Saturday, December 26, 2009

"الصندوق......."


الليلة الأولى:
"رماد لم يحترق"





يلا يا غبي قبل ما حد يشوفنا
ماشي ماشي بس قلي على ايه كل دوشة الدماغ دي. هو الصندوق ده فيه ايه؟
ماتسألش يا غبي.. اركب وسوق من سكات
احنا رايحين فين طيب؟
الحواري القديمة
فين بالظبط..
المقابر
يانهار ابوك اسود..
ايه. ماتنساش نفسك وشوف انت بتكلم مين
انا اسف زلة لسان. بس انت عايز تدفن المصيبة دي في المقابر!
عندك حل تاني. انا حاولت ابلي بيها غيري بس كل ما كنت ادي الصندوق ده لحد واكون خلاص صدقت اني خلصت منه للأبد يرجعلي تاني وكل مرة بطريقة أغرب من التانية....
ازاي كده؟ ما تقولي وتريح قلبي الصندوق ده فيه ايه..
علشان اقولك لازم اقتلك بعدها
يا نهار ابوك مدوحس قتل؟؟
احنا هنغلط تاني
اسف زلة لسان والله بس ريح قلبي ياريس..
حقولك حكايته بس ما اقدرش اقولك جواه ايه علشان كده حسيبك تكتشف لوحدك ماشي واهي السكة طويلة لحد مانوصل.
الحكاية كلها ابتدت من حوالي شهر كنت خارج من السيدة زينب لما قابلني درويش على باب الله وطلب مني حسنة....
------------------------------------------
الليلة الثانية:
"أول الأحزان"

الدنيا ليلت والسكة طويلة. قول ياريس حصلك ايه ويا الصندوق ده...
كنت خارج من السيدة لما درويش على باب الله طلب مني حسنة. كان شكله ابن ناس رغم هدومه القديمة وشعره المنكوش. قلت اديله حاجة واهو ينولني ثواب... كان بيتلفت حواليه زي ما يكون خايف من حاجة او مستني حاجة تحصل... طلعت حته بخمسة من جيبي وقبل ما اديهالوه كان مطلع من جالابيته لفة صغيرة ودسسها في جيبي وقالي في ودني:
دي أمانة لو فرطت بيها حيلاحقك لآخر عمرك....... واختفى من قدامي فجأة زي ما ظهر.....
ها ياريس وبعدين
معرفش حسيت بالخوف وقتها ليه ومااتجرأتش حتى ادس ايدي في جيبي واطلع اللفة. ركبت العربية ورجعت البيت
وطبعا في البيت طلعت اللفة وشفت فيها ايه
مالحقتش. كنت لسه بفتح باب الشقة فوجئت بالمدام طايحة على دماغي بغطى حله كان في ايدها ورشمتني بوابل من الشتايم والكلام المجعلص من كل لون وبلغات اشي فهمته واشي جبرش مافهمتوش
اهو الستات كلها كده. تبقى متجوزها عشر سنين وفجأة تكتشف انها بتعرف صيني وروسي ولاوندي لأ ومتخصصين في الشتايم تحديدا..... بيتعلموا الحاجات دي منين؟!!
هو ده وقت مواعظك ياغبي. خلينا في المهم.....
ايوه طبعا وانت عملت ايه...
انا كنت متلقح على الأرض غرقان بدمي بعد المدام مافتحت دماغي. حاولت اهديها أو أفهم منها سبب الثورة دي بس على الفاضي..ماسمعتش مني ولا كلمة طلبت الطلاق وخدت شنطة هدومها وخرجت بلا رجعة........
دي اللفة كان وجها اسود على حضرتك
لا وانت الصادق كان وجها عليه أحمر نيله والدم اللي نزل مني كان البداية بس...
------------------------------------------
الليلة الثالثة:
"على الطريق"

