Friday, October 29, 2010

"ليلة القبض على ام تفيدة"

http://givingmylife.files.wordpress.com/2008/11/two-face.jpg
طول عمري كنت اقول على نفسي ان انا بني ادم محترم بسمع الكلام وعلى خلق ايون متربية على الفضيلة ولا ممكن افكر اعمل حاجة غلط! ده انا كنت شاربة مقلب في نفسي يا جدعان وكنت هوديني في داهية والامور قلبت سباغيتي خالص!!
طبعا محدش فاهم حاجة ولا انا الصراحة اصل الموضوع خرج عن السيطرة ولسه مافوقتش من الصدمة!
طيب انا اتكل على الله واعترف بقى...
من قيمة شهرين كده جالي عرض عمل كمستشارة في احدى الوزارات الحكومية بدوام جزئي والمرتب معقول قولت فرصة اجرب الميري وهو خبرة تنفع للزمن.. ورغم اني ندمت على القرار العبيط ده ندم شديد بعد يومين بس من بداية الشغل لكن زي بعضه واقنعت نفسي ان كل شيء جديد فيه صعوبات في بدايته. وفعلا الامور ابتدت تتحسن بعد فترة التعود وخدت على اسلوب الشغل والروتين الحكومي الجامد وكل شيء ماشي حسب الاجندة.. وماكنش فيه مشكلة لحد ما اختلفت انا ونفسي وبقينا شبه دكتور جيكل ومستر هايد!
الادارة بعتت ورايا وطلبوا مني ادخال بعض المعلومات المتعلقة بشغلي على الداتا بيس بتاعة الوزارة طبعا ده اجراء روتيني وكل موظف بيعمله وعلشان اقدر استخدم الموقع تبع الوزارة لازم الموظف المختص يعملي يوزر وصلاحيات على الموقع ومش عارفه لحسن حظي ولا لسوء حظي الموظف ده طلع واحدة ست. كل ما انزلها المختبر تقولي انها مشغوله وتعاليلي بكرة وبكرة ده مابيجيش في الوزارة دي ابدا! 
يوم تعملي يوزر من غير صلاحيات ويوم تدخل بياناتي غلط وتطلعني من عيلة تانية خالص ويوم تستخبى مني تحت الترابيزة حاجة غريبة موظفين الحكومة دول..
المهم بقى في اخر الشهر نزلتلها وانا مصمم انها تزبطلي بياناتي وكالعادة اول ما شافتني ازبهلت وبصتلي ببراءة وقالت هو احنا ما خلصناش
لا ما خلصناش لسه الصلاحيات علشان اقدر ارفع المعلومات المطلوبة
طيب تعالي في ريحي
بصيتلها بشك اصلها لم تبدي اي مقاومة او اعتراض زي العادة
ممكن بس اعمل تلفون الاول
اه طبعا طبعا براحتك خالص.. اعمل ايه مغلوب على امري وعاوزه اخلص
وطبعا استمرت المكالمة عشر دقايق مابين حماده كان سخن امبارح وماراحش الامتحان والبنت كانت مع باباها وبرضه ماخدتش الامتحان ويناسبك بكرة لا انا ممكن اجيبهملك اي وقت.. وجوزي خد العربية يغيرلها زيت!
اللهم طولك يا روح انا اتأخرت عن شغلي وخلاص هيجيلي شلل وهي ولا كأني هنا.. واخيرا خلصت المكالمة ودخلت للموقع وابتدت تدخل البيانات النت كان واقع خالص والشبكة بتقطع وكل فين وفين عقبال ما تحمل صفحة وانا اتأخرت طبعا وهي ملت بقى فطلعت جبل ورق وابتدت تملي حاجات غريبة ورموز انا طبعا عملت عبيط ومش فاهمة وهي تحمل صفحة على الموقع وتغطس في الورق وفييين على ما تفتح الصفحة وتديها امر تاني... وبعد ساعة طويلة ضاعت من عمري سدى بصيتلي بكل الم وحزن وقالتلي النت النهاردة واقع غريبة اول مرة تحصل معايا
سبحان الله النهاردة تحديدا وعلى بختي المنيل ماشي والعمل
ايه رأيك تعدي عليا بعد يومين
يومين ماينفعش انا لازم اسلم الشغل بعد بكرة
لكن بكرة اجازة! وهنا نظرتلي بترقب وسألتني انت هتدخليهم في البيت
ايوه ياختي اعمل ايه
طيب خلاص مش مشكلة انا ممكن اديكي اليوزر بتاع الوزارة وانت تستخدميه لاضافة صلاحياتك والبيانات المطلوبة..
وفجأة لمعت في دماغي فكرة شريرة اصل انا نسيت اقولكم انه شغلي مالوش علاقة خالص بالكمبيوتر وماحدش هنا يعرف ان انا اجيد استخدامه جدا وهي فاكراني كي جي ون كمبيوتر وقعدت تشرحلي ازاي اكتب الارقام في مكان اليوزر وازاي استخدم الاوبشنز اللي يلزمني بس وانا طبعا بحاول بكل جدية اني اتابع واتعلم منها... بصراحة حسيت اني استندلت معاها وجالي احساس غريب بانه في حاجة غلط في الموضوع..
وطلعت مكتبي فزميلتي بتسألني عملت ايه في حكاية البيانات.. ودي كانت عارفة الموضوع من اوله.. روحت عامله غضبانة وقولتلها انا عارفة ايه الوزارة الفاشلة دي نت بيقطع وخدمة بايظة وانا كده هتأخر انا طالع للادارة يشوفولي حل!
طبعا ماكنش هينفع ابدا ان انا اقولها اني خدت اليوزر من الموظفة واني هاستخدمه في البيت وخدت بعضي وروحت وقعدت قدام الشاشة وانا متحمسة على غير العادة ودخلت موقع الوزارة وارتسمت على وجهي ابتسامة شريرة وانا باستخدم اليوزر ولقيته شغال فعلا.. اصلي لاخر لحظة كنت معتقدة انه الموظفة لا يمكن تديني معلومات بالسرية دي واليوزر هيطلع فشنك في الاخر.. بصراحة خفت من نفسي وابتدت بنات افكاري تتجمع في دماغي واحدة تشيلني وواحدة تحطني.. اللهم اخزيك يا شوشو هو انا بتاعة الكلام ده برضه لقيته قاعد على كتفي بيشاورلي على شوية زراير في الشاشة توووحفة ويقولي بصي بالزرار ده ممكن ترفدي اي موظف في الوزارة ومن هنا ممكن تدي لنفسك صلاحيات وااااسعة روحت انا مكملة معاه ومن هنا ممكن اديني علاوة وانقلني من الوزارة او ارقيني يخرب بيتك يا شوشو لا لا انا هادخل على اسمي بس وادخل المعلومات واخرج على طول وانا عندي غسيل وكنس وطبخ اصلا ومش فاضية للعب العيال ده لقيته بيبصلي بشك ويقولي في لكنة تعبر عن تهكم صريح
عليا انا الكلام ده يام تفيدة احنا عجزنا ولا ايه.. ايييه الله يرحم ايام الشقاوة
خلصت ونزلت جري ولقيتني بقول لنفسي اما الموظفة دي عبيطة بشكل دي حتى ماتعرفنيش ازاي تديني يوزر الوزارة بالسهولة دي اي نعم انا شكلي انسان محترم  وابن ناس احم بنت ناس لكن مش لدرجة الثقة العمياء دي.. ولقيت نفسي بترد عليا وتقولي يا عبيطة دي فرصة انك تعملي شغلك من غير ما تضطري ترجعي للموظفة كل شويه وهي مسكينة الله يكون في عونها مش كفاية الشغل والعيال حتكوني عليها انت والزمن..
وجهة نظر برضه لكن انا فاكرة تاريخي الاجرامي كويس كان حلم عمري اكبر وابقى هاكر محترف!
شغلت صاروخ الكنس وسرحت في ملكوت الله وطلعلي شوشو تاني متراقصا على انغام المكنسة الكهربا وحط قصاد عيني صورة الموقع وقالي يا سلام يام تفيدة اهو كده الشغل شوفتي الاوبشن اللي على جنب بتاع تغيير الباسوورد يعني ممكن تقفليلهم موقع الوزارة ويقابلوني بقى لو عتروا عليكي
شوشو اخفى من وجهي الساعادي ماهيه مش ناقصة الا انت كمان ده انا بقالي سنتين بحاول احفظ نمرة نوبايلي كل ماحد يسألني اديه الارقام كلها واقوله رتبها بمعرفتك بقى والنهاردة ابص للباسوورد المدعوق ده مرة واحدة مرة واحدة بس لزق قدام عيني ومش عارفة امحيه من دماغي ازاي...
انا احسن حاجة اروح للموظفة واعترف.. طيب اعترف بايه ما انا ماعملتش حاجة غلط.. لحد دلوقت على الاقل...
انا ابتديت اقلق من نفسي بصراحة ربنا واحسن حل قبل ما الاقي السي اي ايه طابين على البيت انا هاروح اسلم نفسي وتستاهل اه محدش قالها تلعب في دماغي!!  
انا بقولكم اهو من دلوقت محدش يجيبلي عيش وحلااااوة وحرمت خلاص مش هاسمعني تاني ابدا!

Friday, October 8, 2010

"كراكـــيب آخر زمـــن!!"

http://sexualityinart.files.wordpress.com/2007/06/scream.jpg



كنت ماشي على كوبري 6 اكتوبر مستعجل كالعادة الرطوبة عالية والزحمة خانقة لفت نظري وهو قاعد على الجسر بيبص لبعيد حزين عاوز يخلص من حياته سالته ليه عاوز تنط من هنا من غير ما يبصلي قالي خلاص الناس كرهتني وخنقتني بسلبيتها انا الطموح اللي الكل بيشلني في اول عمره كانت الشباب زمان تتفشخر بيا وشايليني على كتافهم وهاتك يا هتاف وشعارات ده انا كنت قاري فتحة على بت عمي كفاح والدنيا بومبي لحد ما المسكينة جالها شلل من تحت راسكم لا وكله كوم والعيل في ك ج ون ده كوم لوحده قال ايه يقولك ماعنديش طموح وعاوز انتحر يا ابني مش لما تعرف يعني ايه طموح تبقى تقول عاوز اخلص من حياتي  شوفتش وكسة اكبر من كده! انا خلاص ماعدتش عندي حاجة اديها لغيري وقرفت من الدنيا ملل ملل ونفس الاسطوانة المشروخة والحجج القديمة البالية قال ايه الحكومة قتلت الطموح عند الشباب هو انا مت يا عبيط مانا متلقح على الكوبري ومستني فرج ربنا اللي ماحد عبرني
 الجدع ياعيني صعب عليا وكنت عاوز اساعده بجد يعني لكن ماقدرتش اصلي اتأخرت ولازما الحق طابور العيش!
بصراحة حسيت اني اتخنقت ومحتاج اغير جو قولت اطلع الارياف ومشيت اتأمل في حال الدنيا شوفت الامل بيعلق مشنقته على شجرة عتيقة محتاس في طول الحبل
 والحماس شايل صرة هدومه على كتفه وطالع سكة القطر وقعد عليها حاطط ايده على خده مستني الطروماي اللي يودي سكة اللي يروح ومايرجعش
لحد ما نظرته من بعيد ببص عليا وبقول لنفسي ياترى الزول ده انا شفته فين شوفته فين مش غريب عليا لكن بقالي زمان ما شوفتوش هو انا شفتك فين قبل كده انا التفاؤل وايه اللي بهدلك بالشكل ده ياعيني عليك ياخويا هفتان وعدمان االعافية وكأني نزعت فتيل قنبلة انفلت في نوبة عياط ورمى راسه على كتفي اضطريت اطبطب على كتفه واطيب خاطره اعمل ايه مانا قلبي رهيف
وفي وسط المعمعة بصيت لقيت الحزن واخد جنب  قاعد حزين مدايق ومجمع حواليه الهم والغضب والاكتئاب قولت للحزن مالك حزين ومدايق كده ليه بصلي من فوق لتحت بقرف وقالي ده افترا دي مش عيشة 24 ساعة سبع ايام في الاسبوع ده ظلم انا نفسي تعتقوني بقى عاوز اشوف العيال يوم اجازة يا ناس سالت الهم رد عليا من غير ما يعبرني بنظرة وكان باين عليه التاثر رفع راسه وبص للسما وقال كشفت راسي ودعيت عليكم دعوة وليه ساعة عصرية يا ظلمة اهئ اهئ اهئ اما الغضب فكان متنفرز وشايط على الاخر وهو بيقول احنا لزوما نروح نعتصم قدام هيئة الامم يشوفولنا حل بالبشر دولن دي مش عيشة رد عليه توتر اللي كان باين قلبه ورمان علينا وقال هي مش قفلت خلاص وهيعملوا العمارة بتاعتها ملاهي
 وفجاة صرخ الخوف صرخة رعبتنا كلنا وبقى يتمتم بكلام كتير محدش فهم منه حاجة بصله القلق بغيظ وقاله هي ناقصاك انت كمان سيبت روكبي الله يخرب بيت سنينك قال من جاور السعيد يسعد وانا اتكتب عليا اجاور المقاطيع دول
وبكل طاقتي وما تبقى من نفساويتي المنصدمة حاولت احلل المشكلة واخفف عليهم لعل الازمة تمر على خير واحد بس وسط القعدة كان فارسني وغايظني ونفسي افرمه واعمله كفته اصله كان مكركر وقالب على ظهره من الضحك ومنشكح اخر انشكاح ايون هو الندل الجبان اس البلاوي دي كلاتها!!
عرفتوش هو مين؟

