------
 
 (12)
مغامرة اخيرة


- صباح الخير يا فندم.. من فضلك تمضيلي الورقة دي
- ايه دي يا سمية انت شايفه ان ده حل مناسب
- مش احسن ما اودي نفسي للتهلكة
- ده مش كلامك يا سمية
- ما عدتش تفرق
- وهتعملي ايه
- هدور على شغل واكيد هاستفيد من خبرتي عندكم
- ربنا يوفقك انت تستاهلي كل خير
- انا ماشية.. ممكن اسأل حضرتك سؤال اخير.. انت تعرفي القاتل صح
- انت بتتكلمي عن ايه قاتل مين
- قاتل المهندس محسن وعم حسين
- انا مش عارفة انت بتتكلمي عن ايه بالضبط. انسة سمية من فضلك راجعي الشؤون القانونية علشان براءة الذمة وانا مش حانسى مكافئئتك
- كده.. اشوف وجهك بخير...
..................
- سمية.. مالك يا بنتي مسهمة كده ليه
- سيبيني في حالي يا شرين انا هطق من الغيظ
- تعالي تعالي احكيلي جرالك ايه
- انا خلاص دماغي هتفرقع من كتر التفكير محتاجة اجازة مفتوحة علشان انسى الهم ده
لا ماينفعش كده تفاصيل قولي كل حاجة... (تقوم سمية باخبار شرين بما توصلت اليه من معلومات وكيف طلبت منها جلنار كتم المعلومات)....
- كده القضية اتعقدت اكتر.. انا اراهنك انه جلنار متورطة في الحوادث دي كلها بدليل انها اخر واحدة كانت مع المهندس محسن قبل موته وهي برضه كانت اخر واحدة شافت عم حسين وكلمته قبل الحادثة... سمية انت سرحت فين
- ها لا ابدا بفكر
- ونويت على ايه دلوقت
- سيبك من الكلام ده.. تعرفي انا احسن حاجة اخد الورق اللي معايا واطلع بيه اسكندرية عند خالتي واهو اقعد على الشط ادرسه براحتي بس يا رب ما تيجي نوة وتحدفني البحر لاحسن ما بعرفش اعوم
- ورق.. ورق ايه اللي معاك
- ايششش وطي صوتك ده ورق القضية القديمة سرقته من جلنار وانا معاك فعلا هي لازم تكون لها يد في الحوادث دي
- فعلا احسن حل تخفي عن عينها لاحسن تعمل بيك حاجة
- تعرفي انا مش عاوزه اطلعلها اخاف اقدملها الاجازة ترفضها علشان افضل تحت عينها.. ممكن تقديمهلها بدالي وانا حاكتبهالك اهو ادي النموذج.. مكان الاقامة خلال الاجازة.. المدة.. الامضاء.والله انا خايفة انها تزعل بقولك ممكن تبلغيها اني هجيبلها معايا جمبري بتلات وسبعين جنيه.. مش هنسالك الخدمة دي يا شرين اشوف وجهك على خير
- بالسلامة يا حبيبتي.. بالسلامة...
...................

المشهد الأخير
(قاربت الشمس على المغيب وبدأت بعض النسمات الباردة تشق طريقها نحو امواج البحر.. جلست سمية على هضبة صخرية تتأمل انكسار الامواج عليها وتطل بين الحين والاخر على بضع وريقات في يدها)... 

- منظر شاعري بصحيح ميه وهدوء وسما صافية
- انت.. انت بتعملي ايه هنا
- انا جايه اساعدك نحل اللغز سوا
- بس انا خلصت خلاص والحدوتة كده خلصت
- تقصدي ايه
- اقصدك انت يا جميل وعندي ادلة كافية تشد حبل عشماوي حوالين رقبتك
- اظن مش هتلحقي لانك على موعد على العشا مع سمك البحر لكن المره دي تحت البحر ياجميل
- عملتيها يا شرين وانا اللي اتخدعت بيك وافتكرتك صاحبتي
- البيزنيس مافيهش صحوبية كان المفروض تتعلمي الدرس وما تحشريش نفسك في اللي مالكيش فيه
- لا اسمع لا ارى لا اتكلم مواصفات الموظف الناجح قد ايه كنت غبية كان المفروض اشك بيك من الاول انت الوحيدة اللي كانت تعرف كل حاجة وممكن توصلي لاي حد من غير ما تثيري حواليك الشبهات لكن ليه ده كله
- انت فاكراني عبيطة زيك اطلعها سلمة سلمة وادفن عمري في وظيفة معاشها يادوب يجيب جوز جزم محترم انا بصفقة واحدة عملت مبلغ يكفيني علشان يبقى عندي شركتي الخاصة وادخل عالم رجال الاعمال لولا المهندس الغبي اللي اكتشف تزويري لامضة محرم باشا على الاوردر الاخير اضطريت اضحي ببضاعة بمية وخمسين الف جنيه علشان اخلص منه بعدها من غير ما حد يشك بحاجة... لكن انت عرفت ان انا القاتل ازاي؟

- دي كانت سهلة انت في اخر مرة اتكلمنا قولتي انك بتشكي في جلنار لانها اخر واحدة شافت عم حسين والمفروض المعلومة دي محدش يعرفها الا جلنار وانا ووالدتي والشخص المجهول اللي هددها ليلة الحادثة
- طول عمرك ذكية يا سمسم
- اما اللي بعدها فمش محتاجة تفكير عم حسين كان شاهد على الجريمة فدفع حياته التمن
- الراجل العجوز فضل يبتزني مدة طويلة لحد ما اقرفت منه
- والبنات...
- الاولانية كانت تعرف اكتر من اللازم والتانية كانت شايفه نفسها ومستفزة حبيت ادلعها قبل فرحها
- والتالتة
- دي كانت مجرد غلطة سوء تفاهم يعني
- ياه يا شرين بالبساطة دي وهتفضلي لحد امتى تقتلي في خلق الله
- لا ما خلاص انت اخرهم يا حبيبتي انا اخلص واقوم بالواجب مع الست الحاجة وبعد العزا اخد اول طيارة وافك بره وابتدي حياة جديدة.. ما توجعيش قلبي بقى ها تنطي في المالح لوحدك ولا محتاجة زقة من المسدس اللي في ايدي.. هاتي الورق ده.. (يبدأ العراك بين سمية وشرين ينتهي بوقوع سمية في البحر وتحاول عبثا مقاومة الموج ثم يبتلعها البحر...)
- ارمي المسدس وارفعي ايديكي ولا حركة.. مافيش داعي للمقاومة سلمي نفسك يا شرين
- انا يا حضرة الضابط كنت بحاول احميها من نفسها لكن ما لحقتهاش انتحرت اهئ اهئ
- وفري كلامك ده للنيابة احنا سجلنا كل حاجة
- لا لا...

(وعلى الجانب الآخر...)
- يخرب بيت سنينك يا شيخة هموت من البرد ايه اللي اخرك
- اعمل ايه الطريق من القسم لهنا كان زحمة
- لا يا شيخة وافرضي اني ما بعرفش اعوم اغرق انا علشان الزحمة بتاعتكم
- لا ما انا عارفة انك بتعومي كويس
- اشمعنى
- بامارة السي في بتاعتك اللي انت كاتبة فيها انك بطلة الجمهورية في السباحة
- انت لسه فاكرة يا مدام جلنار
- ودي حاجة تتنسي.. حمد لله على السلامة.. بقولك ايه ليا بذمتك عشوة جمبري بتلات وسبعين جنيه
- انا مش عاوزه اسمع الرقم ده تاني اااااابدا


تمت