Wednesday, December 12, 2012

"ودني بترن... مين جايب في سيرتي"


طنين الأذن


كانت ليلة باردة تنذر بحلول عاصفة واشتد المطر بعد المغرب (ايه جو افلام الرووعب ده).. احم... قررت أعمل لنفسي كوباية نووسكافيه واكسل على الكنبه واقرأ كتاب... وعادة في ليلة زي دي ماتسمعش غير صوت المطر بيطرشق على الشباك وصوت رشف النووسكافيه المنتظم (سمفونيه ياخواتي)... لكن الليلة دي اختلفت... دقائق قليلة ويادوبك رشفتين واخترق السكون صوت مزعج... صوت صفير غليظ منتظم في ودني الشمال!
خير اللهم اجعله خير... فتحت بقي وحركت فكي بشكل متكرر... لكن الطنين مستمر... أغلقت مجرى التنفس (قفلت مناخيري يعني) وبقي بايدي ونفخت هوا لجوا... وبرضه الطنين مستمر... والصراحة ابتدى يزعجني...
محتاجة حل! افتكرت ستي أم الخير -الله يرحمها- كانت دايما تقولي لو طنت ودنك اليمين يبقى حد بيجيب في سيرتك وبيقطع في فروتك (ناس مفتريه يا ساتر).. ولو طنت ودنك الشمال يبقى حد بيذكرك بالخير!
والحل يا ستي علشان اخلص من الازعاج ده...
استغربت وقتها لأنها قالتلي ببساطة شديدة "صلي على النبي"!
فوقت من تأملاتي وأفكاري على الطنين المستمر في ودني الشمال... قولت اجرب نصيحة ستي ام الخير وذكرت النبي وصليت عليه... في نفس اللحظة كان الطنين قد اختفى تماما!

سؤال بقى على خلفية الأحداث: هل علاقة طنين الأذن بالكلام عليك خرافة أم حقيقة؟

وكما ورد آنفا، انا فاضية ومش ورايا غير ظهر الكنبة وقدامي قاعد اسم النبي حارسه عمي جوجل بجلال قدره امرر صوباعي على الكيبورد وهو يقول على طوول... 
ولقيت في عمنا جوجل الآتي: 
 ورد بشأن طنين الأذن حديث رواه الطبراني في معجميه الكبير والأوسط عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل عليّ، وليقل ذكر الله بخير من ذكرني. وقد حسن بعض أهل العلم إسناده كالهيثمي في مجمع الزوائد، وذهب بعضهم إلى تضعيفه كالعراقي في تخريجه لأحاديث إحياء علوم الدين، ومنهم من حكم بأنه موضوع كالشيخ الألباني في ضعيف الجامع الصغير
والواقع انه حديث ضعيف لم تثبت صحته ابدا. الله يرحمك يا ستي، يعني ستي ام الخير لم تتحرَ صحة الرواية اللي نقلتها... طيب في تفسير تاني؟
في القاموس الطبي لقيت بأن طنين الأذن هو صوت أو صفير يسمعه الشخص ولا يسمعه غيره. وهو لا يعتبر مرضا (طيب الحمد لله) وإنما يكون عرضا لأمراض أخرى تصيب الأذن والدماغ (ربنا يستر) ويظهر هذا الطنين كوشيش (حلوه وشيش شبه وشوشة) أو صفير أو طقطقة أو غيره. وعادة ما يصاحب الطنين نقص في السمع دون إدراك المريض في العديد من الحالات!
أما عن الأسباب المحتملة لهذه الظاهرة فكثيرة من أول تقدم العمر (شيخوخة السمع) والتعرض للضوضاء خاصة للأشخاص مدمني سماع الأغاني الصاخبة بوساطة سماعات الأذن (علشان حماده يبقى يسمع كلامي بعد كده ويحرم) واصابات الرأس وارتفاع الضغط ومرض السكر واضطرابات الغدة الدرقية مرورا بأورام قاع الجمجمة وشرايين العنق والدماغ انتهاء بالأمراض الخاصة بالأذن مثل انسداد قناة الأذن وانثقاب طبلة الأذن وأخيرا تناول بعض العقاقير والأدوية (ايموشن بيلطم ويصوت)!
وطبعا ينصح الشخص عند تكرر هذه الظاهره بمراجعة طبيب أنف أذن حنجرة لأنه طبعا هيفضل وراك وراك لغاية ما يحط ايده على السبب!
لكن في بعض الحالات (خاصة عند الشباب) لم يثبت صلة طنين الأذن بأي مرض عضوي... طيب الحمد لله لسه القلب شباب!
وأخيرا...هل تعتقد بان جسمك بيتعمد الايعاز للأذن بالطنين علشان يقولك انك تعاني مرضا او خلل صحي ما... ام انه بيحاول يلفت نظرك لشخص بيتكلم عليك... أم أن هنالك سبب آخر مجهول لم نستطع فهمه بعد؟

Thursday, October 11, 2012

"ظلال على وجه الماء"


عزيزي ذو الفقار،
لقد وصلتني رسالتك الأخيرة وكعادتي دوما مع رسائلك فقد احتجت وقتا طويلا لفك طلاسمها وحل شيفراتها اللاهوتية الآتية من عوالم الأساطير... لا تضحك فالحقيقة اني لست قارئا اعتياديا، ولطالما كنت مختلفا عنكم في النظر الى الأشياء... أراها من زاوية مختلفة، أرى في ظلالها أشياء أخرى قد لا تبدو للكثيرين غيري.. ولك أن تتخيل كم سبب لي ذلك من المشكلات في رحلتي الطويلة مع البحث عن عمل مناسب بعد التخرج... نعم أنت تعلم...
والآن... بعد أن فقدت وظيفتي الأخيرة أجلس ساعات طويلة مع نفسي تلازمني أفكار باهتة وظلال صور عتيقة لعلي ظننت في فترة من الفترات أنها علقت في بئر ذاكرتي العميقة واحتجزتها أطنان الغبار الدماغي الذي يسمونه النسيان... آه لرفيقي الكئيب الذي لايزال يلح في رأسي مستلما زمام أذني يهمس خافتا بين جوانح الظلام... اكتب شيئا... اكتب ما تراه وستجد في ذلك راحة من كل عناء...
نعم... لعلها فرصتي الآن، بلا عمل بلا مسؤوليات حقيقية، أعيش مرافقا الملل وفراغ الجدران...
لقد أوجعت رأسك يا صديقي بحديثي الممل.. أعلم، وأكاد أرى في السطور التي مازالت خاوية أمامي تعابير وجهك وحاجبك الأيمن يرتفع لأعلى في حركة تنم عن التعجب الاستنكاري لكلماتي... لن أطيل عليك، لقد قبلت عرضك في الكتابة للجريدة التي تعمل بها، سأرفق بين طيات رسالتي أولى مقالاتي إليكم علها تجد من يسمعها وعلني أجد بها ما أسد به فراغ بطني ووقتي...
طلب أخير، أرجوك يا صديقي أن تعمل على كتم اسمي الحقيقي عند النشر ولك أن تختار من الأسماء أو الألقاب ما تشاء ولا تنسى أن يكون رنانا يلتصق بالذاكرة... فليكن "كاتم الأسرار" أو "ذو الرداء الأسود" أو ليكن... "صاحب الظلال"...
رسائلي إليك لن تكون قصصا معتادة... لن تكون قصصا متخيلة... بل هي أحداث حقيقية أصحابها كانوا بيننا... قد لا تنتهي القصة مع نهاية سرد أحداثها... وقد تجد نفسك وقد أصبحت في أحداثها... وقد تتجسد أحداثها لتصبح واقعا قريبا جدا منك حتى أنك تستطيع أن تلمسها بأناملك... فانتظر أولى رسائلي إليك.