Friday, September 24, 2010

"حدوتة من اواخر الشتا"

http://farm1.static.flickr.com/41/82547171_d0653ae28d.jpg
كتير مننا بيجد متعة في السفر وكتير مننا بيعشق المشي في بواكير المطر...قضينا نص عمرنا على الطريق مش مهم رايحين فين المهم ماشيين وعارفين الطريق... ومع زحمة الحياة نسينا احنا فين... وراح من عمرنا كام
اكتفينا بحساب السنين في اول الحياة وغالبا كنا بنضيف شهور على حساب عمرنا علشان نكبر بسرعة...ومع الزمن نسينا نكمل حساب.. نسينا اتولدنا امتى..اول الشهر ولا اخره..بيقولوا عن اواخر العمر خريف العمر..وبالنسبة لي خريف العمر هو اوله لاني اتولدت في اواخر الخريف واول الشتا...
لا الحكاية دي مش عني انا..دي حكاية كل يوم، بتعدي صورها قدامنا من غير ما ناخد بالنا وتختفي من غير ما نحس بيها..ونفتكرها لما نبقى احنا ابطالها...
حدوتة صغيرة نفتكر بيها احنا بقى عندنا كام سنة.. حدوتة والدي ووالدتي ومشوار العمر كله... حدوتة بنقولها ونشوفها ومش واخدين بالنا اننا هنعيشها بدورنا...حدوتة من اواخر الشتا...

http://www.jasontopia.com/wp-content/uploads/2007/10/uk2007-077blog.jpg

(1)
"يا مسافر وحدك..."
عمرها حصلت معاك وركبت القطار وقادك حظك العاثر للجلوس الى جانب رجل كبير في السن فاضطررت لاحتمال تصرفاته اللامعقولة وشكواه غير المنقطعة وحديته المطول فخرجت من الرحلة دي بقرار انك عمرك ما حتركب قطار تاني ابدا!
طبعا ده مش اتهام ده حضرتك محترم وعلى خلق ومن حسن ادبك تعاملت مع زميل الرحلة بكل احترام وطولة بال.. بل وحتى انك استحملت رغيه وقصصه العجيبة وبطولاته الغريبة ايام عرابي بكل صدر رحب... كنت في الاول بتنظرله بادب وتبتسم على مضض وتومئ بالايجاب والموافقة احيانا وترسم علامات الاعجاب او التعجب احيانا وتجامل بكلمة خارجة بكماشة من تحت ضرسك...
انت بتحاول تجامل وماتكسرش بخطره.. بل انك جيت على نفسك واستحملته.. لكن في النهاية انت بني ادم والبني ادم مننا طاقة وانت فيك اللي مكفيك ومش محتاجه العجوز ده كمان يفكرك بحال الدنيا المايل والزمن اللي اتشقلب حاله والحكومة وقراراتها العبيطة.. ومش مضطر لاحتمال شكواه وسماع تاريخه المرضي بقية الرحلة... وبعد عشر دقايق بقيت تبص في الساعة ثم في النافذة ولما العجوز يلفت نظرك باشارة من صباعه تلتفت اليه بابتسامة عبيطة ثم تتحول عنه الى الموبايل متشاغلا عن الاستماع الاجباري لبقية مذكرات الحرب العالمية التانية... فيفهم العجوز الحركة ويخفض رأسه بانكسار فيصمت وينشغل بيده وبالساعة ويفرك طرف قميصه القديم وينكته ثم يخرج منديلا من جيبه طوي بعناية يمسح بيه جبهته ووجهه على ما بذل معك من مجهود ضائع للتواصل ومحاولة اثراءك بتجربته في الحياة.. ويبقى صامتا بقية الرحلة يتأمل المسافرين في تحركاتهم وسكناتهم يتفرس الوجوه وكأنه يبحث في تلك الملامح عن زمن اخر ورفيق سفر اخر...
من فضلك، فكر تاني...
http://bibledude.net/img/grandfather.jpg
(2)
"انت عمري..."
احنا ضيوف على بيت عمك حسن يوم الجمعة العائلة كلها مجتمعة واخيرا التم شمل الاسرة والبنات والاولاد والاحفاد كلهم موجودين.. وعم حسن لحظة ما وقع بصره على هذا الجمع الغفير بقى قلبه زي قلب طفل مسك في ايده اول عجله وفرحته بيهم مالهاش حد... البنات وزوجات الابناء غيروا للعيال اللي ما صدقوا وقاموا للعب ثم توجهن للمطبخ لتحضير وليمة تليق بالمناسبة... الرجال وجدوها فرصة وجلسوا في الصالة كل مجموعة انسجمت في حديث مختلف.. وعم حسن قاعد بيراقب الحديث.. كانت المصطلحات العلمية واللغة الانجليزية تطغي على الحوار حاول عم حسن سحب الحديث في اتجاه يفهمه فسأل زوج كبرى بناته الطبيب الشاب عن سبب الالم اللي كان يزعجه بقاله مدة.. رد عليه الطبيب باقتضاب شديد الى انه عرض بسبب الاجهاد ولا شيء خطير ثم ادار وجهه عن عم حسن وانخرط في حديث اعجمي مع بقية المجموعة ولم تفلح محاولات عم حسن في جذب انتباه احد الجالسين اليه فقام من المجلس ولم ينتبه اليه احد.. توجه الى المطبخ وعلى وجهه ابتسامة مشرقة وهو يعد نفسه بقضاء وقت ممتع... كان المطبخ اشبه بخلية نحل زحمة واصوات حريمي ومواضيع نسائية شائكة.. دخل عم حسن المطبخ فساد صمت مفاجئ! حاول فتح موضوع فسأل احدى بناته عن الابناء والامتحانات وجاءت جميع الاجوبة على قد السؤال ثم يسود الصمت... وانخرطت النسوة في تحضير الاكل والحديث حول الابناء..
خرج عم حسن من المطبخ وهو يتنهد.. سمع صوت الاحفاد وضحكاتهم فتوجه الى حيث جلسوا كان في يد كل منهم جهاز موبايل واحد على الاقل وكل واحد عينه في موبايله واصوات رنات منخفضة بين الحين والاخر.. جلس عم حسن بينهم واخذ يراقبهم... كانت المفردات المتداولة بينهم عجيبة شكلها عربي لكن عربي غير العربي اللي يعرفه عم حسن... خرج عم حسن وقعد في الجنينة تحت التينة العتيقة وسرح في ملكوت الله... احس بحد يجلس في حجره كان حفيدة الصغير الذي سأله.. جدو انت ليه قاعد هنا وحدك؟
داعب عم حسن وجه الصغير وتنهد وقال.. الدنيا جوه زحمة ومافيش حد قدي التينة دي زرعتها من اربعين سنة فاهماني وفاهمها هي دي اللي لو اتكلمت تسمعني...
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/0/04/Old_Man_in_Tunis.jpg
(3)
"جبار..."
المكان سرادق عزاء والزمان بعد المغربية.. انت رايح تقوم بالواجب ولفت نظرك راجل عجوز من ملامح وجهه تحس انه عمره من عمر الدنيا قاعد لوحده على جنب قريب من اتنين شباب من اهل الميتة.. كانت في عنيه صلابة عجيبة رغم منظر الانكسار والبؤس اللي هو فيه... جلابيته نظيفة رغم قدمها قدم الزمان .. وفي ايده ساعة مطلية ذهب كان بيعدلها على معصمه كل شويه.. كان خادم السرادق كل ما يمر بالقهوة او التمر العجوز يزيح وجهه عنه..
كان باين من منظره انه زوج المتوفاة... وبالرغم من كبر سنه ورعشة يديه الا انه كان يبدو انه الست الكبيرة كانت مهتمة بيه ومراعياه... يظهر انه فقد اكثر من مجرد زوجة...
الناس تروح وتيجي وهو ذاهل عن الدنيا وكانه في ملكوت اخر...
قليلا ثم ترى العجوز يتناول من جيبه علبة دواء يضع في كفه حبتين بيد ترتجف.. ينظر اليها مليا ثم يلتفت حوله كتائه في الصحراء يبحث عن جرعة ماء.. وانت تبصله بطرف عينك تختلس النظر حتى لا ينتبه الى مراقبتك له.. بينك وبين نفسك عاوز تقوم تجيبله كاس ماء.. لكن خايف تضطر للاعتناء به بقية المساء.. الطاولة امامه ليس بها سوى اكواب بلاستيكية مستهلكة ليس بها سوى بقايا ماء... وانت في نفسك تدعو.. يارب ابعتله حد يديله كاس ماء.. لكن لا ياتي احد.. ينظر العجوز ثانية الى دوائه في كفه.. واخيرا ينحني على الطاولة امامه ويلتفت في قلق وعند تأكده من تشاغل الجميع يتناول كوبا تبقى فيه رشفة ماء فيبتلع دواءه ويتجرع الرشفة في ظمأ.. وحالما اخفض راسه جاءت عينه في عينك وفي عينيه نظرة وكأنها تحمل حزن الف سنة تحجرت فيها دمعة عجز وخجل...
فكر تاني...
http://gallery.photo.net/photo/5748118-lg.jpg
(4)
"بائع البحر"
ياه الرحلة دي بقالك بتخططلها من سنة.. بحر وهوا.. استجمام وراحة.. مافيش زي البحر في اجازة الصيف.. طبعا قبل ما تمشي لازم تشتري شوية هدايا وتذكارات للاجازة، وبما ان المدام والاولاد قاموا بالواجب وجاؤوا على اخر مليم في جيبك فمفضلش غير الباعة المتجولين على البحر على قد جيبك...
كان الباعة ينتشرون ببضاعتهم في طريق المصطافين ينادون على بضاعتهم، وعلى طرف غير بعيد جلس عجوز امام فرشه ساهما... قولت في نفسك هو ده واتجهت نحوه.. كانت بضاعته جميلة بتلمع اصدافها تحت الشمس.. اقتربت منه وتناولت بعض القطع وسألته على تمنها... التلاتة بخمستاشر.. بعشرة يا حاج وانا هاخد مجموعة تانية.. لا ما ينفعش همه خمستاشر.. يا راجل يا طيب غير علشان نشتري انا هاخد منك كتير.. خمستاشر لكل تلاتة.. لا يا عم باينك مش عاوز تبيع..
وهنا احمر وجه العجوز ونفرت عروقه وتمتم بكلام ينم عن غضبه... انت حسيت بالذنب وعاوز تراضيه.. مالك بس ياعم انا مش قصدي ازعلك انا فعلا عاوز اشتري منك..
ما تزعلش مني يا ابني انا بس.. مدايق شويه..
ليه بس ده انت حتى في نعمة قدامك البحر والهوا والناس الحلوة دي..
ماهو انا علشان كده مدايق.. الحكومة كل يوم تطلع بقرار شكل قالوا الشط ده هيقلب سياحي اشي فنادق واشي مطاعم واحنا ماعدتش لينا مطرح هنا هلم فرشي واروح فين طيب انا بقالي على الشط ده اربعين سنة ماعرفش مكان تاني ولا شغلانه تانية.. دلوقت قطعوا عيشنا وبكرة يعزلونا من المنطقة علشان تشجيع السياحة... نروح بعيالنا فين طيب..
وجعك قلبك مش كده.. انت مجرد سائح جاي تصيف وتتبسط وماشي يهمك قوي مستوى الخدمة والمرافق السياحية في المنطقة ولو ماكانتش على مستوى يبقى الشط ده ما يلزمش... وهو... ليه رب اسمه الكريم..
فكر تاني..
http://journalstone.com/wp-content/uploads/2009/10/Old-Man-Sitting-Alone.jpg
(5)
"زوروني كل سنة مرة"
ارجع بذاكرتك شوية.. يوم عيد الام.. افتكرت..  قبل اليوم ده باسبوعين اتصلت باخواتك البنات وسألتهم ياترى ماما تحب نجيبلها ايه.. ناقصها ايه.. وفي اليوم المحدد خدت هدية الغالية وزوجتك واولادك لبيت العيلة وكنت حريص على استرضاء والدتك وركعت قدام الكنبة اللي هي قاعدة عليها وقبلت ايدها وقولتلها كل سنة وانت طيبة يا اعظم ام في الدنيا...
ورغم انه يوم واحد فقط في السنة الا ان الام بتحس بفيض عاطفة ابناءها وبرهم ليها.. مافيش حاجة غلط في الصورة دي.. طيب فكر تاني وبص للصورة تاني، المرة دي بص في الزاوية الصغيرة اللي في اخر الصورة... شفت الراجل اللي قاعد في طرف الصالون بينظر للهدية اللي في ايد والدتك... وبينظر بانكسار للابناء المتحلقين حول امهم بود وحب... الراجل الكبير ده هو والدك.. هو في اليوم ده حزين وقلبه مكسور..
فاكر وانت صغير كنت كل ماتعمل عمله تجري وتستخبى في حضن امك.. تتحامى بيها منه.. كنت لما تحتاج لبس جديد او كراسة تطلب منها رغم انك عارف انها مابتشتغلش.. كنت لما تتألم ترمي راسك على كتفها.. كنت لما تفرح تجري عليها تبشرها... ولما كبرت وتزوجت واصبحت رجل اسرة كانت هي سترك والعقل الجميل اللي بيسمع ويطبطب على كتفك ويحل مشاكلك... اما هو فكان في اغلب الوقت مجرد سنترال...
الو.. ازيك يا بابا.. ماما عندك.. من فضلك اديهاني...
مافيش مرة عامل ايه يا بابا...
والنهاردة بالذات حسسته بانه ليس له قيمة في حياتك.. انت غير متعمد لكنك نسيته... او تناسيت وجوده... قاعد مهموم بينظرلك انت واخواتك وبيقول في نفسه ياترى انا عملت ايه.. العصافير الصغيرة اللي كنت بلقمها اكلها بدمي واعصابي وراحة نفسي خلاص اكتست اجنحتها بالريش وحلقت في دنيا غير الدنيا ولم تعتمد في معيشتها على ذلك الرجل فنسي مع الزمن وسقط من الصورة بالتقادم... خلاص انتهت مهمته وده واجبه..
انا مش ببالغ... عمرك جبتله هدية.. افتكرته بكلمة... وحتى يوم ما عمل عملية  وخرج من المستشفى الهدية اللي خدها منك كانت طقم صيني قدمته للست الوالدة!
فكر تاني...
http://69.89.31.233/~hoverfal/wp-content/uploads/2010/06/IMG_8748-900cropped.jpg


