Wednesday, January 26, 2011

"جريمة في منتصف الليل"

http://public.blu.livefilestore.com/y1paQl7k3xY6-z460ncEFJ9pDO8nwJxd3inS-Py7NlTSKjw26sGExUNBGxnmw2YbcwXrKIAO5VMvFciJrY3qWqNew/a%20desoulted%20house.jpg

(1)


عملت ايه يا محمود في حكاية الشقة
كل خير اتغدى الاول واقولك
وانا هاصبر كل ده قولي بقى مايبقاش دمك تقيل
ياباي على النسوان وخلقهم الدييق ماشي يا ستي بس اديني فرصة اتشطف واغير هدومي
يووووه ماشي ماشي بس بسرعة...
شوفي ياستي الشقة اللي شوفناها وكان عليها القصد والنية للاسف اتباعت..
يانهار اسود مش قولتلك كان لازم تدفع العربون للمخفي السمسار اهي طارت ومش هتلاقي دلوقت شقة تانية معقولة وعلى قد فلوسنا انا عارفة بختي المنيل
بس بس صبرك بالله يا بنت الناس سيبيني اكمل
تكمل ايه ماخلاص بانت من اولها بقالنا خمس سنين بنصر القرش على القرش وحارمين نفسنا كل حاجة علشان نجيب شقة ننستر بيها بدل العشة اللي دي خلاص منه العوض وعليه العوض
يا راوية يا حبيبتي نفسي اتكلم معاكِ مرة واحدة واكمل جملة مفيدة ممكن تسيبيني اكمل
وحتقول ايه يعني عشمتني بالحلق خرمت انا وداني
يوووه طب والله مانا واكل ومش حقولك انه السمسار شافلنا بيت على البحري على قد فلوسنا تلات مطارح بمنافعهم وصالة
بتقول ايه يا حبيبي
لا ولا حاجة ده كان صدى الصوت
حمادة.. حمودتي.. قول انا سمعاك
ولا انا هنا
انت حتنطق يا راجل انت ولا اخلي نهارك زي ليلك
لا وعلى ايه الطيب احسن موعدنا مع السمسار بعد المغرب في مكتبه هياخدنا نتفرج على المطرح.. تجهزي بدري بدري مش ساعة قدام المرايه
بتقول حاجة يا محمود
سلامتك يا حبيبتي
(يصل محمود وراوية في المعاد المتفق عليه فيأخذهم السمسار لمعاينة البيت...)
اتفرج براحتك يا استاذ محمود وفرج الجماعة المطرح نظيف وفي منطقة هادية دور ارضي مستقل بمنافعه وحواليه ارض صغيرة
هي حلوة مش بطاله ايه رأيك يا حبيبتي
مش صغيرة شويه يا محمود
ربنا يوسعها عليكوا يا ست هانم وانتوا اتنين ولا مؤاخذة وتقضيكوا
بس العفش ده قديم قوي يا معلم فتوح
البيت بالعفش يا استاذ واللي مايلزمكش ناخدوه نتصرفوا فيه
انا عايزة اشوف المطبخ واوضة النوم
براحتك يا حبيبتي انا حتفق مع المعلم واحصلك على طول
(كان المطبخ صغيرا منظما ذو خزائن خشبية معلقة توسطه طاولة صغيرة بثلاث مقاعد خشبية كانت جميعها بثلاثة ارجل... دلفت راوية الى غرفة النوم المجاورة التي تصدرها سرير نحاسي عظيم قبعت فوقه لوحة زيتية قديمة لامرأة جالسة وفي حجرها طفلة صغيرة... أجالت راوية نظرها في الغرفة وما ان وقع بصرها على المرآة الكبيرة المواجهة للسرير حتى أطلقت صرخة مدوية...)
الحقني يا محمود... الحقوني
(جرى محمود ناحية الصوت فوجد زوجته في غرفة النوم وقد شحب وجهها من الخوف وهي تؤشر ناحية المرآة وكانت تتمتم بكلمات غير مفهومة...) مالك يا راوية ايه اللي حصل
واحدة ست كانت قاعده قدام المراية دي شعرها اسود طويل مفرود على ظهرها اول ماشافتني اختفت فجأة...
--------------------------------------------------------------------


http://graveyards.com/IL/Cook/bachelors/ghost3813x.jpg


(2)

معقوله اللي انتِ بتقوليه ده يا حبيبتي... سمي بالله واشربي الميه
لا مؤاخذة يا ست هانم يظهر انك كنتِ بتتخيلي... اصل فرع الشجرة اللي جنب الشباك كان عاكس على المرايه القمر بدر الليلة والنور عكس في الاوضة.. معلش حصل خير ممكن نغيرولك مكان التسريحة علشان ماتبقاش مواجهة للشباك
كتر خيرك يا معلم فتوح احنا تعبناك معانا على العموم انا معايا النمرة هاشاور المدام وارد عليك بكرة ان شاء الله
ماشي يا استاذ محمود بس ماتتأخرش عليا انت عارف دي مصلحة واخاف البيت يطير منكم زي اللي قبله...........