المرسل
"صاحب الظلال"



Thursday, June 21, 2012

"وحيــــــــــــدا في المرآة"

 (1)
"وجوه تائهة"


"دنيا.. عمرها ما بدوم لحد يا ابني"... قالتها وهي تزفر زفرة حارة بدت غريبة في مثل ذلك اليوم البارد.. مد يده في جيبه، اخرج قطعتين نقديتين ووضعهما في يد العجوز وتمتم بكلمات الاعتذار ودون ان يتوقف ليسمع ردها مضى في الطريق يتدثر بمعطفه الثقيل يتقي به نفحات باردة حملتها رياح الشمال دون رحمة بابناء الطريق الذين قضى عليهم زمانهم بالخروج الى الطرقات في ذلك الصباح البارد... 
شعر بالم في صدره وهو يتذكر كلمات العجوز بصوتها الاجش المرتجف داخل كنزتها الصوفية المرقعة المليئة بالثقوب...
مضى متثاقلا يجر قدميه دون حماس يقطع ما تبقى من طريق عودته نحو منزله.. توقف امام الباب وادار مقبضه فلم يفتح.. حاول مجددا فوجده مغلقا.. ياله من حظ عاثر ايقن وهو يبحث في جيوبه عن مفتاحه انه سيكون مساء طويلا يصاحبه ليل بارد وستصحبه همسات الوحدة لتؤنس عتمة الجدران...
ولج الى الصالة المعتمة فاستقبلته ساعة الحائط العظيمة المتربعة فوق المدفاة بابتسامة صفراء وصوتها الرتيب يخبره بان الشمس قد اذنت بالمغيب.. دلف الى المطبخ وهو يمني نفسه بوجبة دافئة تذيب الثلوج الجاثمة فوق صدره لكن هيهات... لم يجد فوق الطاولة التي توسطت المطبخ سوى سكون المفرش المزركش بورود بدت باهتة تحجرت الوانها في صمت... وقبعت على باب الثلاجة ورقة كان واضحا انها وضعت على عجل بخطها العشوائي وحروفها الكبيرة الدقيقة تحدجه بنظرة استعلاء تخبره بكلمات قليلة بان جد والدته قد توفي وهنالك بقية من حساء العدس في الثلاجة... لا شيء اخر... ابتسم في سخرية ودارت في رأسه عشرات الافكار.. استقر منها على واحدة.. لن ياكل العدس الليلة...
خرج نحو الصالة ورمى بنفسه على الكنبة الطويلة وكان لا يزال يرتدي ملابسه، خلع حذاءه مستعينا بقدميه، شبك يده اليمنى بيسراه ووضعهما على صدره، اغمض عينيه في استسلام وتثائب في كسل محاولا استحضار سلطان النوم والتحايل عليه للمكوث معه قليلا.. احس بخدر لذيذ يتسلل الى اوصاله وسرعان ما اوصدت اذناه نوافذها فاخذ صوت دقات الساعة بالابتعاد رويدا رويدا حتى فقد اتصاله بعالم الاحياء تماما...
لم يدرك كم مضى من الوقت حين استيقظ فجاة على صوت طرقات خفيفة على باب المنزل.. فتح عينيه بصعوبة وارهف السمع عله يكون حالما.. لحظات وسمع صوت الطرقات مجددا.. التفت نحو ساعة الحائط ودقق النظر في عقاربها السوداء ظن نفسه يعاني من هلوسات النوم عرك عينيه، جلس في مكانه يعاني ثقلا في راسه، نظر مجددا الى عقارب الساعة... هل يعقل ذلك حقا... لم يمض على نومه في مكانه سوى خمس دقائق... نفض راسه محاولا استرجاع ما مر به من احداث هذا اليوم لكنه تنبه فجاة الى صوت تلك الطرقات الناعمة وكانها توشوش باب منزله تدعوه ليفتح لها... تحرك بشكل آلي وفتح الباب لكنه لم يجد احدا... هم بان يغلقه ويعود من حيث اتى لكنه توقف فجاة شرع الباب على مصراعيه وحدق في الشارع الخاوي.. انه باللون الرمادي.. كل مافيه ليس بالابيض ولا بالاسود انه.. رمادي...
احس بالم يسري في اطرافه وشيئا ما يجذبه نحو قارعة الطريق.. مشى بحذر يتلفت حوله في ضيق.. تقدم بضع خطوات ثم لاحظ انه يسير حافي القدمين.. استدار ليعود الى منزله لكن المنزل كان قد اختفى وحل مكانه دكان قديم من تلك البقالات التي تبيع كل شيء بارخص الاثمان، اقترب منها بحذر ممزوج بالفضول، وكان كلما اقترب كلما خيل اليه انه يسمع صوت موسيقى كلاسيكية من ذلك النوع البائد الذي يصدر عن الة الجرامافون القديمة...
  photo
 وقف بالباب ينظر نحو الارفف المكدسة بالاف الاشياء من تلك السلع الاستهلاكية الرخيصة والماركات المقلدة.. "كل واحد وليه يوم" فزع لسماعه ذلك الصوت الاجش مرة اخرى وخفق قلبه بشدة لما رآها تجلس على مقعد متحرك في زاوية الدكان ثم تحرك عجلات مقعدها نحوه...