وبعدين يا ريس انت عملت ايه بعد المدام ماسابتك ولا مؤاخذة
طلعت اوضة النوم ادور على شوية قطن ومعقم علشان اطهر بيهم الجرح والحمد لله انه ماكانش خطير ومش محتاج قطب
عال كده تمام
لا مش تمام. كنت لسه خارج من الاوضة عايز اعمل تلفون للمخفي أخو مراتي جايز أفهم منه حاجة سمعت في الدور الارضي صوت دوشة وحركة مش طبيعية. وقفت على السلم ابص فيه ايه... الدور التحتاني كان عبارة عن ثكنة عسكرية. رجال كتير بالبدل العسكرية مدججين بالسلاح بيفتشوا البيت خرم خرم وكأنه بيت تاجر مخدرات
يانهار ابوك زي الزفت بتخدعني يا ريس وتقولي انك بتشقى بالحلال ومشغلني معاك بالحرام!!
ماتخليش نهايتك تبقى على ايدي
بس ده كتير يا ريس واحدة واحدة عليه
ووسط المعمعة اللي انا كنت فيها رن المحمول اللي كان في جيبي... رديت بسرعة وجالي صوت كنت أعرفه مش قادر افتكر سمعته فين قبل كده. سمعت صاحب الصوت بيقول: أخرج من البيت حالا اذا كنت عايز تعيش. الناس دي عايزينك ميت...
مش ممكن ده ولا في الحواديت وعملت ايه
اتسحبت من شباك اوضة النوم وخرجت من البيت ولاقيت نفسي في الشارع بجري ومش عارف رايح فين... 
------------------------------------------
تتمة الليلة الثالثة
"دخان بلا نار"