ايه يا حبيبتي انتِ لسه تعبانة
الحمد لله بقيت احسن... بس تعرف رغم اني متأكدة انها كانت تهيآت بسبب ظل الشجرة الا اني اترعبت قوي للمنظر اللي انا شوفته كأنها كانت حقيقة
يعني بلاش البيت ده ونخلي المعلم يشوفلنا حاجة تانية
لا يا محمود البيت ده فرصة ماتتعوضش... طيب اقولك هي المشكلة انه بيت قديم ومهجور من مدة طويلة واحنا شوفناه في الليل ايه رأيك نروح بكرة بالنهار نشوفه تاني
خلاص يا راوية انا موافق.........

الف مبروك يا استاذ محمود ربنا يباركلك في البيت وتملاه انت والمدام عيال
ربنا يخليك يا معلم فتوح......... ياه اخيرا يا راوية بقالنا بيت وحنستقر بقى
الحمد لله ربنا يجعله قدم السعد علينا...
(شرعت راوية في تنظيف البيت وترتيب الثياب والاثاث بعد الانتقال اليه وفي المساء كان قد انهكها التعب فأخلدت الى نوم عميق في بيتها الجديد... وفي الصباح وقفت في المطبخ بهمة ونشاط لتحضير الافطار لزوجها قبل مغادرته الى عمله ولاحظت بعد خروجه من البيت اختفاء الكرسي الثالث من المطبخ... لم تُعر بالا ظنا منها ان زوجها قد قام بنقله لسبب ما وقضت بقية يومها في انهاء تنظيف البيت واعادة طلاء بعض الاثاث الخشبي القديم باستمتاع شديد فقد اتاح لها ذلك البيت استحضار موهبتها القديمة في الترميم وتطبيق ما تعلمته من كلية الفنون الجميلة...)
محمود عايزين نعمل عزومة لاختي وجوزها بمناسبة البيت الجديد
وماله يا راوية ايه رأيك نعزمهم الجمعة اهو اكون موجود واساعدك شويه
يارب يخليك ومايحرمنيش منك يارب...
(وتمر العزومة على خير مايرام وتودع راوية وزوجها ضيوفهما مساءً...) العزومة كانت حلوه قوي
الحمد لله وام اشرف وجوزها كانوا مبسوطين قوي... تعرف هي قالتلي انه حتة الارض اللي حوالين البيت ممكن تبقى جنينة جميلة
والله معاها حق همتك بقى يا جميل
خسارة الاجازة خلصت وهاضطر اروح الشغل بكره
مش مشكلة ممكن تشتغلي فيها على مهلك في الاجازات
ياااااه ده انا تعبت بشكل بقولك ايه يا حبيبي انا هادخل اخد شور وانام تصبح على خير... محمود ماتنساش المطبخ عليك الليلة دي
حكم قراقوشهنعمل ايه... ماشي امري لله
(يذهب محمود ويقلب في التلفاز قليلا ثم يغلقه ويتجه للمطبخ الذي كان منارا وما ان وصل الى الممر المؤدي الى المطبخ حتى شاهد راوية من الخلف وهي تقف امام الحوض...) ايه يا راوية انتِ غيرتِ رأيك؟
(يتناول نظارته في حركة تلقائية وهو يمشي باتجاه المطبخ ويقوم بدعكها بطرف ثيابه ثم يعيدها على عينيه ويدخل المطبخ ليفاجأ بأنه خالٍ تماما...) يوه هي خرجت منين... لالا الظاهر انا كان بتهيألي... اهو الواحد من كتر الحب ممكن يتخيل حبيبه في كل مكان... الله يرحمك يامه.......
 --------------------------------------------------------------------
http://www.w-enter.com/forum/upload/userimages/358/maison14.jpg
(3)