 تجمد في مكانه لحظة ثم ادرك انه من الخير له ان يغادر هذا المكان وبسرعة.. خرج مسرعا نحو الطريق ولم يلتفت خلفه اخذ يهرول وهو يتصبب عرقا ثم انحرف من الشارع الرئيس نحو طريق فرعي كان يتامل ان يوصله الى منزله...
كان الطريق كحال الشارع الرئيس رمادي قاتم مليء بالازقة وجدران المنازل المرتفعة التي تطل منها شقوق صغيرة تعتبر نفسها نوافذ...
 سار على مهل عله يستدل على علامة تدله على طريق العودة.. لم يكن قد سار في هذا الطريق قبل الان رغم طول مكوثه مع عائلته في هذا الحي.. لقد امضى طفولته وصباه هو ورفاقه يجوبون شوارع الحي وازقته يلعبون ويدرسون ويفتعلون المقالب بجيرانهم الذين يتذكرهم جيدا فردا فردا.. كيف يعقل اذن ان يكون لهذا الطريق وجود.. نظر في احد الازقة وخيل اليه انه راى رجلا يمشي في الزقاق.. استبشر واسرع الخطى حتى لحق بالرجل تنحنح من خلفه وقال بصوت مرتفع “ يا عم ممكن تدلني على الطريق.. الظاهر اني توهت“، وقبل ان يكمل كلامه التفت الرجل فخفق قلبه بشدة وهو ينظر الى تلك العينين السوداوين وتلك القسمات الباردة في وجه الرجل ويديه التي بدت وكان الزمن نسيها فاصبحت بعمر الارض... لاحت حوله خيالات لبشر ليسوا من سكان الارض.. ليسوا من ابناء هذا الزمان.. اجساد احنى ظهورها الزمان ووجوه رمادية تحكي الف حكاية وثياب رثة مزقتها اوجاع البشر... جلس بعضهم على الارض واستند بعضهم الى الجدران ومضى اخرون في حركة ثقيلة نحو اخر الزقاق...





 تحول الزقاق الى حي سكني من تلك الاحياء الفقيرة.. بيوت من صفيح، اكوام من النفايات، طرق مهترئة... لا بل هي مدينة، بقايا مدينة صغيرة اكلتها وحوش الحرب وشياطينها فحولتها الى خراب... قبعت في احدى جوانبها اشلاء مدرسة صغيرة شوهت جسدها ثقوب البنادق والمدافع، وفي فناء احد المنازل جلس بعض الاطفال في جمود وقد بدت في عيونهم نظرات قاسية لم تتناسب مع مسحة الحزن البادية على وجوههم وكانهم ينتظرون من لا ياتي ابدا...


 ارتجفت شفتاه الزرقاوان وحاول التكلم لكن لسانه صمت صمتا  ثقيلا وهربت الكلمات تاركة خلفها دمعات حارة انسكبت على خده راسمة طريقها نحو الارض، سقطت ثم جفت في هدوء...
طأطأ راسه ومضى في الطريق وقد ضاع منه الامل.. مضى دون اهتداء.. مضى الى حيث توصله خطاه... 

Tuesday, June 19, 2012

"حرمت يا مدام... حقي برقبتي"



- يلا يا حازم الساعة داخلة على تمانية
- سيبيني يا سومة كمان شوية
- قوم بقى ماتغلبنيش معاك كده هتتأخر وتأخرني معاك
- يوووه هو الواحد مايعرفش ينام في البيت ده
- نوم ايه انت ناسي انك عندك شغل
- لا يا ستي مش ناسي لكن النهاردة بالذات انا متعمد اتأخر
- اشمعنى
- فاكرة لما قولتلك انه اتنقل لعندنا مدير جديد
- فاكرة طبعا ده انت كنت مزقطط وبترقص وكأنه المدير الجديد من بقية اهلك
- اهو المدير الجديد ده يبقى واحدة ست
- اشمعنى برضه
- هاقولك وافهمك يا جميل بعد ما اغسل  وجهي (يدخل حازم الى الحمام وهو يقفز في مرح ثم يخرج وهو يدندن)
- نفسي اعرف ايه اللي مخليك اخر انبساط بالشكل ده
- بصي يا ستي هنالك على الاقل 14 فائدة لكون مديرك واحدة ست اهمهم انك تروح وتيجي براحتك تشتغل وماتشتغلش براحتك واهم حاجة تترقى براحتك
- مين اللي قال الكلام ده هو علشان ست يبقى فيه تسيب مش ممكن تكون منضبطة
- طبعا هي غالبا في الاول بتحاول لكن الرك على استراتيجية التلات حركات
- وايه ده كمان
- خطوة رقم واحد خليك شيك و سمارت ادخل عليها بابتسامة مشرقة ووردة بيضا دليل قلبك الابيض تزرعها بفازيتها كل صباح
-وامممم تاكل بعقلها طحينة يعني
- خطوة رقم اتنين تعرف قهوتها ايه
- لا بقى اهي دي تحديدا اشمعنى
- يا حبيبتي مفتاح المرأة في قهوتها دي حاجة معروفة
- ياسلام فشرهالي بقى
- ثيت علميا بما لا يدع مجالا للشك انه القهوة بترتبط بمزاج المرأة ارتباط وثيق يعني لو هي بتحبها سادة يبقى مزاجها عصبي وبتنظر للامور بتشاؤم ولو بتحبها وسط تبقى صاحبة مزاج معتدل وطبيعة هادئة غالبا اما لو بتحبها سكر زيادة تبقى صاحبة شخصية مرحة بتحب الخروج والفسح وعايشة حياتها ولو بتحبها مضبوط يبقى دي اللي يتخاف منها لانها غالبا غلبوية وبتحب تصطبح بمشكلة وتتمسى بمصيبة متعة يعني
- كل ده عرفته من مزاج القهوة!!
- طبعا اومال يا حبيبتي وانت لسه شوفتي حاجة
- طيب والخطوة تلاتة
- خطوة رقم تلاتة خليك جينتل وافتحلها باب عربيتها واجعل من ابتسامتك اخر ماتراه وهي مروحة
- انت بتهزر اكيد بتهزر
- لالالا اوعي تتزرزري وتعملي عقلك بعقل الستات وحكاية الغيرة والكلام الفاضي ده
- يعني ابص عليك وانت بتدلق نص علبة الكولونيا على نفسك واسكت
- ايوه طبعا وتشوفيني وانا بتشيك وبدندن كمان مش عاوزة مصلحة جوزك (يقف حازم امام المرآة يدندن في طرب ويسرح شعره وسامية تراقبه في صمت مفتعل)
- ايه يا حبيبتي واقفة كده ليه اه صحيح مش النهاردة اول يوم شغل في المصلحة الجديدة
- الحمد لله انك افتكرت واخدة عقلك الست هانم
- يا سومة يا حبيبتي تيك ات ايزي وخليكي كووول
- انا خلصت لبس من بدري مش تخلص بقى
- معلش يا حبيبتي مش هاقدر اوصلك اصلي لازم امر على محل الورد اخد بوكيه معتبر لزوم الشغل
- وانت فاكر انه الحركات دي ممكن تنفع بجد
- طبعا يا ماما دي خبرة ومتجربة قبل كده شغل على ميه بيضا
- انت هتودي نفسك في داهية ان شاء الله
- تؤتؤتؤ ماتشغليش دماغك الجميلة بالموضوع ده وهاثبتلك انه كل الستات زي بعض شويه شطارة على شيطنة وسعادتها تبقى في جيبي الصغير
- يا حازم الدنيا اتغيرت الستات دلوقت غير زمان وعلشان توصل اطلعها سلمة سلمة وبكفاءتك ممكن تبقى انت المدير في يوم من الايام
- انت عاوزاني اعمل زي الناس المثالية واقعد كل عشر سنين على نفس السلمة بلا خيبة الدنيا تطورت وعلى قد شطارتك املى جيبك
- بكرة نقعد على الحيطة وتاخد جزا على عمايلك وتعشيني على حسابك بره
- ماشي يا سومة بكرة تعرفي اني راجل خبرة قال جزا قال
(تخرج سامية مسرعة الى عملها تاركة حازم في انشغاله امام المرآة)
................................................
(يدخل حازم بعد العاشرة صباحا الى مكتب السكرتاريا تسبقه رائحة الكولونيا وفي يده بوكيه ورد ابيض يعدل الكرافتة وهو يطلب من السكرتيرة ادخاله على المديرة الجديدة)
- صباح الفل والورد والرياحين يا فندم
- متأخر اكتر من ساعتين يا محترم مخصوم منك يومين
- لالا يا فندم حضرتك اكيد هتغيري رأيك لما تعرفي سبب تأخيري وانشغالي بصي للورد الابيض ومزاجك يروق على طول (تعتدل المديرة في جلستها وتلف المقعد لتواجه حازم)
- يالهوي! سومة يخرب بيت عقلك ايه اللي جابك هنا
- اسمي مدام سامية يا فندي واتفضل على الشؤون القانونية انت متحول للتحقيق
- لا لا ده ظلم ده افترا ده كابووووس!