فضلت أجري لحد ماتعبت وماعدش فيه نفس للجري. وقبل ما اوقف اخد نفسي كان في نور شديد متسلط على وجهي وقرب مني شوية شوية. وقفت قريب مني عربية اتفتح بابها الوراني وجاه منها صوت قوي قالي اركب...
وانت اركبت فعلا اهو ده الجنون بعينه
ماكانش قدامي حل تاني. ركبت وماكنتش قادر اميز مين اللي انا راكب معاه العربية.. وبعد حوالي عشر دقايق وقفت العربية قدام محل صغير واتفتح باب العربية وجاني الصوت تاني وقالي: انزل وخش المحل امشي فيه لآخر الممر حتلاقي سلم صغير اطلع فيه لحد مايقابلك باب خشب خش الاوضة واقفل على نفسك لحد ماتجيلك تعليماتنا
وطبعا عملت زي ماقالك
ايوه... كانت اوضة صغيرة ظلمة كان فيها سرير نحاس وفي الوسط طاولة خشب بكرسي. قعدت على الكرسي وبدأت أفكر في احداث الليلة وكل اللي حصل حصل ليه وازاي. وافتكرت اللفة.. طلعتها من جيبي وحطيتها قدامي على الطاولة وبحلقت بيها قلبتها يمين وشمال فوق وتحت مافيهاش اي شيء غريب... فتحت اللفة وكان فيها صندوق صغير ارابيسك مصدف مايزيدش حجمه عن كف الايد تصميمه جميل. قلبته في ايدي الحاجة الغريبة الوحيدة فيه كانت كتابة بالرموز على الوجه التحتاني...
وطبعا حضرتك ياريس حتقولي انك ماعرفتش تفشرها!!
طبعا يا غبي هو انت شايفني طول النهار بدعبس في كتب اموات
لا حاشى لله ده انت بدعبس في حاجات اهم يا راجل... ماعلينا وبعدين ايه اللي حصل؟
حاولت افتح الصندوق اعرف فيه ايه بس للاسف ماكانش فيه اي حاجة تدل بيفتح ازاي
معقولة وبعدين
وبعدين لما يأست منه حطيته في جيبي تاني ورميت نفسي على السرير
هو ده وقت نوم برضه!
يا متخلف دي ماكانتش ليلة اللي انا عشتها قلت اريح عظمي شويه
طيب هعديهالك المره دي...
ونمت فعلا.. صحيت بعدها على صوت بينده عليه. فتحت عينيه وكانت الظلمة بتلف المكان.. وشوية شوية قدرت اميز راجل كبير قاعد على الكرسي لابس جلابية بيضة وفي ايده سبحة طويلة. كان بيتكلم كلام مش مفهوم. قعدت وسألته يامولانا انت عايز مني حاجة. بص بعيد عني وقالي: انت لازم تخرج من هنا حالا دي حتولع فيك يا ابني لازم تخرج. وقام خرج من الباب وسابني في حيرتي اللي ماطولتش...
ليه هو ايه اللي حصل؟
سمعت صوت طرقعة تحت السرير وبعدها شميت ريحة دخان كانت الاوضة بتولع
يانهار.........
ماتكملش عارف انه اسود... ابتدت الحريقة من تحت السرير جريت من الاوضة باتجاه السلالم وقبل ما اوصل الباب طلت الصندوق من جيبي ورميته في النار لاني كنت ابتديت اقتنع باني انتحست من ساعة ماشلته معايه
خير ماعملت ياريس. استنى لحظة هو الصندوق اللي معانا مش هو هو
ايوه للاسف هو هو
رجع ازاي؟؟
حقولك.............  
------------------------------------------
الليلة الرابعة:
"أول الخيط"
مشيت يجي ساعة لحد ما دخلت الحي اللي انا ساكنه وكان الصبح شقشق. اتربصت قدام بيتي اراقب الحركة ولما اطمنت انه البيت ساكن ومافيش حد دخلت من الباب الوراني. كنت عايز اغير هدومي واشوف ايه فلوس في البيت واخرج من الحي المجنون ده.. ولما جيت اخرج حطيت الفلوس اللي لاقيتها في البيت في جيب البنطلون اللي انا لابسه.. وانا بحط ايدي حسيت بحاجة غريبة في البنطلون لمستها بصوابعي وكادت تخرج مني صرخة لما طلت الحاجة وشفتها. كانت الصندوق هو هو بعينه اللي انا لسه راميه في النار
مش ممكن دي فعلا حدوتة...
بس رعبتي من شوفة الصندوق خلتني افكر صح المرة دي
ازاي يعني
اصل انا كنت اعرف استاذ لغات قديمة من ايام الجامعة كان غاوي فك رموز واثار
فهمت كنت عاوزه يحللك الرموز اللي على الصندوق
وعلشان كده اخدت الصندوق معايه ودخلت على الاستاذ حلمي في مكتبه في الجامعة رحب بيه وسألني ايه اللي فكرني بيه بعد السنين الطويلة
طبعا البلوه اللي معاك
قضيت مع الاستاذ حلمي حوالي ساعة شرحتله فيها الموضوع باختصار وفهمته اننا شاكك يكون الصندوق ليه علاقة بالاحداث الاخيرة... طلب مني يشوف الصندوق ويعاينه وعلشان اكون صادق معاك انا طلعتله الصندوق فعلا بس بحذر وكنت بيني وبين نفسي مش عايز اديهوله كان في حاجة مانعاني. بس هو كان اذكى مني وقالي بصوت رزين: ماتخافش انا هشوفه بس وارجعهولك تاني. واديته الصندوق.. كان بيتفحص كل نقش وكل حركة.. اعتدل في جلسته وسألني انا جيبت الصندوق منين. فسألته هو شاف فيه ايه. قالي انه حاجة عجيبة يكون صندوق ارابيسك مصدف زي ده عليه نقش ارامي قديم... سألته عن معنى النقش ابتسم وقال اذا كنت عايز اعرف لازم اسيبله الصندوق الليلة لانه الترجمة هتاخد وقت.
وطبعا انت خفت تسيبله الصندوق
بالعكس انا كنت هموت واعرف فيه ايه علشان كده سبتهوله... وقمت من عنده بعد ما اتفقنا انه بينا التلفون.
ورحت فين بعد كده؟
مش بعيد.. كان فيه دين لازم اسدده... رحت لاخو مراتي في شغله
يانهار ازرق ليه يا ابن الناس ده اكيد بلغ عنك
بالعكس ده هو الوحيد اللي فهمني مراتي عملت كده ليه... الحدوتة ومافيها انه ليلة مارجعت البيت كان البوليس بيدور عليه.. ومراتي جالها تلفون من فاعل خير زي البوليس بالظبط باني مخبي في بيتي سلاح واني مشترك بتنظيم ارهابي هدفه عمل انقلاب وبلبلة في الدولة وكان عندهم معلومات اكيدة لكل تحركاتي ولساعة الصفر...
يانهار ابوك طين وعايزني اغرق معاك ديه فيها على الاقل اعدام...
ياغبي ما انا قاعد قدامك اهو
طيب وماعرفتش من اخو مراتك مين فاعل الخير ده وازاي جاب المعلومات دي
لا هو نفسه ماكانش يعرف ولا حتى البوليس كان يعرف فاعل الخير اللي بلغ عني
طيب بس عايز اسألك سؤال واحد..
عارفه. عايز تعرف ازاي خليل قالي كل المعلومات دي
يا ابن الجنية صحيح
يا ابن العفاريت انا مش عارف هاصبر عليك لحد امته. ماعلينا.. هو قالي كل حاجة بعد ما قلتله كل اللي حصل معايه ليلتها... وماتنساش انا وخليل مش نسايب لا احنا اخوات تربينا مع بعض وعشنا ايام الشقاوة حلوها ومرها مع بعض .
صحيح العشرة ماتهنش
ايوه ماهانتش عليك برضه. خليل قالي حاجة واحدة بعدها. قالي ماعدش امان اننا افضل في القاهرة وكان لازم ابعد. بس الاول كان لازم اخلص من الصندوق... خرجت بعدها من عنده على اني ارجعله بعد ساعة وكنت رايح للشركة اخلص شوية مسائل واطمن على الشغل لحد الاحوال ما تهدى.
رحت للشركة!
ايوه وكانت فكرة مهببه. الاستاذ منصف مدير مكتبي ماصدق شافني ونزل فيه شتيمة وبهدلة واداني درس في الوطنية والاخلاق وكان عاوز يبلغ عني.
اخص راجل قليل الاصل بصحيح انا لو كنت موجود ماكانش ده كله حصل
ايوه انا كنت بعتك طنطا وقتها علشان المشروع الجديد. بس الراجل معذور برضه البوليس عمم عليه وكانوا ناشرين الخبر... بس الراجل ماهانتش عليه العشرة اداني فلوس وخرجني بالسر بعد ماحلفت ميت يمين انه التهمة متلفقة.
وانا نازل من الشركة اتصل بيه الاستاذ حلمي وكان صوته زي مايكون وراه مصيبة كأنه مرعوب من حاجة. وطلب مني اروحله مكتبه حالا علشان اخد الصندوق...
 ------------------------------------------