"امك ثم امك ثم امك..."
كلنا حافظين الحديث النبوي الجميل لما جاء رجل إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: يا رسول الله من أحقُّ بحسن صحابتي؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال ثم من؟ قال: "ثم أبوك").
طيب فين الاب وسط زحمة الحياة؟

كل الصور اللي انا اتكلمت عنها كان بطلها الاب.. ياترى ليه.. ليه الراجل العجوز ده.. جايز علشان بالنسبة للام العقوق استثناء وبالنسبة للاب اصبح قاعدة.. جايز علشان صورة الراجل العجوز اللي حبس في عينه دمعة علشان مايشوفهاش ابنه وهو خارج من دار العجزة بعدما مراته وولاده فاض بيهم منه... او جايز علشان صورة الاب اللي خرج من فرنسا مقهور حامل عاره على كتافه بعدما اكتشف انه بنته راجعة البيت بعد منتصف الليل من سهرة في بيت صاحبها من حرقته وخوفه عليها ضربها بالالم فبلغت عنه وسجنته وذلته ولم ترحم كبره...  او جايز علشان الراجل ده مطلوب منه كل حاجة لانه ده واجبه.. لو اشتكى يبقى اب مابيحبش اولاده ومالوش لازمة.. 
وفي زحمة الحياة كبر الراجل ده وظهره انحنى وخفتت لمعة الحياة في عينه فاصبح مجرد ماضي.. ذكرى وصورة تتعلق على الحيطان على جنبها شريط اسود...

Sunday, May 9, 2010

جثـــة في خرائب المعــز... من سلسلة ملفات باردة

"جرائم على طريق الجحيم"


جلست أمامه كعادتي كل مساء أتأمل يده وهي ترتفع بكوب الشاي الى شفتيه فيرتشف منه القليل ثم يعيده الى مكتبه الصغير. كانت يده تلك تحكي سنوات طوال جلس فيها خلف مكتبه شاهدا صامتا على ما اقترفت ايدي البشر... وكأن الزمان توقف عند عم ايوب.
كنت انتظر حديث المساء بشغف رغم ما كان يسببه لي من أرق واجهاد... وكأنني احصل على نسخة مبكرة من صحيفة اليوم التالي...
وفي كل ليلة، يغلق ملف آخر حاملا رقما متسلسلا ليستقر في درج حديدي قديم قبع في احدى أركان حجرة الأرشيف المظلمة... والضحية... مجرد رقم بطاقة واسم في دفتر النفوس نسي مع الزمن وطويت صفحته... وقيدت القضية ضد مجهول....

(1)
"جثة في خرائب المعز"

أخرج ملفا باهتا وأزاح بكفه سنوات من الأتربة تراكمت على وجهه، نظر الى الملف وبدا أنه يعرفه جيدا. تناول من داخله ورقة صفراء علاها صورة طفل في نحو التاسعة من عمره... ابتسم للصورة في أسى وتناول كوب الشاي....

- يلا يا حماده علشان تجيب بامبرز لأخوك 
- بس يا ماما انا لسه ماخلصتش لعب
- تلعب اما ترجع دلوقت خد الفلوس دي وانزل لعم امين البقال جيب الحاجة
- ممكن اشتري بون بون
- ماشي نوع واحد بس...
كان الجو باردا غائما قبيل المغرب بقليل... تأخر الصغير في العودة... لم تكن الأم قلقة فقد اعتادت منه التأخر بسبب حبه للعب مع قطط عم امين...بس اما اشوفك يا حماده ان ماوريتك... هكذا قطعت الوقت بأن أخذت تتوعده...
مرت ساعة كاملة وبدأ الظلام يخيم على الحي الهادئ.. تسلل القلق الى نفس الأم شيئا فشيئا، ارتدت جلبابها وحملت رضيعها بين يديها ثم هبطت الدرجات ودلفت الى الدكان الذي كان مجاورا للعمارة... سألت عن صغيرها حماده لكن صاحب الدكان أشار لها بأنه لم يره اليوم أبدا...
عادت أدراجها وجلست تفكر أين عساه يكون... تذكرت كيف كاد يصيبها بنوبة قلبية الشهر الماضي حين عاد من المدرسة فلم يجدها في البيت وخرج يبحث عنها سيرا على الأقدام حتى وصل الى بيت جده الذي يبعد ثلاثة أحياء عن منزله. وكانت تتعجب لقدرته على تذكر العنوان والسير كل تلك المسافة... لعله فعلها ثانية... تناولت سماعة الهاتف وهي تدعو أن تجده لدى والديها... لكن والدتها أخبرتها بأنها لم تره منذ يومين...
بدا القلق والخوف ظاهرا على محياها... أين عساه يكون... في تلك اللحظة دخل زوجها البيت منهكا من عناء يوم عمل طويل. وقف أمامها صامتا لحظات... تلفت حوله... سألها عن الصغير... أخبرته بما حدث وهي تغالب دمعة حائرة في عينيها...
أوصاها بأن تبقى في البيت مع الرضيع في حال عاد الصغير...
خرج يبحث عن طفله عند كل معارفه وخرج معه جيرانه وأقاربه. بحثوا في الحي شبرا شبرا... بحثوا في الأحياء المجاورة... لم يتركوا بابا الا وبحثوا فيه، لكن لا شيء...
في تمام العاشرة مساء توجه الأب الى قسم الشرطة في المنطقة للابلاغ عن فقدان ابنه...
- يعني ايه لازم يمر 24 ساعة على اختفاؤه اي قانون واي عرف بيقول مادوروش على ابني دلوقت... ممكن يكون جراله حاجة... ممكن تلحقوه قبل مايجراله حاجة
- انا مقدر خوفك وقلقك كأب لكن ده القانون
- لا يا ابني انت مش مقدر.. انا استنيته اربعين سنة من عمري لحد ماشفته... امه عملت المستحيل علشان يبقاله أخ...
- الوقت اتأخر يا حاج...
- ويجيلي نوم ازاي وابني بره فرشته مش عارف هو بردان ولا دفيان... جيعان ولا شبعان... نايم ولا خايف...
وابتدأت رحلة البحث في انحاء المدينة... ومرت ثلاثة أيام طويلة ثم جاء الخبر...
وقف الأب على باب المشرحة ينتظر الاذن بالدخول.. كان وجهه شاحبا وقلبه يرتجف بشدة... ارتعشت أنامله وهو يزيح طرف الغطاء الأبيض عن وجه الجثة التي رقدت على طاولة المشرحة...
انه هو هو... وهل يخطئ الأب وليده وزهرة عمره...
كانت يداه متيبسة في وضع غريب... عضلات وجهه متقلصة وشفتاه زرقاوان وعلى أسنانه بقايا مادة سوداء غريبة... نظر الأب بانكسار امتزج بسؤال حائر نحو الطبيب الشاب...
- ده بقية ظرف بلاستيك... الخاطف حاول يسكته بيه... جزء منه نزل في مجرى التنفس... ابنك كان شجاع قوي...
- لقيتوه فين
- عيال كانت بتلعب في الخرب قريب من حيهم لقيوه هناك...
ثلاثة أعوام مضت على الأب، اعتاد الذهاب صباح كل أربعاء الى شعبة التحقيقات لمتابعة آخر مجريات القضية... كان ذلك المشوار متنفسه الوحيد بعد فقد صغيره... دخل الى مكتب الرائد الشاب فوجده كعادته دوما يستقبله بابتسامة ويأمر له بكوب الشاي... جلس اليه مستفسرا هل من جديد... نظر اليه الرائد الشاب بخجل ثم أشاح بوجهه عنه وتلعثم بعبارات الاعتذار والأسى... نعم... توقفت التحقيقات لعدم كفاية الأدلة للاستدلال على الجاني...
خرج الأب المكلوم من المبنى يجر خطواته... انسكبت من عينيه دمعة حارة وهو يتذكر وجه طفله وثغره الباسم ثم يتذكر كلمات الرائد الأخيرة... تقيد القضية ضد مجهول...