-تمت-
 

Sunday, June 17, 2012

"أسطورة الفرار هاري هوديني: ساحر أم جاسوس؟"

 

ولد هوديني في بودابست بالمجر يوم 24 مارس من عام 1874 من اسرة يهودية. وانتقلت أسرته إلى أبلتن بولاية ويسكنسن الامريكية وذلك عندما كان طفلاً. وكان اسمه الحقيقي إيريك وايس. وأخذ اسمه المسرحي من جين يوجين روبرت هودين الذي كان ساحرًا فرنسيًا مشهورًا في السنوات القريبة من القرن التاسع عشر الميلادي. وبعد ذلك جعل من هذا الاسم اسمًا شرعيًا له.

البداية والاحتراف
بدأ هوديني مهنته بأداء حيل أوراق اللعب. وفي عام 1900م، بعد أن طور أعمال هروبه من المآزق، أصبح نجمًا يقدم عروضًا في كثير من مسارح القمة في جميع أرجاء العالم. وكان العرض الذي يقدمه هوديني يصور حيلاً سحرية ووضعًا وشروحًا لما كان يعد خداعًا روحيًا.
كان هوديني من النوع الذي لا يكل ولا يمل من الدعاية لنفسه وعمله مع أنه لم يستخف بذكاء الجمهور. وتروي السيرة عرض الفرار الذي أقيم في العام 1902 في بلاكبورن بانجلترا، حين رفض هوديني أن يستسلم على رغم استعمال الأغلال المحكمة التي جعلت فراره مستحيلاً. وبعد ساعتين استطاع هوديني الإفلات من السلاسل التي قيدته، واستقبله الجمهور بالوقوف والتصفيق الحاد. وفي اليوم التالي كان ذراعا هوديني ممزوقتين ومتورمتين بشكل مخيف، لأن الأصفاد كانت مثبتة بشكل معقد فلم يكن أمامه خيار سوى أن يمزق لحمه ليتخلص منها.

علاقته بالأرواح
استهزاء هوديني المتواصل من حركة الروحانيين التي كان من دعاتها الروائي ارثر كونان دويل مؤلف روايات شارلوك هولمز الشهيرة، كانت سببا في النهاية في موته. وقد كانت الحركة تدعي أن أعضاءها يستطيعون الاتصال مع الموتى، فيما كان هوديني يصرعلى أنهم مشعوذون. في مطلع القرن العشرين انضم هوديني إلى زوجته ‘’قارئة الطالع المشهورة’’ في تقديم عرض مزيف قام فيه بدور الروحاني فيما لعبت هي دور الوسيط. ولكن هوديني اجتاز الخط إلى الجانب الآخر في النهاية وفضح الوسطاء الروحانيين الأدعياء مثلما كان يفضح السحرة الذين يقلدون عروض فراره. نشرت زوجته الرسالة التي كتبها قبل وفاته والتي يقول فيها:

"أنا لا أؤمن بتحضير الأرواح ولو كان تحضير الأرواح حقيقة لعاد هوديني إلى الحياة وهوديني العظيم لن يعود ابدا."






الجاسوس
 هــــل كـــان نجــــم الفــــرار هــــاري هــــوديني جـــاســـوســـاً؟
لايزال اسم هاري هوديني الى اليوم مرتبط بفكرة النجاة من الموت في أقسى الظروف. وقد كثر الكلام حول الهوية الحقيقية لمحترف الفرار الكبير حيث تناولت احدى السير الذاتية لهوديني تحت عنوان "الحياة السرية لهوديني" كونه جاسوساً لشرطة السكوتلانديارد البريطانية يراقب الفوضويين الروس ويلاحق المزورين لحساب الشعبة السرية الأميركية - كل ذلك قبل حادثة موته الغامضة عن 52 عاما.

وترسم السيرة سيناريو استطاع من خلاله هوديني مستعملاً مهنته كغطاء، أن يسافر إلى الولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم لجمع المعلومات لحساب السلطات البريطانية. ولقد توصل مؤلفا السيرة وليام كالوش ولاري سلومون إلى هذه العلاقة بعد أن راجعا مفكرة وليام ملفيل، رئيس الجاسوسية البريطاني الذي ذكر اسم هوديني مرات عدة في يومياته.
ملفيل، الذي كان يعمل في السكوتلانديارد في مطلع القرن العشرين، ساعد على الترويج ودعم عمل هوديني في أوروبا بتمكينه من إحياء حفلات عرض خلالها مهاراته في الفرار من الموت. وفي عرض خاص رتبه مليفل استطاع هوديني أن يتخلص من أصفاد كبلت في يداه، أمام صاحب إحدى صالات العرض.
ويوحي الكتاب بأن حماسة ملفيل لم تكن منزهة عن غرض بل كانت جزءاً من صفقة عمل بموجبها هويدني جاسوساً. ويشير الكتاب إلى أن حالة مماثلة جرت في شيكاغو، حيث انطلقت شهرة هوديني بعد تقديمه عرضاً دعائياً بمساعدة أحد قادة الشرطة المحليين.