الليلة الخامسة
"منحى آخر”

لما وصلت كانت اوضة السكرتاريا ظلمة ولولا اني شفت النور مولع في مكتب الاستاذ كنت افتكرت انه مشي ونسيني... كان المكان بيلفه سكون غريب رغم انه العشاء كان لسه ما ادنش. استأذنت وكحيت قبل ما ادخل المكتب بس ماكانش فيه رد. دخلت والغريب انه الاستاذ كان موجود بس كان مكفي بوجه على المكتب.. افتكرت انه نايم قربت علشان اصحيه... قربت وبصيتله كويس دمي نشف من المنظر اللي شفته. الراجل كان مطعون في صدره بفتاحة رسايل عسيت نبضه لقيته خلص ومافيهش روح...
يانهار ابوك كحلي هتعمل انقلاب وقلنا ماشي بس تطلع قتال قتلة وعايز تجر رجلي معاك لا
يا غبي ركز معايه انا رحت لقيته ميت
آآآه. طيب وعملت ايه
كان كل همي الاقي الصندوق اللي عليه بصماتي
طبعا يا روح امك علشان ما يبقاش اعدام وتأبيده
تعرف انك غلس ونهايتك على ايدي ان شاء الله
طبعا ما انت بقيت سوابق
ماتخلينيش ارميك من الشباك
خلاص خلاص. ها وبعدين
ما طالش بحثي عن الصندوق لاني لقيته في جيب الجكته اللي هو لابسها اخدته وجريت بره المكتب. ورجعت لعند خليل الامل الوحيد اللي فاضلي. وبعد ما عرف اللي حصل اداني عنوان تاجر تحف خواجا في الهرم قال انه اكيد هيساعدني اعرف النقش ده معناه ايه
وطبعا رحت للتاجر
ايوه. اديته الورقة اللي كتبهالي خليل علشان يساعدني فطلب يشوف الصندوق. وبعد ما تفحصه بدقة شديدة جدا احمر وجه وزاغت عينيه وابتدا يتكلم بلغة مش مفهومة زي مايكون بيكلم نفسه وراح ماسك في هدومي جامد حسيت اني روحي هتطلع في ايده وقبل ما افهم حرف من اللي كان بيزعق بيه راح راميني على الارض ورمى الصندوق في وجهي وطردني
كل ده ليه هو المدعوق ده فيه ايه
ماعرفتش بس تأكدت انه ملعون وناحسني ولازم اخلص منه بأي شكل. استأجرت عربيه وطلعت بيها طنطا
ده لما جتني من يومين. الباقي انا عارفه عايز نطلع المقابر ندفنه فيها مش كده؟
ايوه
طيب ما تسمع كلامي المره دي يا ابن الناس.. جدك ابو المحاسن راجل مجدع وكباره وعقله يوزن بلد وبيفهم في الانتيكات نروح له البلد...
جبتها فعلا اول مرة تطلع بحاجة عدلة
الله يسامحك
 ------------------------------------------