Sunday, April 11, 2010

"مـــــــــذكرات جنيــــــــه"

St-Takla.org             image:  1 Eg Pound coin  صورة: عملة جنيه مصري واحد


ليه تعمل كده بس... هي دي اخرتها معاك يا مصري... ايييييييييه قال افتكرلك ايه يا زمن... ده انا أصلي ومضروب تحت عين الحكومة ختمة شرعي ايشحال لو كنت مضروب تحت السكك اياهم كنت عملت فيا ايه!
ده انا فاكر اول مرة نزلت فيها السوق جيت في ايد الاسطى حسنين.. ياااه كان اسطى مجدع وايده كلها بركة اول ما شافني باسني وجه وظهر وفضلت في ايده معزز مكرم لحد ما اداني للمعلم حصيرة بتاع العيش اللي حطني في جيبه على مهل... يا سلام كانت ايام بركة بصحيح...
كنت في الزمن ده ليا قيمة واسمي ملعلط واتاقل بالدهب.. ده انا كنت اتفك بعشر برايز بحالهم وافضل بجيب العبد بالشهر والاتنين... كانوا ستة مني يدفعوا ايجار شقة تلات مطارح شهر بحاله... ده انا كنت اعمل حلة بامية لعشر تنفار ومش قرديحي ويحلو بصينية بسبوسة بالسمن البلدي كمان... كانت ايام...
ولفت بيا الدنيا ايد تشيلني وايد تحطني لحد ما وصلت للزمن الاغبر ده... قال ايه ماعدتش ليا قيمة... يوم العيد خرجني الاستاذ حنفي من جيبه وكان طاويني بعناية خاصة واداني لمراته حسنات اول ما شافتني شهقت.. افتكرت نفسي طشة ملوخية.. قال ايه انا يتعمل بيا ايه الزمن ده ده انا ماجيبش عيش حاف!
ياخراشي الوليه حتكدب قدامي ده انا لسه جايب كيس شيبسي حجم عائلي للواد المكلبز هيمه... ولانها صممت على موقفها فالاستاذ حنفي اكتفى بتقديمي عيدية لابنه كموله وكنت متفائل بيه الصراحة قولت خلاص هو ده ماهي العيال كلها كده عمري مانزلت في ايد عيل الا وخدني بالحضن... واول ما مسكني كموله راح باصصلي من فوق لتحت ونطرني في الهوا بقرف وراح قايل لابوه هو لسه في حد بيدي المدعوق ده عيدية!
ده انا كان هاين عليا اديه على وجهه واعلمه ازاي يعرف قيمة النعمة اللي في ايده لكن مالحقتش كرمشني في ايده واداني للي مابيرحمش... بدلني بيويو نص عمر من المفتري البلطجي ساقط ابتدائية سبع مرات الواد بشلة... هو مسكني من هنا وانا اتشهدت على روحي خلاص ماهو شكله سوابق ومايطمنش ولسه حاططني في ايده وراح مبتسم ابتسامة عبيطة والعيال اتلمت عليا وفردني على طولي قولت خلاص هيوديني جوانتانمو بقى... اتصفيت من الروووعب وانا مستني مصيري... اللي مايتسمى طواني مرتين لفوق ومرتين لتحت وعمل مني طيارة صغنونة... يا عبيط مش فلوس انا ولا ورقة صنفرة روح يا شيخ اشتري بيا بون بوني ولا ايس كريم... لا بلاش تولع بقولك... اااااه... ولع فيا المفتري بعد ما ركب في ديلي ماسورة حمرا وطلعت طيراااان...
وقبل ما يكمل شريط حياتي قدامي كنت نازل على جدور رقبتي... في نص الشارع... اخيرا استريحت على الاقل دلوقت يمر حد ويشلني ويجبس الشلفطة اللي في وجهي... يوه ايه ده الناس ماشية وبتعدي ولا حد معبرني خالص!
يا أخ.. انت يا محترم... انا اهو... يا ست يا مووودام... هو فيه ايه اكونش قلبت ربع جنيه اثناء الهبوط؟
وفجأة.. لالا بلاش انت ابوس ايدك... الكلب ابن الكلب قفشني.. ده بيشمني... يييييع... ايه الميه اللي نزلت عليا دي... لا لا بلاش اللسان لااااااااااا... النور طفا فجأة...
وطبعا فضلت في... بق الكلب ساعة حاطط ايدي على خدي ومستسلم لمصيري... ما هو المنطق بيقول انه مش هيروح بيا السوبر ماركت!
الحمد لله مافيش أسوأ من كده... وغالبا هتنتهي رحلتي في حفرة مع شوية عظم!
وانا غرقان في افكاري واذ طوق النجاة قدام عينيا... الراجل الكبارة انا شوفته فين قبل كده... مش مهم المهم هو ده اللي حينقذني اكيد مش حهون عليه... وفعلا زعق للكلب اللي خاف و... احم... خرجني من بقه بكل ادب وقرب مني الراجل الطيب اللي... ايه انت بتعمل ايه يا عم... ده مشي... لا ماتسيبنيش هنا لوحدي انا بخاف من الظلمة وخارج من بق كلب متشلفط يا ناس ارحموا عزيز قوم ذل!
وفي عز ازمتي ونوحي وبكايا جات فارة مقرفة وعدِت فوق وجهي ولا كأني ليا اي قيمة ماهو مش الحق عليها الحق على الـ... ايه ده يووووه تاني... وللأسف لقيت نفسي لزقت في ديلها ومفضلش زلط في الشارع الا وكل مني حتت ورقات... ولما انفصلت عن الديل اخيرا بقوة الاحتكاك كنت خلاص بقيت هفتان عدمان اسود من قرن الخروب وعلشان تكمل خبطتني نسمة هوا في ظهري وفضلت تشيلني وتحطني لحد ما رمتني في الترعة... ايهئ ايهئ كنت فاكرها ترعة لحد ما شميت الروايح البحري دي... وضاعت معالمي خالص وخلاص مافيش حد هيعرف قيمتي بعد كده.... واه يا زمن ياترى هفضل في جيبك يا مصري ولا هينتهي زماني زي ما انتهى زمن المليم!
وااااعجبي

Tuesday, April 6, 2010

"شبح بلا ظل"





هبت في ذلك المساء نسمات باردة تنذر بحلول عاصفة... أخذت الريح تشتد شيئا فشيئا تلاعب أغصان الأشجار على أوتارها في أطراف المقبرة الموحشة... بدا صوت الريح كعواء كلاب ضالة تمزق السكون...

كانت التُرب تلك الليلة جافة موحشة... خرج حارس المقبرة لتفقد المكان في جولته المسائية المعتادة... كان وقع خطواته على الأرضية الحجرية يتعالى في رتابة.. الخطوة تلو الخطوة...
كانت آخر جنازة حضرت الى المقبرة في صباح هذا اليوم لتشييع جثمان الفنان المشهور الذي توفي فجرا اثر نوبة قلبية مفاجئة... كانت عائلة الفقيد تلتف حول النعش في نصف حلقة حينما بدأ حارس المقبرة بتجهيز غرفة الدفن... كانت نظرات حادة تطل من عيني أرملة الفقيد وهي تنظر الى جسد زوجها الذي كفن بقماش قطني فاخر قبل أن يوارى الثرى...

عاد الحارس الى غرفته الصغيرة القابعة في أحد أطراف المقبرة غير بعيد عن المقابر الحجرية وغرف الدفن... أخذ يصنع لنفسه كوبا من الشاي ويستمع الى المذياع الصغير الموضوع على طاولة خشبية تتوسط الغرفة، ثم جلس يحتسي الشاي في هدوء. وكان بين الحين والآخر يرسل نظرات خاطفة نحو النافذة التي تعلو سريره... كان الصوت الصادر عن النافذة مع اشتداد الريح عليها أشبه بنحيب أرملة شابة ابتلع الموج حبيبها... كان يخيل للحارس العجوز أحيانا بأنه صوت أطياف تسكن جنبات المقبرة، تبدأ العويل والنحيب كلما دخل المقبرة ساكن جديد.

أوى الحارس الى سريره قبيل منتصف الليل متدثرا بغطائه الثقيل اتقاء للبرد... كانت الساعة قد تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل حين استيقظ حارس المقبرة فجأة، لقد خيل اليه ان يدا أمسكت كتفه وهزته بعنف...
ظل متدثرا في غطائه قليلا... حبس أنفاسه وقد استيقظت كل حواسه... مرت لحظات... خرج من تحت غطائه وأشعل مصباحه الصغير وجال ببصره في الحجرة... كانت خالية تماما ولم يكن من صوت غير أنفاسه المتقطعة... تمتم ببعض الكلمات ثم عاد الى سريره وأخذ يقرأ بعض الآيات القرآنية.
اطمأن الى ان ما حدث لم يعدُ حلما مزعجا فعاود النوم بهدوء... لم يلبث أن غط في النوم حتى استيقظ ثانية... كان صوت مكتوم آت من بعيد... جلس في سريره وأرهف السمع... كان صوتا غريبا لم يسمع مثله من قبل... أشعل المصباح وارتدى معطفه ثم خرج باتجاه الصوت...
كانت السماء ترسل مطرا غزيرا على المقبرة الصامتة، وبدت القبور سوداء داكنة تثير الرعب في النفس... اقترب حارس المقبرة بحذر من غرف الدفن الموجودة في الطرف الشمالي للمقبرة حيث اعتقد انه مصدر الصوت الغريب...
وجه المصباح داخل احدى الغرف واداره في أطرافها، صاح بصوت جهوري لكن لا مجيب... حاول مجددا تحديد مصدر الصوت... لكن الصوت كان قد تلاشى...
التفت نحو الممشى الحجري... رفع بصره الى السماء... ثم عاد أدراجه...
أطلت من تحت التراب نظرات زائغة مرتعبة ترقب حارس المقبرة من بعيد... تسلل بين القبور صوت أنين متحشرج يحاول عبثا الوصول الى أذني حارس المقبرة الذي اختفى في الظلام...
كانت عينا الشبح القابع تحت الأرض حمراوان كالجمر.. وأخذت يداه المتورمتان تشقان طريقهما خارج التراب... وأصابعه المرتعشة تمزق الكفن الأبيض في محاولة يائسة لانقاذ الجسد... أخذ ينبش قبره بعشوائية وفي كل اتجاه... كان نصف الجسد قد تحرر وأصبح خارج التراب فزاد الأمل في النجاة... بدأ العرق البارد يتصبب على جبهته وأخذ التعب يتسلل الى بدنه المنهك، وأحس بثقل قاتل بيديه فلم يعد يقوى على الاستمرار... لحظات... أخذت ضربات قلبه تتسارع بشكل مخيف... أحس بنبضات قلبه في حلقومه...حاول بكل ما تبقى له من قوة سحب نفسه من تلك الحفرة لكن نصفه السفلي كان عالقا تماما... أصابه الهلع من المصير المحتوم... حاول أن يزيل التراب عما تبقى من جسده لكن يداه كانت تحثو التراب على وجهه ورأسه... أخذ يصرخ ويصرخ... سقط رأسه على التراب مغشيا عليه...

خرج حارس المقبرة في الفجر بإبريق الماء لسقاية التُرب الجديدة... كان الطقس باردا رغم توقف المطر... توجه الى غرفة الدفن التي استخدمت أمس واتجه الى قبر الفنان المشهور... وقف بباب غرفة الدفن ووضع الابريق على الأرض ثم شرع في فتح البوابة... كاد قلبه يسقط من هول المنظر... كانت جثة الفنان ملقاة على الأرض وقد انكشف نصفه العلوي وتناثرت أجزاء الكفن الأبيض حوله بعدما اختلطت بالتراب... وعلق نصفه الآخر داخل القبر... كان لون الجلد قد مال الى الزرقة، وتيبست أنامله في وضع قاس قابضة على حفنة تراب... وفوق الجثة رقدت أحجار رخام لامعة تمت زخرفتها بعناية، كتب عليها بالطلاء الغالي اسم الفقيد... وآيات الرحمة...
تمت

Tuesday, March 2, 2010

"وحشني والله... وانت عامل ايه"





"جيت على بالي من يومين لما شفتك في المنام وادايقت قوي لاني صحيت وماقدرتش افتكر انت كنت عاوز ايه... انا عارف انك لسه زعلان مني تسع سنين ماشفتكش ولا سمعت منك كلمة... فاكر زمان...
فاكر لما قعدت في حجرك وعملتها عليك وبعد ما امي غيرتلي خدتني في حضنك وهمست في ودني خليك راجل وامسك نفسك شويه... فاكر يوم مافتحتلك مناحة على الصبح وقولتلك مش هروح المدرسة من غير امي... دخلتني اوضتك ولبستني ساعتك وقولتلي انت خلاص بقيت راجل يعني تروح المدرسة وتعتمد على نفسك... فاكر يوم ما اديتني بريزة بحالها علشان جبت الدرجة النهائية في الامتحان وروحت البيت يومها واخد علقة محترمة من العيال وضيعت البريزة.. وانت لما عرفت حبستني في اوضتي ونمت من غير عشا.. ولما سألتك بعدها قولتلي انا عملت كده علشان الراجل لازم يدافع عن حقه ولو على دمه...
فاكر لما زورنا جدتي في البلد وانا استجدعت وطلبت منك نجمع البيض من عشة الفراخ وطلعلنا الديك ابو مخلب ووقعنا كل البيض اللي لميناه واحنا بنهرب منه وجدتي شكيتنا لشيخ البلد...


