Tuesday, February 1, 2011

"اناء من اللبن الدافىء وبضع كسرات من الخبز"

 مجرد ملامح...


لكم من مرة طلبت منه الا يتأخر عن موعد العشاء كانت دوما تلومه وتعاتبه على قلة اهتمامه وهل تطلب منه الكثير... لكنه ابدا لم يستمع اليها... كانا رفيقين لاكثر من خمسة وثلاثين عاما تعرفت اليه وقد كانت لاتزال طفلة على اعتاب الصبا يلتف حول خصلات شعرها الذهبي شريط ازرق لامع  ينسجم برقة مع فستانها الابيض لفت نظرها بفتوته وشبابه...


ولم شملهما بيت صغير تأملا ان يكبر مع الزمن فيمتلئ حبا وحنانا واطفالا... اشتعلت الحرب ونودي للنفير العام غادرها واطفالها صغارا غادرها بلا معيل بلا سند... عاد اليها شخصا مختلفا عصبي المزاج ضيق الافق لا يهتم الا بقوت يومه... ماتت الاحلام وانطفأ بريق الحياة في عينيه... ثم غادرها الى الابد... 

 

اعتادت الاعتماد على نفسها وصعوبة العيش... كبر الصغار وغادروها لخوض معترك الحياة وتاهوا في الطريق...

 


لم يبق لها سوى ذكريات وبعض الحطب  ورفيقها المخلص الذي لا يتأخر ابدا عن موعد العشاء ولا يتذمر من ذات الطبق الذي يتناوله كل مساء... 

 
طبق صغير فيه بعض اللبن الدافىء وبضع كسرات خبز...