ويروي مؤلفا السيرة أيضاً حادثين وقعا سنة ,1926 تعرض فيهما هوديني للكمات في بطنه. أولهما من قبل طالب جامعي في غرفة تغيير الملابس، ولاحقاً من قبل شخص غريب في بهو الفندق.
ويوحي الكتاب أن الروحانيين رتبوا الاعتداءين. وفارق هوديني الحياة بعد أيام قليلة. وبدا أن هالته كفرد لا يقهر قد انتهت. ولكن هل زالت هذه الهالة حقا؟

قصص غريبة: "الدبدوب الأبيض"

"الدبدوب الأبيض"


أحداث هذه القصة حدثت في إحدى ضواحي حي هادئ عام 2002، ولتسمح لي عزيزي القارئ أن أتحدث إليك براحة ويسر فأحدثك بالفصحى تارة وبالعامية تارة أخرى ليس لعيب في العربية الفصحى - لا سمح الله - ولكن حتى تصل أفكاري إليك كما أراها أمام عيني...
بداية اسمح لي بأن أعرفك على أبطال قصتنا...قصتنا اليوم ابطالها راوية صاحبة الوجه البشوش دوما مهندسة كمبيوتر تعمل لدى احدى شركات البرمجة. متزوجة ولديها من الأبناء أحمد وعلا... أما الزوج فهو البشمهندس ممدوح صاحب شركة مقاولات صغيرة، خلوق جدا محب لعائلته وزوجته ومخلص جدا في عمله...
هي أسرة زي كل الأسر المصرية التي تكون في بداية مشوار الحياة متوسطة الحال تعمل بجد وجهد حتى تستطيع توفير معيشة كريمة لابنائها...
وكعادة الزوجين في كل صباح يخرج ممدوح من البيت اولا ثم تجهز راوية الولدين وترافقهما للمدرسة ثم تذهب الى عملها القريب من البيت...
وكان المعتاد في نهاية كل اسبوع ان يأتي الولدين مبكرين من المدرسة فيذهبا الى بيت جدتهما القريب ثم يلحق بهما الوالدين لقضاء اليوم مع الجدة والأقارب...
وفي مرة من المرات قرر الوالدين تحت الحاح شديد من احمد وعلا الخروج الى مدينة الملاهي التي كانت تقام في المدينة بمناسبة بداية الربيع وسعد الزوجين بالفسحة تماما كسعادة الطفلين وربما اكثر ومضى اليوم رائعا ممتعا ومما زاد راوية سعادة محاولات ممدوح المستميتة امام معرض الهدايا لمحاولة الحصول على الدبدوب الابيض اكبر لعبة في المعرض وطبعا الحصول عليه يكون مقابل رمي الكرة واسقاط كل الاهداف المرصوصة على الرف... وكسب ممدوح الجايزة الاولى وحمل الدبدوب الذي يبدو بحجم طفل في الخامسة من عمره وقدمه هدية لزوجته الحبيبة... وعاد الجميع الى المنزل بعد يوم حافل وقررت راوية وضع الدمية في صالة المنزل بسبب صغر حجم اوضة النوم...
وفي صباح اليوم التالي استعد الجميع للخروج وكانت راوية مستعجلة على غير العادة بسبب قدوم مدير جديد للشغل عندها فقررت الخروج قبل الاولاد مع التأكيد عليهم بضرورة اغلاق الباب باحكام عند الخروج من المنزل والتأكد من انه المفتاح مع احمد لانه الكبير... وفعلا خرج الاولاد ونفذوا وصية امهم ومضى اليوم عاديا... وبعد الظهر عاد ممدوح الى المنزل مع الاولاد وكانت راوية لاتزال في الشغل... دخل الجميع الى المنزل وجري الاولاد سريعا الى المطبخ بحثا عن الغداء اللي كان المفروض راوية حاطاه في التلاجة حتى يتم تسخينه عند عودتهم لكن فوجئ الطفلان بأن الأكل كان محضرا على طاولة السفرة ساخنا تعبق رائحته الزكية في المكان... نظر الطفلان الى بعضهما باستغراب وافاقا من شرودهما مع سماعها لكلمات ممدوح آتية من غرفة النوم "خرجوا الاكل من التلاجة يا ولاد انا جاي حالا اسخنه علشان ناكل مع بعض"... لحظات ودخل ممدوح الى المطبخ فوجد الطفلين لازالا واقفين امام طاولة السفرة فنظر اليهما باستغراب معاتبا "انا مش قولت تستنوا بابا يعني احسن تحرقوا صوابعكم وانتم بتسخنوا الاكل.. ثم ازاي حضرتوا السفرة بسرعة كده شكلكم واقعين من الجوع... يلا يا ولاد علشان ناكل"...
ولما جلس الجميع للغداء اخبر احمد والده بما حصل وانه هو واخته دخلا المطبخ فوجدا كل شيء جاهزا... فكر ممدوح لحظات ثم ابتسم وقال "امكم مابتنساش حاجة اكيد جات البيت قبلنا وحضرت السفرة"...
وفي المساء كان ممدوح قد نسي ما حدث وانشغل الولدان بتحضير دروسهما وانهاء الواجبات.. اما راوية فكان امامها تلال من الاوراق التي كانت بحاجة الى انجاز انتهت منها قريبا من منتصف الليل.. دخلت الى المطبخ وهي تتمنى ان تجده نظيفا مرتبا ولكن هيهات فها هي أكوام الصحون على المجلى والاكواب المتناثرة هنا وهناك... لكنها شعرت بتعب شديد فقررت النوم على ان تصحو باكرا لانجاز المطبخ قبل ذهابها الى العمل... وفعلا استيقظت راوية على اذان الفجر وهمت بايقاظ ممدوح للصلاة لكنها لم تجده بجوارها ولا في المنزل فايقنت انه ذهب للمسجد... اتجهت الى المطبخ ويا للمفاجأة السارة المطبخ من كتر النظافة بيلمع... ابتسمت في رضا صلت ثم عادت الى فراشها لتستمتع ببضع لحظات اخرى من النوم اللذيذ قبل موعد الاستيقاظ...
وفي الصباح شكرت راوية زوجها على تعاونه معها وهو ينظر اليها باستغراب شديد "مساعدة.. المطبخ... راوية يا حبيبتي انا كنت في سابع نومه وماصحيتش الا الفجر"... "يكونش العيال؟ شفت هما عيال طيبين ازاي"... وطبعا كان لابد من شكر الاولاد على انجازهم وتذكيرهم انه ده واجب ماما ومش لازم يصحوا في نص الليل علشان يساعدوها... ضحك الاولاد من الفكرة وانكروا تماما انهم مسؤولين عن تلميع اي حاجة في المطبخ... وطبعا بسبب الضحك والابتسامات والغمز فهم الابوين انهم خلف الحدوتة دي لكن مش عاوزين يقولوا خوفا من تكليفهم ببعض الاعمال المنزلية...
وفي الايام التالية تكرر خروج راوية الى عملها قبل بقية افراد العائلة ثم عودتهم هم قبلها ودائما ما يجد الاولاد البيت مرتبا نظيفا والاكل جاهز على السفرة وعند سؤال الاب عمن ينجز هذا العمل يكون الجواب واحدا: "امكم"...
وفي مرة حدث أن خرجت راوية من البيت ثم عادت بعد ساعتين لجلب بعض الأوراق المهمة.. دخلت الى اوضة النوم وأخذت الأوراق ثم خرجت لكنها عادت بضع خطوات الى الوراء نحو الصالة فقد لاحظت شيئا غريبا... الدبدوب اختفى!
لم يكن الموضوع ذو أهمية لولا ان راوية سمعت صوتا غريبا مصدره المطبخ.. وكأنه صوت حنفية الميه وكركبة صحون... اتجهت راوية بحذر نحو مصدر الصوت وما ان وقع بصرها على المجلى حتى شهقت وسقطت مغشيا عليها وقد احترق جسدها بالكامل...
أفاقت راوية من غيبوبة طويلة وقضت أكثر من ثلاثة أشهر في المستشفى تتعافى من الحروق لكنها ابدا لم تنطق بعد ذلك فقد اختفى صوتها تماما كما اختفى الدبدوب الابيض في ذلك اليوم...