فاكر يوم ما قفشتني بعاكس جارتنا حسنات خدتني على جنب وقولتلي دي عظمة كبيرة بص للي في سنك وقفشتك تاني يوم وانت بتبصلها.. ابتسمت وقولت امك دي ست الستات... 

وفاكر لما قولتلك عاوز العب كورة... زعلت مني وقولتلي انه الراجل مابيضيعش وقته في اللعب... فاكر لما نجحت وماجبتش المجموع اللي يدخلني الكلية اللي انت عاوزها سيبتني اختار لنفسي وكنت مبسوط مني علشان انا بقيت راجل...
فاكر لما زوغنا من ورا امي ونزلنا اسكندرية لوحدنا وبيتنا على الكورنيش ليلتها نتعشى درة وسوداني ونعد نجوم السما بعد ما ضاعت منك المحفظة...
فاكر لما تخرجت وطلبت منك اشتغل في الوكالة معاك قولتلي انت راجل ولازم تعتمد على نفسك وتبني مستقبلك بنفسك... وفاكر لما عزمتك على اكلة كشري من اول مرتب وفضلت احط في الشطة واقولك ده اكل رجالة لحد مانقلونا المستشفى وعملولنا غسيل معده ووقفنا قدام امي زي التلامذة وهي بتقطمنا ولما خلصت ضحكنا من قلبنا على عملتنا...

فاكر يوم ماطلبت منك تخطبلي البنت اللي قلبي حبها.. زعلت مني وخاصمتني وشتمتني علشان انا اخترت بنت غريمك في السوق... بس انا ماكنتش اعرف...
فاكر لما قررت اهاجر وبدأت احضر اوراقي.. فاكر يوم السفر انت بييت في الوكالة علشان ماتودعنيش...
انا سافرت وبقيت راجل زي ما انت عاوز... اشتغلت واتمرمطت وبقيت راجل... اتجوزت وخلفت وبقيت راجل... وقررت ماعملش زيك واعلم ابني واربيه بطريقتي انا وباسلوبي انا.. ما انا معذور برضه وكنت واخد على خاطري منك... ولما امي كلمتني وقالت انك في المستشفى جريت عليك... سيبت كل حاجة وجيتلك... بصيتلك وترجيتك تسامحني... فاكر... انت دورت وجهك الناحية التانية وسلمت الامانة لصاحبها ..وماخدتنيش في حضنك... انت لسه زعلان مني... انا آسف.. لكن انت وحشتني والله..."



Alone
  

Thursday, February 18, 2010

"حرامي في بيت معالي الوزير"


ايوه العنوان صحيح وانا حضرة معالي الوزير اللي كان واقف جنب الحيط بالشورت والفانيلة زي العيل المتذنب والحرامي لازق في ظهري مسدس.. واكتشفت بعد خمس دقايق انه سلاح الجريمة اللي اتهددت بيه كان عبارة عن كوز درة!
هتسألوني الحكاية دي بجد ولا هزار اقولكم انها جد وحصلتلي فعلا... تقولوا طيب الحراسة فين والشغالين فين اقولكم انه الداخلية - يعني الست حرمنا - بعتها تصيف هي والعيال في مارينا.. ماهمه كاتمين على نفسي طول السنة ومن حقهم يخدوا اجازة... والشغالين ادتهم اجازة برضه... لا اوعوا تفهموني غلط وتقولوا غاب القط العب يا فار... كل الحكاية كنت عاوز اريح دماغي شوية... طبعا عاوزين تعرفوا كنت بعمل ايه بالشورت والفانيلة بعد الواحدة صباحا... اقولكم اني زي اي انسان طبيعي خففت لبس لما لقيت الحرارة وصلت 42 درجة في ليلة شديدة القيظ في واخر اغسطس... سامعك ياللي بتقول ومشغلتش التكييف ليه معاليك... اقولك وكلي تواضع باني راجل بتأثر جدا بالاعلام الهادف... من كام يوم شوفت الاعلان بتاع ترشيد الطاقة وفكرت اني ممكن اخدم مصر لو خففت من استهلاك الطاقة وابتديت بالتكييف...
لا ماتقفلش الموضوع وتخرج.. سيبني اقول الكلمتين واسمعني ما انا ياما سمعت همومك وشكاويك وياما ناقشتها في الوزارة علشان اشوفلك حل... من حقي عليك تسمعني... ماتقفلش بقى وتخرج قبل ما اكمل...
انا عارف انك قرفتني ومليت من كلامي واكيد لو طلعتلك في الراديو على الصبح في احدى خطبي العصماء تروح رازع الراديو وتلعن ابو اللي جابوه... ولو شفتني في التلفزيون غالبا تقلب على محطة تانية تطلعلك فيها هيفا ولا البنت التانية المعصعصة اللي تقعد تتمايص على واحدة ونص.. انا بتكلم في ايه.. يظهر خرجت عن الموضوع... احم... كنت بقول اني لازم اتكلم ما انا يا اتكلم يا حطق وافرقع... ما انا انسان برضه ومواطن عادي زيكم عندي مشاعر وهموم وكفاية قوي حوار الطرشان اللي مجبر اسمعه في المجلس والوزارة كل يوم لحد ما بقى عندي ورم في وداني وروماتيزم في لساني...
بقالي في الوزارة اتناشر سنة ماحدش عاوز يسمعني والكل متهمني وانا راجل شريف فملقيتش قدامي غير الحرامي اللي حظه العاثر رماه قدامي ليلتها واستسلم لتهديدي ليه مستخدما شبشب فردة شمال وقعد على الكنبة يسمعني...
ماتفهمونيش غلط... دي مش حكاية سياسية دي حدوتة انسانية ابتدت في ليلة صيف لما معاليه قام يدور على كوباية ميه...

-----------------------------------------------------


كنت مدايق قوي ليلتها على غير العادة اصلها اول مرة انام من غير تكييف والرطوبة عاملة عمايلها... وناموسة رزلة وقفت على مناخيري وهات يا لسع ورغم اني نزلت الشاور مرتين لكن على الفاضي... كان ريقي نشف... الله يكرمك يا عم ايوب ماكنش ينام قبل مايحطلي كوباية الميه المعدنية جنب السرير... نزلت المطبخ ادور على حاجة باردة تبل ريقي... وانا غاطس في التلاجة واذ حاجة شبه الماسورة لزقت في ظهري وصوت خشن بيقولي
ولا حركة لاحسن اضرب في المليان.. بشويش ومن غير عنف اخرج من التلاجة واقفل الباب وراك
نفذت الامر بهدوء ومن غير مقاومة ماهو العمر مش بعزقة والوزارة محتاجاني.. واقتادني الصوت لحد الصالون ووقفت جنب الحيط وانا بفكر بطريقة اخلص بيها نفسي من المعتدي المجهول... وبحركة سريعة ومدروسة لفيت ناحيته وفي اللحظة اللي ارتفعت بيها رجلي في وجهه كانت ايدي بتمسك سلاحه وتلزقه في صدره...
وحمدت ربنا لاني خدمت في القوات الخاصة ايام شبابي طبعا في ذات اللحظة اللي اكتشفت فيها كوز الدرة اللي في ايدي!
رسمت على وجهي علامات الصرامة وبصوت تخين قولت للراجل اللي انا ماسكه من هدومه
انت مين ودخلت هنا ازاي
انا... انا...
انت حتتكلم ولا اطلبلك الامن
لا يا باشا مافيش داعي ده انا حتى لسه ماخدتش حاجة 
يعني حرامي وبتعترف انك اقتحمت بيتي بنية السرقة
يا باشا انا حرامي على باب الله وفي رقبتي كوم لحم اعتقني لوجه الله واوعدك ماهوبش ناحية القصر ده تاني
انت عارف ده قصر مين
عدم اللامؤاخذة يا باشا هو انا جاي اناسب صحابه... انا بلقط رزقي وماليش في اللي مايخصنيش
يعني انت ماتعرفنيش... ماشوفتنيش قبل كده
وحشوفك فين يا باشا انا اول مرة انزل المنطقة دي
يا بني ادم انا معالي الوزير
وزير! يعني هتوديني ورا السمس يا باشا لحد ما اعفن... طيب يرضيك عيالي يتشردوا من بعدي
مش احسن مايكبروا والناس تعايرهم بانه ابوهم حرامي
على الاقل انا حرامي شريف يا باشا عمري ما مديت ايدي على مال يتامى ولا ارامل ولا بسرق ولاد حتتي.. انا باخد من القطط الشبعانة على قد حاجتي الدور والباقي على اللي عينه مايملهاش غير التراب ولا مؤاخذة
وهنا لقيت الحرامي بيبصلي من فوق لتحت وفي كلامه تهكم وكأنه بيرميلي سنارة... وغمزت
انا عارف انت تقصد ايه وتلقيح الكلام ده على مين... شوف يا ابني انا طول عمري وزير شريف عمري ما مديت ايدي على مليم من فلوس الوزارة اللي انا ماسكها... والكلام اللي بتسمعوه في المعارضة والصحف الصفرا ده كلام مغرض وراه جهات اجنبية هدفها زعزعة الامن وخلخلة ثقة المواطن بالحكومة
هههههه يا باشا نفض انا مش قد الكلام الكبير ده... كلنا عارفين انه الكراسي الكبيرة دي بيبقى فيها سبوبة حلوة والمسؤول من دولن لما يشبع يهبشله لهطة كبيرة يدفنها في بنوك سويسرا كام سنة وبعدها يخلع من البلد ولا مين شاف ولا مين دري
ايه اللي انت بتقوله ده يا جدع انت... ايه لهطة ويهبش ويخلع... وايش عرفك انت يا صعلوك ببنوك سويسرا... انت اكيد مدعي
يا باشا انا لا مدعي ولا وكيل نيابة انا اغلب من الغلب نفسه... طيب اقولك على حاجة انت تمام وميه ميه كبر دماغ بقى وسيبني اتكل على الله وانا مش حجيب سيرة لحد اني شوفتك ولو حد سألني عن اي وزير بعد كده اقوله انهم اجدع ناس 
تمشي فين يا جدع انت هو دخول الحمام زي خروجه... ثم انت بتاخدني على قد عقلي يعني ايه اجدع ناس دي
لا يا باشا ماتفهمنيش غلط انا اقصد بس كل حي يشوف مصلحته
لا انت مثال سيء للمواطن المصري الاصيل وانا هاعرف ازاي اعملك غسيل مخ في ليلتك دي وزي ما انت شايف ماوراييش حاجة غيرك
وهنا تدلت شفتا الحرامي وفتح بقه كناية عن استهجانه للفكرة
يا باشا انت وزير ايه باظبط... لا لا ماتقولش انا عرفت انت وزير المواصلات صح... اه عرفتك انتوا بتوع المصري اللي على حق يقول للغلط لأ مش كده
لا يا سيدي مش كده.. مش مهم انا بمثل انهي وزارة المهم المواطنة اللي على حق
اهو مانا قولت كده برضه
انا بلا فخر بقالي اتناشر سنة وزير والحقيقة خدمت في اكثر من وزارة وكنت مثال يحتذى للمسؤول الحق... تعالا تعالا اقعد يا راجل وانا احكيلك...
اقعد... تحكيلي... يا باشا اعتقني الله يسترها معاك خليني اروح اشوف اكل عيشي
حتقعد ولا اديك بالشبشب ماتعصبنيش بقى... ها قولي اسمك ايه
محسوبك عبده منشار يا باشا
منشار!
اه اسم الشهرة ولا مؤاخذة اصل انا زي المنشار طالع واكل نازل واكل
واكل ايه
علق واختام على قفايا ولا مؤاخذة اصلي مسجل خطر وطول النهار من قسم لقسم سعادتك والناس هناك بتحترمني اخر احترام بس وشرفك يا باشا كل مرة اخرج صاغ صليم وانظف من الشراب بعد غسيله وعمري ما اتاخدت اداب يا باشا
احم... وفي هذه اللحظة نظر عبده وطي فجأة وجاب ناحية الشورت... ولقيتني بدافع عن نفسي واقوله
عفارم عليك يا ابني كله الا الشرف والاخلاق انا حتى لما بطلع مارينا اتعمد اني اكون محتشم ووقور... تشرب ايه يا عوض... شاي... وقمت جري استر نفسي ببنطلون...
--------------------------------------------------
الحمد لله لبست البنطلون ولقيت عبده سبقني بالشاي على الصالون...
طيب احنا كنا بنقول ايه
اتفضل الشاي يا باشا... كنت جنابك بتقول لما تصيف في مارينا بتحتشم
ايوه ايوه... شوف يا اسماعيل...
عبده يا باشا
ايوه طبعا... شوف يا عوض الناس كلها بتاخد اجازات الا الوزير... شغل الوزير بيحتم عليك تفضل صاحي 24 ساعة في اليوم يعني حتى وانا نايم كل الناس بتنام مرتاحة وانا بنام بنص عين بفكر وشايل هموم الشعب وحتى لو غفلت مابنامش يا ابني...
وطول ما انا بتكلم كان عبده الحرامي بيجيبني من فوق لتحت وبيبصلي بشك... 
ايه يا عوض بتبصلي كده ليه قول ماتخافش 
اصل... اصلي يا باشا انت عمال تشرحلي عن نزاهة وشرف الوزرا واللي جابوا ام الوزارة وانا شايفك لوحدك ومنفض على الاخر وبتكلمني كل شوية جبرش ... يعني مش غريبة شوية
اه فهمت... انت فاكرني من النوع اياهم اخلص من العيال والداخلية علشان العب بديلي مش كده
لا مش كده انا فاكرك من دوكهم اللي يخلصوا من الحكومة ذات نفسيها علشان يلعبوا من وراها ولو من قدامها مايخسرش برضه
ليه كده بس يا عوض بقى كل الشرح ده في النزاهة والمواطنة وتفكر فيا وحش برضه
عبده يا باشا عبده
ما انا عارف... زي ما انت شايف انا رجل نظيف وابيض من اللبن الحليب... طيب انا راضي ذمتك مش انت طبيت عليا فجأة ولقيتني في المطبخ بدور على حاجة ابل بيها ريقي من الحر... ده انا حتى قولت انام الليلة بدري ولا فتحت تلفزيون اشوف الحاجات الخايبة اللي انتوا بتتفرجوا عليها 
هو احنا لو نحتكم على تلفزيون مش كان زماني عرفت انك وزير واختصرت على نفسي البهدلة دي
لالالا انت من غير تلفزيون وعايش ازاي.. خسارة انا كان ممكن اخليك تروح بالتلفزيون اللي في قدامك واهو شاشة طول بعرض لولا انه هدية من سفير اليابان للاولاد
اه... ماعلينا سيبك من التلفزيون يا باشا لكن انت باين عليك مستريح قوي ومتزبط في الوزارة بتاعتك
اه يا عوض اقولك ايه خليها مستورة... الهلمة اللي انت شايفها دي كلها تبع الحكومة القصر والعربيات وحتى العفش.. وكله راجع للوزارة لما اطلع معاش
خسارة يعني مش هتعرف تبعت الاولاد يصيفوا يا عيني
لا ماهو الشاليه اللي في مارينا ده بتاع المدام... هدية من سفير سنغافورة
بس خسارة العربية اللي واقفة قدام الباب توحفة 
السودة ولا البيضة
السودة يا باشا
لا ماهيه دي مش تبع الوزارة دي هدية من وزير المواصلات الايطال لحمادة ابني
خسارة البيضة ماكنتش وحشة قوي
لا ماهيه البيضة دي بقى هدية وزير النفط الارمني لسوسو بنتي
اه... بس خسارة برضه التحف والنجف اللي في القصر يجيلهم بالشيء الفلاني
لا ماهو اغلب القطع دي وحاجات كتيرة من العفش ده كان هدايا للمدام اثناء سفرها معايا في زياراتي لاوروبا ودول شرق اسيا في مهمات رسمية طبعا
معلش يا باشا على الاقل المعاش يعيشك مستور اليومين اللي فاضلين بعد ما تطلع معاش
ايوه علشان كده العشر سنين اللي فاتوا كنت بحط مرتبي كله في البنك اهو ينفع العيال لما اطلع معاش
اه... وانت ولا مؤاخذة يا باشا هتطلع معاش امتى
شوف يا عوض يا ابني انا علشان ماشي مستقيم والوزارة عندي زي الالف تلاقي الحكومة ماسكة بيا قوي وكل ما المح اني عاوز ارتاح الاقيهم زعلوا مني.... يرضيك يزعلوا مني يا عوض
لا طبعا مايخلصنيش يا باشا وانت اصلا اساسا راجل نظيف ومنفض ومكبر دماغ قوي قوي... ربنا يخليك للمواطن والوطن يا نصير الغلابة... اروح انا بقى يا باشا
لا طبعا ودي معقولة تطلع من عندي منفض... لا انا لازم اديلك حاجة بس زي ما انت شايف انا لا املك شيء في القصر ده
يعني لو معاك كام ملطوش في جيبك انا منكن اعديها المرة دي واخد ناشف
خسارة اصلي مابحملش كاش موني ما انت عارف يا عوض انا وزير ومش معقولة امد ايدي في جيبي علشان احاسب
لا طبعا دي تبقى عيبه في حق الحكومة يا باشا... خلاش مش عاوز حاجة كفاية الشاي وعوضي على الله في الليلة 
لالا ابدا لا ممكن... طيب اقولك انا اعشيك ايوه احنا ندخل المطبخ نشوفلنا لقمة ويبقى عيش وملح...
---------------------------------------------------------- 
 