الليلة السادسة
"آخر الأحزان”

طيب يا ريس انا بقول استحياطا يعني ايه رأيك تكلم الحاج قبل ما نروحلوه اهو يكون معاه خبر يعني
ماشي يا سيدي انا حاكلمه عقبال ما تقطع لنا تذكرتين
حاضر ولو اني كنت افضل نطلع بالعربية اهي اريح من القطر
ومش خايف اوصاف العربية تكون تعممت يا خفيف انت ناسي انها باسمي
ايوه صحيح معلش ماخدتش بالي
.....................
وادي التذكرتين ياريس. كلمت الحاج
كلمته ياسيدي ومبسوط اوي ان احنا رايحينله. ده حتى وصى الست ياسمينه علينا
يعني هناكل فطير ومشلتت وعسل
ومربى وقشطة كمان. زقطط ياعم هنخلص من البلوه اللي معانا ونقضيلنا يومين في بيت العيلة...
......................
الف حمد لله على السلامة ياريس
ايه ده مافيش حد باستقبالنا والناس دي مجتمعة قدام الدار كده ليه
الحق ياريس دي النسوان بعيط وبتعدد
يا خبر اسود............ ياست ياسمينة في ايه مين اللي مات
ده جدك يا ابني اداك عمره
ايه مش ممكن ده انا لسه مكلمه من كام ساعة
اني عارفه يا ابني وكان فرحان قوي بمجيتك اصله كان بيحبك خالص بس نقول ايه عمره واجله يا ابني
مات ازاي
اصر يخرج يجري بالفرس بتاعتك الصبحية يريضها اصله كان عارف انك بتحب تركبها لما تيجي وقع من على ظهرها ياولداه ومالحقناهوش الا وهو بيطلع النفس
..............................
هنعمل ايه دلوقت ياريس. اهي اتسدت في وجهنا
اذا كان جدي ماقدرش يساعدنا عايش فهو يقدر يساعدنا ميت
تقصد ايه يا ابن الناس انا بقيت اخاف منك ومش فاهمك
احنا هنحضر الدفن... والصندوق هينزل مع جدي القبر
يا نهار مش فايت وهتعملها ازاي دي
بعد الغسل والتكفين هانستأذن مرات جدي الست ياسمينة ندخل على جدي نودعه قبل الدفن وانت حتكون محضرلي صرة ستان ابيض صغيرة نحط فيها الصندوق....
انا اصطبحت في وجه مين النهاردة.. اه افتكرت
...........................
جبت الصرة
اهيه
طيب كده وادي الصرة ونحطها في جنب المرحوم كده ولا مين شاف ولا مين دري
بس انا شفت ودريت وضميري بينقح عليه. اصل امي كانت دايما تقولي الاموات ليهم حرمة ومايصحش نحط في كفنهم حاجة دي بدع وحرام
انت شايفني حاطط حجاب ولا سحر ياغبي انت مش عايز تخلص من الصندوق
بتمسكني من الايد اللي بتوجعني ماشي دي اخر مرة اساعدك فيها بحاجة انا مش مطمنلها
............................
ايه يا ابني تمشوا ده ايه لا ممكن ولا يكون لازما تستنى لحد مانطلع وصية المرحوم
ياست ياسمينه انا مش عايز حاجة وانتوا اولى بتركة المرحوم
ولو يا ابني الاصول تكون موجود ساعة فتح الوصية والشيخ مجاهد قالي انه حيفتحها بكرة مغربية هنا في الدار
..............................
يا شيخ مجاهد لخص الله يحفظك احنا عندنا سفر الصبح وعايزين نوضب نفسنا وننام لنا شوية
ماشي يا ابني وعلى العموم الوصية زي ما سمعتوا مافيهاش غير الحث على البر وطاعة ربنا وجزء منها لرد الامانات وبالنسبة للتركة المرحوم طلب انها تتوزع شرعي الا اذا احد الورثة اتنازل عن نصيبه للاولى من ذوي الارحام.
ها يعني خلصنا كده
لا يا ابني في اخر الوصية سطرين يخصوك اضافهم المرحوم من قيمة اسبوع كده لما عدل الوصية اخر مرة... بيقول فيها انه سايبلك ظرف في درج مكتبه اللي فيه من حقك وملكك ومايخدوش غيرك
ظرف ايه
انا طلعت الظرف اول القعدة اهو ممكن تاخده تشوف في ايه وعلى العموم هو مختوم زي الحاج ماحطه بايده
افتح الظرف ياريس نشوف في ايه......
لا كده كتير حرام
يانهار ابوك منيل هو ورانا ورانا
ايه يا ابني مالك كفا الله الشر
لا مافيش ياست ياسمينة بس الحاج جاب الصندوق ده منين ووصالي بيه ليه
والله ما اعرف يا ابني انا لا عمري شفته ولا هو جابلي سيرته بس انت عارف الحاج كان بيحب التحف والانتيكات ازاي وكان عارف انك بتحبها يبقى افتكرك بيه علشان بيحبك
اه واضح... هنعمل ايه ياريس
هنطلع بيه المالح....
 ------------------------------------------
"المشهد الأخير"