Tuesday, April 3, 2012

"واحد ونص ليلة الهروب من قاهرة المعز"



- ياي دي ملوخية
- واو اعشاب بحرية... تاني!
- اسكت ايش فهمك في اكل الملوك... وكمان مش قرديحي دي فيها فراااخ
- وسع كده بتقول فرااخ انا بحب الورك
- بص انت تستناني هنا ماتتحركش من مكانك فاهم
- اشمعنى
- اصل البنوتة لو شافتك يا خفيف هيجيلها صدمة عاطفية من منظرك
- اسم الله على مقامك قطة شيرازي مافيش كلام
- احنا هنتريق.. انا قط بلدي اه انما الناس متعودة عليا وخصوصا لما اديها الوجه القطقوطي بتاعي.. اتفرج واتعلم ياخفيف...

- احم.. ميااااووووو...
- هش هش امشي من هنا ياوحشة
- هاهاها بتقول عليه وحشة زمانه جاله اصطدم عاطفي
- انا وحشة الله يسامحك.. مياااااوووو
- يعني راجعلي فاضي وعاملي فيها بورم .... مافيش عشا الليلة كالعادة
- انا مش زعلان على العشا انا هطق على الملوخية
- يادي الملوخية يا ابني فوق دي مجرد اعشاب وانت قط
- هاااا وبتقولها في وجهي دي كانت واجهة السماط الفاطمي انا هديك درس في تاريخ الملوخية و......

استنوا استنوا احنا كده جبنا الحكاية من اخرها اظن ماينفعش كده... طيب نجيب من الاول تاني...
دي حكاية اتنين على الطريق للبحث عن فرصة احسن للحياة... اتنين اجبرتهم الظروف على الهجرة وخلال رحلتهم الطويلة اكتشفوا اشياء ماكنوش يعرفوا عنها اي حاجة وتعرضوا لمغامرات مابتتكررش في حياتنا مرتين... هي مش رحلة عادية رحلة واحد ونص ليلة الهروب من قاهرة المعز!

"اول مشوارنا ايه"
-----------------------------

(1)
"اول مشوارنا ايه..."
 



- اايهئ ايهئ الله يرحمك ياسطى بشندي.. ايهئ تعالا شوف عيالك عملوا فيا ايه من بعدك.. كرشوني من بيتك ورموني في الشارع رمية الكلاب... هو انا مش يتيم زيهم ولا ايه.. وانت يعني ماعرفتش قبل مااتموت تكتب لي حاجة في الوصية تحنن قلبهم عليا... يظهر انه ماعدتش ليا اكل عيش هنا... ايهئ ايهئ ايهئ
- انت يا اخينا.. انت يا عم... حاااااسب...
-اااااه لالا ماتئذنيش انا كنت جعان وما قصدتش اكلك.. سامحني.. انا متيتم جديد
- ايه ياعم انت سخن وبتهلوس فيه ايه.. مالك خفيف كده
- ها؟ انت بتتكلم!
- اومال بهبب ايه من الصبح بستحمى مثلا
- بس اسطى بشندي قالي انه العفاريت مابتتكلمش
- (شهقة)عفريت لما يقرمك من مناخيرك.. انا بلا فخر فار هجين نخب اول
- فار عايش؟
- انت عبيط يا مان شايفني متحنط! طبعا عايش
- اومال ليه لونك ابيض
- ااااه هي دي مشكلتك لوني.. بص يا مان النوع ده من الفئران خاص جدا يستخدم في المختبرات العلمية
- هههههه فار تجارب يعني هههههه
- ومالك قلبت على ظهرك زي ماكون قولتلك نكتة
- اصلي طووول عمري اسمع عنهم وتخيلت منظرك وانت متربط على عجل وبتلف حوالين نفسك زي واحد مسطول طول الليل
- هاهاها.. ده الهامستر مش الفيران.. احنا نستخدم لتجارب علمية معقدة ايش فهم قط شوارعي امثالك
- (شهقة)شوارعي في عينك انا قط بيوت محترم ومتربي على الغالي... انت بتبصلي ليه من فوق لتحت.. لالا الحال اللي انا فيها دي بسبب حزني على صاحبي اللي مات.. كنتش شوفتني اياااام العز.. ايهئ ايهئ
- محسوبك بيتهوفن
- بيت مين ياخويا! انت مش من البلد دي
- انا مستورد ولسه جاي من يومين
- اه.. محسوبك عنتر
- ههههه عنتر برضه ماشي زي بعضه
- لكن ماقولتليش اذا كنت انت فار مختبرات بتعمل ايه هنا في الشارع
- ايييه دي حكاية طويلة وانا مش عاوز اعطلك... هو انت قولت انه صاحبك مات.. يعني مالكش حد دلوقت
- لا خلاص ماحدش عاوزني فقرروا يرموني في  الشارع العيال ماصدقوا ابوهم مات ورموني في الشارع اصله كان بيحبني اكتر منهم
- وانت هتروح فين
- مش عارف لكن لازما ادور على بيت جديد
- في البلد دي يامان ده يادوب كل واحد كافي نفسه بالعافية
- انت بتقفلها في وجهي ليه هي ناقصة قفلة
- انا اسف.. طيب  ماتيجي معايا
- على فين؟
نهاجر.. انا طالع بحري وعلى اول سفينة لايطاليا
- ايطاليا!
-----------------------
(2)
"المذبحة"
- اه اه.. دي كانت شورة مهببة ساعة مارديت عليك قال ايه اهاجر ايطاليا... ده انا ابعد مشوار مشيته كان من التلاجة لحد السرير!
- ماتجمد اومال هو احنا لسه ابتدينا
- بقولك ايه اللي اوله شرط اخره نور انا قضيت عمري في القاهرة ماشوفتش منها غير غسيل ام صلاح وعربية الكشري بتاعة عم عبده كانت عليه حتت تحبيشة ولا ريحة الكشري المغربية يووووه
- يوووووه على حديث الذكريات اللي على معدة فاضية.. وجعت بطني قول وخلصني ايه الشرط
- اه افتكرت بص يا خفيف بقى انا عشت عمري كله تحت رجلين اسطى بشندي اسمع في حواديت وحكايات عن مصر القديمة والدولة الفاطمية والمماليك كان الله يرحمه موسوعة يقعد طول الليل يوصف في القاهرة وجمال القاهرة وعشق القاهرة لحد ما لسعت وبقيت متيم في حبها وكان نفسي اخرج من البيت امشي في شوارعها واشوفها واكحل عيني بيها
- ياسيدي على الشاعرية والحنان ده ناقص تقولي نفسي تاخدني في حضنها وتطبطب عليا.. اهو انتم كده عالم فقرية احنا ورانا مشوار طويل ومش فاضيين للكلام الفاضي ده
- هااااا! طيب كمل رحلتك لوحدك يا خفيف ووريني مين حينجدك من قطط الشوارع انا مش متعتع من هنا الا لما اشوف معالم القاهرة.. مش جايز مارجعلهاش.. اهئ اهئ
- ايه انت زعلت انا قصدي بس انك تاخد بالك من حاجات اهم في الحياة من المشوره.. خلاص خلاص ايه رأيك نتفرج على الاماكن اللي انت قولت عليها واحنا على الطريق
- بجد.. يعني هشوف القلعة والحسين وترب الامام
- ترب الامام! مابلاش الحتة دي... احنا هنبات فين الليلة؟
- في جامع سيدي السلطان حسن ومنه على القلعة عدل
- القلعة القلعة.. مش دي اللي حصلت فيها المذبحة.. دي فيها اوضة سرية حيطانها كلها دم وبقايا بني ادميييين!
- دي اوووشاعات طلعها علينا الامريكان المكان نظيف وزي الفل جمد قلبك اومال
- ربنا يستررررر...