ودخلنا المطبخ وعملنا عشوة مفتخرة والشهادة لله عبده الحرامي كان مبسوط مني قوي... وبعد ماخلصنا وجيه يمشي بصيت للمطبخ وافتكرت ام سيد دي لو شافت الحوسة دي كانت تطين عيشتي وتشكيني للداخلية ودي شكاكة ومش هتصدق اني كنت لوحدي ما انا ما اقدرش اقولهم كان معايا عبده الحرامي!
طيب يا عبده...
عوض يا باشا
ايوه طبعا... عوض بعد العشوة الجميلة دي ينفع نخرج ونسيب المطبخ بالشكل ده
لا طبعا يا باشا مايخلصنيش احنا نقسم الشغل انا انظف المواعين وانت ترجع كل حاجة مطرحها
وبدأنا ننظف واحنا اخر انبساط... اتنين رجالة سهرانين ومروشين - ده تعبير اقتبسته من عبده الحرامي ما احنا بقينا صحاب - وبعد ماخلصنا وصلت عبده للباب
طيب يا باشا اسيبك انا بقى ولو عوزت حاجة ابقى اسأل عليا في السيدة انت بس اسأل في اي قهوة على عبده منشار والف مين يدلك على مطرحي
ماشي يا عبده يا منشار هتوحشني يا راجل... بس... انا اصلي كنت محتاج منك خدمة ومكسوف منك
لا يا راجل مكسوف ايه ده احنا خوات وصحاب
اصل المدام والاولاد والشغالين يلزمهم يومين كمان عقبال ما يرجعوا ومافيش في البيت ولا مليم وانا زي ما انت عارف بحب التوست طازة مع المربى والعسل 
اه ماشي... خد دول يا باشا خمساية كبيرة دي اللي احتكم عليها... الا قولي يا باشا سؤال زارر في زوري يعني
قول يا عبده اسأل
هو انت ولا مؤاخذة قبل الهيلمان ده كله كنت بتشتغل ايه وعايش فين
وده سؤال برضه يا عوض يعني لسه ماعرفتش... انا يا صاحبي وبكل فخر كنت بشتغل مواطن شريف من مصر!



تمت

Friday, February 5, 2010

"بصلة الحكـــومة... خارووووووف""




http://www.wired.com/images_blogs/photos/uncategorized/2008/08/24/kidsinprson.jpg
تنويه... احداث القصة دي احداث عادية جدا ممكن تحصل في اي مكان.. يعني ممكن اللي حصل ده كان في كوالالمبور او في موزمبيق او حتى في بلاد الواق واق... والاحداث كلها ابتدت في يوم عادي جدا في أواخر الصيف...
رامي وسعيد نزلوا يلعبوا كورة في الشارع اللي ورا العمارة وخدوا معاهم الواد علاء يسليهم ويغلسوا عليه اصله كان لعبه جامد آآآآخر حاجة وفاكر نفسه مرادونا
اخر مرة شاط الكورة كسر شباك مطبخ ام احلام والمراية الشمال بتاعة عربية الاستاذ لطفي وانتهت الشوطة بقتيل... ايوه قط عم بسيوني اللي كان هيروح فيها وربنا ستر...
وكالعادة اول ما علاء رجله لمست الكورة سعيد ورامي جريوا يستخبوا 
كده ياض مش هتبطل الحول ده
معلش اصله لسه بيتمرن على الشوف
خلاص بقى انا هاجيبها ونشوف شطارتكم... 
وراح اخينا يجيب الكورة واذ...
رامي سعيد تعالوا الحقوا
فيه ايه يا علاء... ايه دول
منفجرات
ههههههه ده انت واد خايب بصحيح دي مش متفجرات ياله دي العاب
العاب! انت بتهزر يا سعيد
العاب نارية من اللي بيفرقع ويعمل اشكال ملونة في السما
بس دي غالية قوي مين الغبي اللي رماها هنا
تيجو نبيعها
والله فكرة وبتمنها نشبرق نفسنا شوية
بس احنا نعرف ازاي انها بتشتغل ومش عطلانة
اممممم نولع واحدة منهم ولو اشتغلت نتصرف في الباقي
وراح اصغر الشلة يجيب كبريت علشان يجربوا المفرقعات... ورجع علاء وفي ايده الكبريت راح سعيد نافش صدره زي الاسد الغضنفر وخد الكبريت وولع حتة من المفرقعات... ماحصلش حاجة... بص التلاتة لبعض بتعابير تنم عن خيبة الامل وراح سعيد ولع حتة تانية وتالتة بس من غير نتيجة... وبحركة عصبية قام رامي مرصص الكمية كلها فوق بعضها ومولع فيها
بووووووووووووووم
طبعا انتوا فاكرين ايه... دي مفرقعات نارية يعني تولعها لازوما تنفجر.. وانفجرت بصوت شبه القنبلة اما عن الاضرار..فنص الرصيف طااااااار وعربية الاستاذ مسعود اتخرشمت وبقيت شبه حلة بتنجان هجم عليها التتار!
ده بالاضافة للهباب الاسود اللي طرشق على العمارة والعمارة اللي جنب العمارة والشبابيك اللي ادشدشت والبيبان اللي ادغدغت...
نهايته... الشارع بقى شكله عامل زي مايكون عدى عليه الطورماي!
دقايق... احم دقايق كتير شوية والمنطقة رشقت بوليس وطوقوا المنطقة وجيه الاسعاف وابتدى حصر الخسائر واخد اقوال الشهود اللي غالبا ماشفوش حاجة... دي كانت ساعة عصرية وحرارة تجيب الشلل.. نص السكان كان نايم طبعا بعد وجبة الغدا.. والنص التاني متلقح قدام التلفزيون... ماعلينا... بعد نقل المصابين والجرحى من منطقة الحادثة تم التحفظ على ماتبقى من المفرقعات ومخلفاتها للحفظ وانهاء المحضر...
لكن القصة ماخلصتش على كده... فجأة الصحافة طبت على الموقع وظهرت في الساحة الاعلامية المشهورة نونا المرعشلي بتاعة جريدة المريخ المعروفة ولانها ماعرفتش تجيب اي معلومات مفيدة من الضابط الموجود في الموقع واللي سابها ومشي ولا عبرها فراحت تستقصى وتشمشم عن معلومات بين سكان العمارات المحيطة... ابو سيد بقى طالع بالبيجاما وواقف زي الالف..
انا طبعا كنت ساعة الانفجار في الحمام باخد شور.. بس من صوت الانفجار اقدر اقولك انها قنبلة ماتنزلش عن اتنين كيلو!
اما ام وديع الخياطة واللي كانت في البلكونة ساعة الحادثة فقالت..
شوفي يا هانم احنا طول عمرنا في الحتة لا عمرنا دوسنا لحد على طرف ولا حد سمع عننا حاجة وحشة... منهم لله اللي كانوا السبب.. من يوم ما الاستاذ صبحي صاحب العمارة سمع كلام الدلوعة المايصة مراته وبدأ يأجر الشقق الفاضية مفروشة وبقينا كل يوم نشوف ناس أشكال ألوان في الحتة واهي باظت خالص...
وطبعا الست نونة شغالة على ودنه وهات يا كتابة وهات يا تسجيل... وسألت واحد كان قاعد على الرصيف اللي طار وبيندب حظه... اصله كان بيحط الفرش عليه... وراح عاقد ميه وهداشر بين حواجبه وقالها...
اني حجيب ولاد الابلسه دول من سابع ارض واقطم رقبيهم... اني كل اللي اعرفه انهم خمس رجالة شباب بلحى كده جوم المنطقة من حوالي شهر... ينزلوا كل يوم الصبح يركبوا عربية ويعدوا من قدامي من غير مايشتروا حاجة ويرجعوا مع آخر الليل.. واني من الاول ماكنتش مستريحلهم...
وعلى كده راحت الست نونة كاتبة مقال بنار الفرن طلع تاني يوم في الصفحة الاولى ومما جاء فيه بعد الرغي الكتير والصور المتفبركة والاعلانات الجانبية النص كم... 
"... هذا وقد صرح مصدر مسؤول بأن حادث انفجار "القنبلة" في هذا الحي الهادئ كان وراءه خلية ارهابية هدفها ترويع المدنيين في بلد الشرفاء!"
المحافظ شاف الكلام ده كان حيغمن عليه من الخضة... طبعا ماهو الراجل نايم على ودانه فلازما يجيله الضغط... وراح مكلم مدير مكتبه
ايوه يا ابني اطلبلي مدير امن المنطقة حالا... ايه الكلام اللي منشور في الجورنال ده يا باشا... انتم كنتم فين ساعة الحادثة... هو ده اسمه كلام يعني ايه عيال بتلعب اهاليهم كانوا فين ساعة الحادثة ده كلام برضه... خليك معايا على الخط يا ابني معايا مكالمة تانية... ايه يا ابني مش شايفني بكلم مدير امن المنطقة...
يا باشا السفير الامريكي معاك على خط تلاتة سعادتك
بتقول مين طيب طيب... خط تلاتة... ايوه... اهلا سعادتك جودمورنينج عليك سعادتك... ايوه سعادتك لا طبعا متابعين الموضوع عن كثب وهنعمل المستحيل علشان الموضوع ده ينتهي بأسرع وقت... طبعا سعادتك احنا هنمسك المجرمين دول ونقدمهم للعدالة...
سعادة المحافظ بقى في نص هدومه وعرقه بيشرشر ومش عارف يقول ايه... يعني ينفع يقول للسفير الامريكي انه الحادثة كانت لعب عيال ولا في قنبلة ولا يحزنون شكلنا يبقى ايه قدام الاجانب!
في مكتب المحافظ التلفون مابطلش رن والصحافة نشرت اخر تطورات القضية ونزل الخبر في نشرة تمانية وبقيت قضية رأي عام...
والـ CIA تبرعوا يودولنا خبراءهم علشان يساعدوا ضباط الداخلية في التحقيق للقبض على الخونة!
والموضوع خدله شهرين عقبال ماهديت الامور وعرف المحافظ ومدير امن المنطقة يلملموا الحكاية ويقفلوا القضية بعد هروب "فلول" الخلية الارهابية بلا رجعة...
طبعا عاوزين تعرفوا شلة العفاريت حصلهم ايه...
رامي تحول تقريبا لبسطرمة واتنقل لاقرب مستشفى ولسه راقد في العناية المركزة لحد دلوقت...
وسعيد اتعور ونقلوه القسم غرقان في دمه وتحفظوا عليه وغالبا دخلوا الاصلاحية...
اما علاء... فبعد عينه ما طارت اختفى تماما بشكل غامض واهله لسه بيدوروا عليه على امل يلاقوه في يوم من الايام...