يااااه مش قادر اصدق اني بقالي يومين في النعيم ده... من غير الصندوق المشؤوم
فعلا الواحد كده ارتاح.. بس تعرف انه هيوحشني
ياسمك ياخويا مش هتبطل
بضحك معاك ياريس. قلي بقى انت ناوي على ايه دلوقت
نريح يومين كمان وبعدها نطلع القاهرة حاسلم نفسي واقوم محامي محترم يخرجني من القضايا اللي عليه
ودي سهله وخصوصا انه مافيش ادلة تدينك في اي منهم
ايوه وبعدها ارجع الشركة واركز في شغلي بقى
ومراتك؟
لا دي سيبها على عمك خليل
ياه كل ما افتكر انه الصندوق الملعون لففنا كعب داير ابقى عايز افرقع من الغيظ ده انا شفت فيك محافظات يا مصر ماكنتش اعرف انها موجودة اصلا
اهو طلعنا بحاجة مفيدة من الموضوع
ايوة "تعرف على وطنك"
سيبك من الكلام ده وقوم شوفلنا لقمة ناكلها
لا ياريس انا عازم نفسي على حسابك النهاردة على اكلة سمك طااااازة
ماشي انت تستاهل. تحب ننزل ناكل الاكلة دي فين
طااااازة يعني نصيدوها وننظفوها ونطبخوها وناكلوها
لا نشتروها ارحم
ماشي بس نطبخوها بمزاااج وعلى مية بيضة
قصدك على فحمة سودة مع فحلين بصل وشوية جرجير
الله عليك ياسيدي
...................
غسلت السمكة وفرمت البطاطس...
يانهار ابوك مطين... الحق ياريس السمكة....
فيه ايه ياغبي فزعتني...
بص على بطن السمكة
الله يخرب بيتك انا كنت عارف من ساعة ماقولت عايز تطفح سمك انه نهار ابويه هيبقى طين اسود... بقى ارميك في المالح تطلعلي في بطن السمكة.... انت بتولول ياغبي
اه وهصوت كمان... يالاااااااااهوي

تمت