- احنا بقالنا ساعات بنمشي والدنيا ليلت انت خدت على المشي فحطلعه عليا ثم احنا رايحين فين وايه الحتة المقطوعة دي
- استنى بس يا بتهوفن مانا بحاول اعرف
- ايه ياروح امك بتحاول تعرف انت توهت يا خفيف!
- روح امي وعامل عليا خواجا
- سيبك مني وركز معايا انت مش عارف احنا فين
- لا طبعا ازاي ده انت لو رجعت بينا اول الشارع انا هاعرف على طول
- يا ليلة سوخة ارجع بيك اول الشارع هو مين فينا ماشي ورا التاني
- مش عارف بالضبط لكن اعتقد ان احنا مش في القلعة...
- عنتووووووووور.. الحق في حد اسود باسود بيشاور علينا......




-------------------------------------------------------------------------------
(3)
"مسمط صيني"



- اسود.. مييين... اجرررررررري
- انا عارف من الاول انها شوره مهببة ساعة ما عزمته على الهجرة معايا... انت يا عنتر يا خفيييف.... روح يا شيخ الهي تتزنق في مطلع ماتلاقي فيه زلطة تتسند عليها اشوف فيك يوم ده انت قطعت نفسي من الجري وراك
- ليه كده بس مش انا قولتلك اجررررري اي حتة من العبارة دي اللي انت مافهمتهاش!!!
- (شهقة) تصدق انت لا عنتر ولا حاجة ضيعتني وقطعت نفسي وفي الاخر توهتنا وهنبات تاني من غير عشا...
- بتهوفن شدني من وداني علشان اتأكد اني مش بحلم.... ميـ اااوووو اووو اااييي... شدني من وداني مش اقرمني من مناخيري!
- اسف اندمجت في الدور ايه اللي سوحك في الجبنة يا موزريللا
- دي مش جبنة ده مسمط
- مص مين يا مان
- مسمط يعني اكل لحمة فوارغ
- ممكن في سوسيج؟
- اي حاجة وكل حاجة دي جنة القطط..... تعالا


(احم.. ون تو ثري.. الصوت تمام.. تمام... اعتقد ده وقت مناسب علشان الراوي يكمل الحدوتة ويروي ما حدث....
تسحب كل من عنتر وبتهوفن في جوف الليل الى حيث الروائح الزكية تعبق في المكان وعنتر يحلم بالاكل اللذيذ ويعدد في اطايب الطعام الذي يقدمه المسمط المصري ويتفنن في اسالة لعاب بتهوفن وكأنه بيعمل في اعلان:

 "عندنا فشة.. كرشة.. كوارع.. منبار.. بنعمل لحمة راس وفتة.. طحال ومخ كمان..
و الكبدة الاسكندرانى ياااااااااااة يا جمااااااالها اسكندرنية والتحبيشة الاسكندراني وكل انواع اللحوم و الفتة وكااااافة شيء... اطلب و نحن نجهز... تواصي وخدمة التوصيل للمنازل... كل اللحوووووووووم بلدى و نوع فاخر 100 %"
وتاه بتهوفن في الفتة ومشي ورا عنتر من سكات واتسحبوا جأجدعها قط وفار ودخلوا المسمط واستخبوا في زاوية ظلمة لحد المعلم والصبيان ما يمشوا ويخلالهم الجو لولا انهم لاحظوا شيء مريب)...
- عنتر هي اللحمة شكلها غريب كده ليه
- مش عارف يا بيتهوفن ياخويا لكن انا شامم ريحة وحشة
- انا اسف الظاهر اني هاحتاج استحمى
- لا مش انت المكان ده فيه حاجة غلط... انا مش مستريح وفي فار ابتدى يلعب في...
- احم احم
- اقصد انه في حاجة مريبة وخلاص.. بص للحمة لونها غريب وريحتها نتنة وده مش شكل عجل ولا فرخة
- جايزعصافير
- لا اكبر اكبر ورفيعة شويه لا سمينة شويه لولا اني متأكد انها مش ريحتها كنت قولت ارانب
- ارانب!! هي الارانب بقيت ودانها قصيرة كده وديلها طويل؟
- (شهقة) الحقوووووووووني
- اييييييش ايييييش انت بتعمل ايه احنا لو اتمسكنا هنتهرس
- اااااه لا وانت الصادق هانتسلخ ويعلقونا زي دولن اهيء اهيء
- لا ماتقولش مش ممكن
- ممكن اهو بص كويس بص في الصندوق الازرق اللي على الارض
- دي دي دي قطط
- ااااااه اخواتي وولاد حتتي ماعدتش في رحمة ولا عدتش في لحمة علشان الناس تاكل قطط 
- استنى استنى بص للراجل اللي داخل هناك
- ده شكله مش من اهل البلد
- صيني.. ياباني... لا لا ده كوري اكيد... بص ده ادى الراجل ابو كرشه التخين فلوس وشال الصندوق وماشي
- ولاد العبيطة انا اعلم انه الناس تاكل بعضها في الزمن ده لكن مش تاكل قطط ايه خلصت الحمير!
- عنتر بلاش سياسة دلوقت تعالا نتسحب بشويش قبل ما نتمسك ويعملونا منبار وفتة
- اااانا لا ممكن اتعتع من هنا قبل ما افضحهم واخلي حقوووق الحيوان تيجي تشمعلهم المسمط بابو كرشه وصبيانه
- ابوس مخالبك يا عنتوووور نخرج وبعدين ابقى بلغ فيهم مجلس الامن والامم المنتحدة بس يللا بينا.....
(وخرج عنتر خلف بتهوفن متسحبا مطأطئ الرأس والدمعة هاتفر من عينه وشعره الاسود اللامع قلب ابيض من اللي شافه وطبعا اقنعه رفيق الرحلة انه النبش في الامور دي مش من اختصاص الحيوانات وانهم لازم يكملوا المشوار في الطريق لايطاليا)...