Monday, February 1, 2010

"تخينــــة على الجواز ياخواتي"

interspecies TRUE LOVE 
dedicated to my favorite nostalgia queen who you should all be following: imremembering

سالخير عليكِ يا أمي
مساء النور يا سماح احطلك تتغدي ولا بعد ماتريحي شوية
لا يا أمي اريح ايه ده انا طافحة الكوتة طول النهار وعلى لحم بطني
نظرتلي الست الوالدة شذرا وكأنها مش مصدقة... على لحم بطنك برضه يا سماح عليا انا الكلام ده
يا أمي انت بتسمي الكلام الفاضي اللي انا باكله في الشغل ده اكل
يابت حرام عليكِ نفسك ده انت خارجة النهاردة الصبح وفي ايدك باقي حلة المحشي اياها ده انا وابوك ماكلناش منها حاجة
ايهي حلة محشي.. دي يادوب الواحد يجرح زوره بيها واضطريت اشتري شندوتشين كبدة واحبس بكوبايتين شاي علشان اعرف اصلب طولي باقي النهار
ياخراشي اعمل فيكِ ايه بس الكلام معاكِ مامنوش فايدة انا اكلم ابوك يشوفله صرفة معاكِ 
اه ماشي اللي تشوفيه يا حاجة مش هناك بقى
يا مراري... يابنتي شوفي نفسك في المراية... مراية ايه انتِ يلزمك درفتين مراية جنب بعض علشان تشوفي نفسك فيها
ايه الكلام اللي يسد النفس ده يا أمي
ياريت طيب تتسد نفسك وترحمي نفسك شوية
ام سامية هاتي من الاخر انت ماطبختيش النهاردة صح... ولا تزعل نفسك يا جميل حالا نطلب ديلفري تحبي تتغدي ايه نجيب فراخ ولا كباب وكفتة ولا...
يابنتي يابنتي انتِ مش حاسة بالمشكلة اللي عندك خالص...
يوه يا حاجة انا عارفة انتِ عايزة تقولي ايه وبصراحة السيرة دي بتغمني ماتسيبيني على راحتي يا أمي
انا سايباك على راحتك بقالي سنين وادي النتيجة ممكن اعرف اخر مرة طلعت فيها الميزان كانت امتى
ليه الاحراج ده بقى
لاني خلاص طهقت والكلام الحنين ماعدتش يجيب نتيجة معاكِ
يا أمي هو ايه بس اللي مدايقك
يابنتي بصي لنفسك عاجباك الكلاكيع والكلابيز المبقللة من كل حتة
انتِ بتجيبي المصطلحات دي منين يا حاجة
ماهو من عمايلك
ماتخافيش يا حاجة الصحة حديد
يووووه انتِ بتستعبطي يابت... من الاخركده ام وائل جايبالك عريس لقطة وخايفة يطير منك زي اللي قبله بسبب وزنك ده
ااااه قولي كده من الصبح الموشح اياه كان لازم اعرف من الاول... وطبعا كالعادة الناس حتيجي تعاين وعايزاني اخس كااام كيلو واخفي ما يمكن اخفاؤه من التضاريس البارزة علشان اعجب مش كده...
يابنتي انا نفسي اتطمن عليكِ اخواتك كلهم اتجوزوا وانا خايفة يفوتك القطر وتقعدي في قرابيزي
من الناحية دي اتطمني انا حجم عائلي يعني عمليا انتِ تقعدي في قرابيزي مش العكس... هو قرابيز يعني ايه
يعني اولع في نفسي يابت افهميني وريحي قلبي مرة واحدة بس بكرة اموت ومايفضلكيش حد وتلاقي نفسك لوحدك ومافيش حد حواليكِ
ايه الفيلم العربي ده يا حاجة على معدة فاضية
لا والله دي مش معدة اللي فاضية ده دماغ فاضي ومافيهش غير الاكل والشغل.. يابت شوفي البنات اللي في سنك بتعمل ايه ده انا في عمرك كان معايا اتنين والتالت على دراعي والجواز فرصة مابتجيش كل يوم خصوصا في سنك
وفي هذه اللحظة رن جرس الباب فتنفست الصعداء وانا كلي ثقة اني كده خلصت من بقية المحاضرة وجريت ناحية الباب واذ افاجع بام وائل...

------------------------------------------------

اهلا يا عروسة ازيك يا سماح الحمد لله اول مرة اشوفك والاقيكِ صاحية ومافيش في ايدك لا سندوتشات ولا كوز درة
برقت لام وائل وانا بدخلها ورسمت على وجهي ابتسامة ضحلة...
اهلا اهلا يام وائل جيتي في وقتك
طبعا قولت في عقل بالي الحق افلسع بقى قبل ما جوز النسوان دولن يتفقوا عليا... طيب ادخل اعملكم الشاي انا بقى
لا شاي ايه يابنتي انا مش غريبة ومش جاي اضايف تعالي اقعدي جنبي
بصيت لامي لقيت على وجهها ابتسامة النصر وشاورتلي على طرطوفة الكنبة جنب ام وائل بعنيها... وقعدت...
ها يا عروسة اخبارك ايه وازاي الشغل اليومين دول و...
وطبعا كل المقدمات والكلام الفاضي اللي لا يودي ولا يجيب... وعلشان اخلص من الليلة اللي مش باينلها اخر دي واقدر اتلم على حبايب قلبي حلل المطبخ عملت عبيط بصتلها وعلى وجهي ابتسامة هبلة وبهز راسي بالموافقة كل شوية... وطبعا عصافير بطني عاملة ماتش كورة جوا وشايفة قدامي دستة نجوم بتلمع ومش سامعة في وداني غير حاجة واحدة... "ظلموه"...
يابنتي دي سنة الحياة وامك عايزة مصلحتك طبعا فاهماني يا سماح
طبعا طبعا
يعني حتعملي زي ماقولتلك
طبعا طبعا
يا الف بركة طيب حيس كده قومي اعمليلنا الشاي يا سموحة
انا سمعت كلمة شاي وقومت جري على المطبخ وبوجهي على حلة الطبيخ واذ... بامية حبيب قلبي واحشني يا غالي... غرفت لنفسي تلة رز وصبيت فوقيها شلال بامية ونسفت الحلة عن اخرها... وافتكرت الشاي طبعا ما انا لازم احبس بعد الوليمة دي... شهلت على الشاي ودخلت على جوز الكناري اللي كانوا بيتوتوتوا واول ما دخلت نزل عليهم سهم الله...
اتفضلي الشاي يا خالة
تسلمي يا سموحة وعقبال شربات فرحك
خلاص يام وائل هانت وتجوزيها على ايديك ان شاء الله
طبعا ده انا وصفتي ماتنزلش الارض ابدا ولو مشيت على البرنامج ده حتجوزيها بعد تلات تشهر يام سامية
اي والله يام وائل دي احسن وصفة ريجيم شوفتها لحد دلوقت
فجأة حسيت بجردل ميه ساقع نزل على ام نافوخي... ريجيم ايه ياخوانا
الريجيم اللي قولتلك عليه من شوية يا سماح
شوية مين يام سحلول
حتى بالامارة وافقت وتحمست للفكرة
تحمصت ايه يا وليه انتوا بتخدوني على خوانة
الوليه رقعت ميت يمين اني سمعت الكلام ده كله ووافقت عليه والست امي العزيزة طبعا بصمتلها بالعشرة وادبست انا في الوقعة المنيلة دي قولت طيب على الاقل اتطمن على مستقبلي... طيب هو الريجيم ده في اكل ايه يام وائل
لا مايكونلكيش فكرة يا سموحة ده حيعجبك قوي.. بطاطس.. مسلوقة... بيض.. مسلوق... حبة فاكهة.. في اليوم... ستيك.. مسلوق... 
هو ايه اصله ده الوليه طالع عليها عفريت اسمه مسلوق... وبعد ما مشيت لقيتني دخلت اوضتي وافتكرت البامية وصينية البطاطس وحلة المحشي ام ودنين والكباب والكفتة وبتخيل كل ده قدامي وفجأة بيختفي شوية شوية وانا اعيط واغنيلهم "يا مسافر وحدك... وفايتني..."...
ولاني من النوع الذي لا يستسلم بسهولة قولت في نفسي انا خسرت معركة لكن الحرب سجال ولازوما اجرب الجولة التانية... جيه الحاج ابو سامية وام العيال دخلت بيه على اوضة النوم وقفلت عليهم الباب.. رويترز بقى وموجز السادسة... المهم عملت شاي ووقفت على باب الاوضة وجيت اخبط واذ سمعت ام سامية بتقول...