Friday, March 30, 2012

"اذني السلطان كبيرتان كاذني حمار"


مقدمــــــــــــــــــــة

كلنا في مرحلة من مراحل حياتنا سمعنا حدوتة الملك السعيد المحبوب من شعبه في بلاد الواق واق واللي كان لا يشكو هما في الدنيا سوى مشكلة واحدة صغننة جدا جدا لكنها كانت تؤرق منامه مرة واحدة على الاقل كل شهر وهي ودانه.. ايون ودانه اصلها كانت طويلة بشكل غير اعتيادي ومدببة الاطراف يعني بالمفتشر كده شبه اذني الحمار!
وهو طبعا كان خافي الحكاية دي عن الناس بارتداؤه الدائم لقبعة من نوع خاص.. طويلة طبعا..
ولحد هنا والامور تمام وانت بتقول لنفسك طيب مادام ماحدش شايفها مافيش مشكلة.. لا في مشكلة الملك لما شعره ربنا طارح بيه البركة وعمال يطول كل شويه مش محتاج حلاق برضه علشان يزبطه مره واحدة في الشهر على الاقل؟
وطبعا الحلاق هيشوف ودان الملك ويكشف السر... هتقول طيب وازاي الملك اصلا كان خافي الحكاية دي نقول انه كان عنده حلاق عجوز ورثه مع المملكة عن المرحوم ابوه الملك الكبير وكان الحلاق الطيب ده هو اللي مربيه وبيحبه فكتم سره ثم.. طبعا مات الحلاق العجوز طيب نعمل ايه ندور على حلاق امين يحلق من غير فضايح.. وفعلا عثر وزير الملك المخلص على الحلاق المنشود وجري على بلاط جلالته يبشره وتم استدعاء الحلاق الشاب ودخلوه حجرة الحلاقة الملكية للانتظار.. وفي حجرة اخرى الملك على اعصابه رايح جاي رايح جاي والوزير اتحول خلاص وهو بيحاول يطمن الملك انه الحلاق ده ولد كويس ونقدر نراضيه بقرشين لو سولت له نفسه انه يقر عللي هيشوفه وزيادة في الحرص قرر الملك استخدام مبدأ الثواب والعقاب مع الحلاق يعني تحلق من سكات نرقيك وتبقى حلاق الملك وتعيش متنغنغ انت وعيلتك تحاول تنبس بحرف كده ولا كده ولا حد يشم خبر بالمستور ندفنك في جنينة القصر ... 
وطبعا الحلاق الغلبان ما صدق على فرصة وراح موافق.. وسارت عملية الحلاقة  بهدوء وهو حاول يركز في شغله وتجاهل تماما ودان الملك وشكلهم الغريب ... وروح الحلاق مغربية لبيته وعياله محمل من قصر الملك بما لذ وطاب وجاء الجيران يباركوا ويهنوا لعل ينولهم من الحب جانب ونام الحلاق قرير العين في تلك الليلة... لكن طبعا سر كبير زي ده يبقى تقيل على البني ادم مهما حاول يخبيه والكوابيس اشتغلت بقى وطار النوم بعيدا والحلاق المسكين بقى يمشي يتلفت حواليه يكلم نفسه خايف لسانه يخونه وتبقى النهاية... 
وفي يوم خدته رجليه ع الزراعية وجلس على الترعة مهموما يفكر ويعد في المعيز والوز اللي سارح ويحدف الزلط في الميه.. وهو على هذا الحال بعيدا عن القرية خطر له خاطر... وقال لنفسه هو انا ليه ماحدفش السر اللي كاتم على مراوحي في الترعة وهي لا ودان تسمع ولا لسان يتكلم!
وراح باصص لمياه الترعة وقرب منها جامد وهمسلها بالسر: اذني الملك كبيرتان كأذني حمار... وراح عايدها مرة تانية بصوت جامد اكتر: اذني الملك كبيرتان كأذني حمااار.... واستريح اخيرا من السر التقيل وروح على بيته ونام ملء جفونه حتى الصباااح...
تفتكروا الحدوتة خلصت على كده لا طبعا... الترعة دي مش بينمو عليها قصب وبوص وخلافه.. والقصب ده مش بيشرب من ميه الترعة.. والمياه دي مش ملوثة بالسر؟ يبقى النتيجة الطبيعية ينتقل السر من الترعة للقصب على طوووول الزراعية وصحيت الناس الصبح على صوت ينتقل من القصب مع نسمات الهواء العليل بيقول "اذني الملك كبيرتان كأذني حمار"  ويتمايل القصب مع الرياح وكأنه يرقص على انغام اغنية جميلة لعبد المطلب...
وطبعا لكم ان تتصوروا نهاية الحلاق الغلبان وفضيحة الملك بين افراد رعيته... والحدوتة انتهت على كده وسكتت عن بقية الاحداث تاركة فسحة لكل منا ليسرح بخياله ويعمل جزء تاني وتالت ورابع...

احيانا تكون الاسرار مثل قنبلة موقوتة نحتفظ بها في دواخلنا حتى لا يطلع عليها احد حتى تأتي اللحظة المناسبة ونفجرها في وجه اول واحد يطلع في وشنا وغالبا الحد ده كل مشكلته معانا انه كان متواجد في المكان والزمان الخطأ
.. حظه كده يستحمل بقى...

ده موضوع رسايل موجهة لناس احنا اتخنقنا منهم شفنا حاجات مش قادرين نسكت عنها وشايلين في قلبنا وكاتمين لاننا مانقدرش نقولهم عليها... حاجات جايز غلط من وجهة نظرنا لكنها اكيد حاجات فاقعة مرارتنا والاحتفاظ بيها ممكن يؤدي الى شلل او انفصام..

عذرا عزيزي القارئ فبسبب الضغوط المتلاحقة من جهات عليا تم حذف الرسايل وحذفها من الشباك الى غير رجعة... انتم فاكرين ايه انا ممكن اخالف الست الوالدة!!!