------------------------------------------------

بقولك ايه يابو سامية بنتك دي خلاص غلبت معاها اتكلم معاها انت بقى عقلها ماهو مش ممكن كده
مالك بس يام سامية انتِ قصدك على مين
يعني مانتاش عارف مين يابو البنات ولا دي اكمنها اخر العنقود حبيبة قلبك طبعا ماهو ماحدش بوظ اخلاقها واداها عين غيرك
سماح عملت ايه بس دي نسمة
نسمة يا شيخ ضحكتني نسمة بالحجم ده
مايصحش يام سامية تتكلمي على بنتك بالشكل ده اومال سيبتي ايه للناس
الناس كلت وجهي يا مرتضى والبنت كل يوم بتتخن عن اللي قبله لحد ما بختها مال وشكلها هتفضل قاعده في قرابيزي.. اهئ اهئ اهئ
يام سامية ايه الكلام اللي انت بتقوليه ده البنت لسه صغيرة دي ماحصلتش تمانية وعشرين سنة
يالهوي انت عايز تفرسني يا راجل البنت قفلت تلاتين سنة الشهر اللي فات
ايه... ياه العمر جري بينا يام العيال
شوفلك حل معاها يا مرتضى البنت كده هتعنس وتفضل في وجهنا
حاضر انا حكلمها
انا سمعت الحوار ده غصب عني طبعا وبصراحة صعبت عليا نفسي.. كل ده شايلين في قلبهم وساكتين طبعا تلاقيهم عايزين يخلصوا مني ويعيشولهم يومين خاصة والسيد والدي داخل على مراهقة الخمسة وستين.. قطع المعاش وسنينه اهي المصلحة كانت ساترة الراجل وماليه وقته وتفكيره يصحى كل يوم ويخرج الصبح من البيت للشغل ومن الشغل للبيت ومن لما طلع معاش لبد في البلكونة ودي هواها بحري وقعدة تشرح طول النهار... ماعلينا خدت بعضي ورجعت بالشاي المطبخ وقعدت افكر واقلبها يمين في شمال واخيرا قررت اسمع كلامهم المرة دي ماهو انا مايخلصنيش ازعل الحاج والحاجة مني واذا كان ولا بد اخس تنتوفة مافيش مانع...
وتاني يوم عدت علينا ام وائل وانشكحت اخر انشكاح لما اديتني ورقة الريجيم اللي حمشي عليها وكأنها بتديني مفتاح مغارة علي بابا والاربعين حرامي... 
همه يومين بالعدد ونفساويتي تعبت والهالات السودا بظت تحت عينيه من قلة الاكل والنوم... طبعا انام ازاي وعصافير بطني اتحولت فجأة لديناصورات وهات يا خبط طول النهار والليل...
وتالت يوم وانا مروحة من الشغل رجليه وديتني لمحل عم حسين قولت اعدي اسلم بس... خرجت من عنده وانا في ايدي عشر باكوهات شكولاتة من اللي قلبي بيحبها وطلعت العمارة وانا بدعي ربنا امي ماتشوفنيش وانا داخلة وتروح مفتشاني كالعادة واستحياطا خبيت الباكوهات بين هدومي... طلعت والحمد لله ام سامية في المطبخ... دخلت اوضتي وطلعت الغنيمة ومن كتر شوقي وحبي فتحت الباكوهات كلها مرة واحدة ومنين اكلك يا بطة... وفجأة دخلت ام سامية الاوضة وظبطتني متلبسا بالجرم المشهود... فارشة الارض والشكولاتة بايديا الاتنين ووجهي اختفت ملامحة تقريبا بفعل سوحان الغالية عليه... الست الوالدة خدتني من وداني على المغسلة وهات يا شتيمة في الشكولاتة واللي صنعها واللي بيبعها واللي بياكلها وانا اقولها ادعي عليا انا بلاش الشكليطة وهي تجيبني لفوق وتنزلني سابع ارض...
وطبعا انتهت الليلة ببياتي من غير عشا ومنعت عني الفاكهة يومين... وياريت اكتفت بكده لا دي سلطت عليا الحاج قال ايه لازوما اعمل رياضة كل يوم... 
بصي بقى يا سماح المسافة الاول حتبقى مش اقل من تلاتة كيلو مشي نزودهم بشويش... ومافيش اسانسير من هنا ورايح فاهماني طبعا وبلاش تروحي الشغل بالاوتوبيس خديها مشي والمسافة مش كتير...
انا طبعا سمعت الكلام ده اغمن عليا من الخضة... وفضلت على الحال ده شهر بحاله كنت بحس ساعات اني حموت من الالم اللي في رجليه وظهري... وفي يوم وانا مروحة مشي طبعا شوفت منظر خلاني تنحت... محل حلويات فاتح جديد والاصناف اللي معروضة في الفترينة خووووورافة... وافتكرت حبي القديم....


------------------------------------------------

وبقيت ابص للشكولاتة المرصصة في الفترينة واغنيلها.. "وبحبك وحشتيني... وبحبك وانتِ نور عيني"... ولقيتني بناجيها واواسيها واقولها...
ياللي سمارك في لون طين بلادي... لكِ كل حبي وودادي...
اصبري يا ضي عنيا.. لحد ماخس شويه.. والعريس يطب وبعدها اطلع عينه زي ما طاع عنيا...
لكن طبعا انا عندي ارادة ولاينكن اكسر كلام الست الوالدة خصوصا وانها حلفت عليا يمين طلاق بالتلاتة ان ما كنت اتعدل وامشي عدل لاتكون حدفاني من الشباك...
وجاءت اللحظة الحاسمة... وقفت على الميزان وانا حاسة قلبي وصل البلعوم... بصيت في الرقم وبقيت مش مصدقة نفسي معقولة خمستاشر كيلو في شهرين ده كده رضا واخر حلاوة... وجاء اليوم الموعود... يوم الكشف والمعاينة...
ها حتلبسي ايه يا سموحة
ايه رأيك البس التايور الاصفر
لالا بلاش الاصفر ده بيعملك كلابيز... البسي الجيبه السكري مع البلوفر السماوي اهو بيغطي الحاجات دي ويخفيها...
كلابيز! اللي تشوفيه يا امي...
ودخلت بالعصير على العريس بعد توصيات مطولة من ام سامية... افردي وجهك يا سموحة... شدي ظهرك وانت قاعدة يا سموحة... ماتضحكيش بصوت عالي يا سماح...
الشهادة لله العريس كان شكله امور خالص ومسمسم بس الست والدته كانت عايزه تفترسني بنظراتها... وشوية ولاقيتها بتميل على ودان ابنها وقالتله حاجة راح هو باصصلها وهز راسه... وبعدها خدوا بعضهم ومشيوا... 
بعد يومين روحت من الشغل لقيت امي كل عين عليها قد الطمطماية... فيه ايه يا حاجة...
لا مافيش اصل الجوازة باظت
وعرفت منين انها باظت
ام وائل لسه ماشيه من شويه قال ايه العريس كان بيدور على عروسة بيضه ومربربه وانت ماطلعتيش مقاسه
يالهوي بقى كل الحرمان ده واللي عملتوا فيا يا ظلمة وفي الآخر عاوزها مربربه... طبعا بقى عندي اصطدام في النفساوية واكتأبت... خدت اجازة من الشغل وطلعت تاني يوم على محل الحلويات اياه وغطست في الفترينه وحلفت ما اخرج منها الا وانا راجعة زي ما كنت...
هي ساعة زمن ولقيت نفسي في الانعاش بعد ما اتعملي غسيل معدة وطلعوني من العناية تاني يوم وبقيت تحت المراقبة...
كده يابنتي انت عايزة تموتيني ناقصة عمر
خلاص يا امي حقي برقابتي انا لا عايزة اخس ولا عايزة اتخن ولا عايزة اتنيل اتجوز وخليني في قرابيزك واوعدك عمري ما ازعلك...
هي سمعت الكلمتين وهاتك يا عياط
يا حاجة ما تعمليش في نفسك كده بنتك زي الفل ربنا يخليهالك... دي كانت جارتي في الاوضة ست كبيرة ووجهها سمح قوي...
ربنا يكرمك يا حاجة ويقومك بالسلامة...
تلات ايام في المستشفى ماليش ونيس غير الحاجة السكرة جارتي وامي... ويوم ماجيت اخرج لقيت امي والست ام محمد بيتهامسوا.. استغربت طبعا ودفعني فضولي لسؤال امي بعد ما خرجنا...
لا ابدا انا كنت بديها النمرة وعنوان البيت 
ده انتوا اتصاحبتوا بقى... بصيت لامي لقيت على وجهها ابتسامة صافية وقولت في نفسي خير اللهم اجعله خير...
وبعد يومين شرفتنا ام محمد بالزيارة بعد خروجها من المستشفى ومعاها ابنها محمد وجوزها... ويادوبك دخلت اعمل الشاي سمعت صوت زغاريد.. خرجت اشوف فيه ايه ولسه داخله الصالون لقيت ابويا بيقولي..
مبروك يا عروسة احنا قرينا فاتحتك على الاستاذ محمد... قولتي ايه
قولت ايه في ايه... طبعا نزل عليا سهم الله وعملت مكسوفة وعنيا في الارض وبصوت يادوبك مسموع قولتله..
اللي تشوفه يا والدي... لولولووووليش


تمت


Thursday, January 21, 2010

"رئيفة............. بنت بلدنا"



تحية تحية.. يام العيال
ايوه ايوه اني جايه اهو
هي رئيفة لسه مارجعتش؟
لا لسه. ماتقلقش تلاقيها هنا ولا هنا
وبعدين بقى اني مش عارف هاستحملها لحد امتى..
انت بتقول ايه ياراجل. انت نسيت دي يامه استحملتك
ايوه ماني عارف وده اللي مصبرني عليها... بس هي مزوداها حبتين دي طول النهار بره
ياراجل خليها تفك عن نفسها شويه
تفك عن نفسها في الغيط على الترعة مش كل شوية مع حد
هي بتروح عند مين يعني الواد مصلحي تربية ايدك برضه انت هتخاف عليها منه!
لا مهيه بقالها مدة مابتروحلوش هو شكالي منها
ايهه وانت تصدق عليها حاجة وحشة برضك
مقصوفة الرقبة بس لما اشوفها.. طول النهار من البيت ده للبيت ده اني هحش رجليها واعملهم شوربة
ياراجل تف من بقك دي بركتنا ولا اكمنها خلاص كبرت وماعدش منها الرجا يعني..
اني هادبحها دي وطت راسي في البلد وعاملالي مشاكل
ايوه طبعا عايز تخلص منها بعد ما اديتك كل حاجة.. دي يامه وكلتك وشبعت بطنك يامه بردت في الصيف علشان تدفيك بالشتا وبعد ده كله هتسمع شوية هجص وتقلب عليها!
بس اهل البلد كلوا وجهي ياوليه دي كل يوم عند واحد ورغايه مابتسكتش ثم هيه المفروض تقعد متستتة الشوية الفاضلين
متستتة تعمل ايه خلفة وماعدش فيها وعيالها وكل واحدة قاعدة في عشها وسط عيالها والمسكينة دي تعمل ايه طول النهار!
بس هي تأخرت قوي ولو بيتت بره الدار مش هيحصلكم طيب
ياحمدان زمنها جايه ما انت عارفها دي مابتبيتش بره الدار هاتلاقيها قدامك مع اذان المغرب
واني هاستناها للمغرب اني نازل اشوفها عند مصلحي...
ياحمدان ياحمدان
ايوه ياشيخ الغفر عاوز ايه
عاجبك اللي عملته رئيفة ياحمدان
رئيفة! عملت ايه
خشت دوار ابونا العمدة واستربعت على الكنبة وهو في اجتماع مع حفيظ بيه اصله كان بيتفق معاه على انه يأجر منه التركتاتور للانفار السنه دي بدل تركتاتور الجمعية اللي عطلان بقاله مدة.. تقوم تيجي رئيفة في حموتها لما اتفقوا على اليومية وتقول لابونا العمدة وفي وجه كواااااك!
ياحلاوة ياعيال يعني رئيفة قالت لابونا العمدة كوااااك!!
انت مبسوط ومنشكح على عملة وزتك.. طيب والله ما اني عاتقها الليلة اني دابحها يعني دابحها
ياتحية الحقي ياتحية هيدبحوا رئيفة ويعملوا عليها ملوخية!