(تخرج راوية من الحمام وتجلس امام المرآة وتبدأ بتجفيف شعرها بوساطة مجفف الشعر... كانت اللوحة العظيمة التي تعلو السرير النحاسي تنعكس على المرآة في صمت مخيف... خيل لراوية عدة مرات ان المرأة في اللوحة تراقبها بعينيها البراقتين فتشاغلت عنها بتسريح شعرها ولكنها لم تستطع منع نفسها من اختلاس النظر للوحة من خلال المرآة... كانت تلك العينان تتحرك معها حيثما اتجهت... قامت راوية عن الكرسي واستدارت ناحية اللوحة ثم اخذت تتحرك ببطء باتجاه الباب فتحركت العينان معها... احست وكأن الحياة دبت فجأة في اللوحة الصامتة فقد انبرت شفتي المرأة عن ابتسامة صفراء مرعبة وأخذت تحدجها بنظرات نارية فما كان من راوية الا ان قفزت خارج الحجرة وأخذت تجري باتجاه المطبخ وما ان رأت محمود حتى تعلقت برقبته وهي ترتجف من الخوف...) ايه يا راوية رعبتيني في حد يخش على حد بالشكل ده وايه اللي انت عاملاه في نفسك ده يا ليلة سودة عليا وعلى اللي خلفوني انت مسرحه نص شعرك وسايبه النص التاني منكوش كده ليه ايه فقعت فيكِ الكهربا؟!!
محـ... محمود الست اللي في اوضة النوم بتبص عليا وتبتسملي
ايه مين الست اللي في اوضة النوم احنا معانا حد في البيت؟
ياراجل ركز معايا الست اللي في اللوحة
لا انتِ اكيد لسعتِ يا حبيبتي من كتر بصك في اللوحات طول النهار اهدي كده وماتخافيش دي تهيآت فنانين علشان اللوحة مقنعة ومعبرة وانتِ فنانة مرهفة الاحاسيس يا روحي
انت بتاخدني على قد عقلي يا محمود
ولا باخدك على قد عقلك ولا حاجة انتِ ست العاقلين بس انتِ مرهقة حبتين تعالي انا خلصت وجاي معاكِ اهو...
(دخل محمود حجرة النوم ودخلت راوية خلفه بحذر وهي ممسكة بذراعه في خرف...) وادي اللوحة لا فيها حد بيبص ولا حد بيبتسم ارتحتي خلينا ننام بقى عندنا شغل بدري
(في اليوم التالي دخلت راوية المطبخ مبكرة لتحضر وجبة الافطار ولاحظت وجود الكرسي الثالث في مكانه الى جانب الطاولة...)
محمود عايزة اقولك على حاجة... بس...
ايه يا حبيبتي
اصل انا حاسة انه البيت ده مش طبيعي في حاجات غريبة بتحصل
حاجات ايه بس يا راوية انتِ بس متأثرة بحكاية انه قديم وبقاله مده مهجور ثم ماتنسيش انه المنطقة هادية مش زي الدوشة اللي احنا كنا عايشين فيها
تفتكر كده
طبعا اصبري شويه وبكرة نملى البيت عيال تتنطط وتعمل شقاوة وتقولي هدوء يا عالم هدوووووووء
ربنا يسمع منك طيب انا هتأخر شوية النهاردة هاعدي على ام اشرف اديها بقية حساب الجمعية
ماشي يا حبيبتي
 --------------------------------------------------------------------

(4)

(يعود محمود الى البيت بعد انتهائه من عمله... يبدل ثيابه ويعد فنجانا من الشاي الاخضر ويجلس في الصالة يطالع الجريدة... كان البيت هادئا ولا يسمع في ارجائه سوى صوت رشف الشاي الطويل وصوت تقليب صفحات الجريدة... انتهى محمود من تصفح الجريدة فوضعها جانبا وأخذ يرشف ما تبقى من فنجانه حين وقعت عيناه على صبية حسناء تمر من أمامه بثوبها الاسود الفضفاض وضفيرتها الطويلة... اغمض محمود عينيه لحظات ثم نظر مجددا ليجد الفتاة لاتزال امامه...) بسم الله الرحمن الرحيم... انتِ انسية ولا جنية...
(لم تجبه بل نظرت اليه مطولا دون ان ترمش او تنبس شفتاها بحرف...) انتِ انتِ دخلتِ هنا ازاي...
(احس محمود بثقل في رأسه وتراخٍ في جسمه فلم يقو على الحركة حاول النهوض مرات لكنه فشل في تحريك أطرافه... تحركت الصبية باتجاه الممر المؤدي الى المطبخ ثم اختفت في صمت...) انا كنت نايم وبحلم ايوه كان مجرد حلم... يخرب عقلك يا راوية هي السبب طلعت الجنونة بتاعتها لحد ما اتعديت منها... انا متأكد انه دي تهيآت انا اروح المطبخ وايه يعني مافيش حاجة اسمها عفاريت انا راجل اومال ايه...
(واتجه محمود نحو المطبخ وهو يكاد يزحف زحفا من الخوف اقترب من الباب ثم اخذ يختلس النظر الى الداخل من بعيد...) لا كده انا اتجننت رسمي دي بتمسح البلاط وعينيها باردة زي التلج... معقولة دي عفريت عفريت ومايطلعش غير وانا لوحدي في البيت يالهوي فينك يا راوية...
(يختلس النظر ثانية ولكن هذه المره يجد الفتاة تقف امامه تحمل ضفيرتها الطويلة في احدى يديها وفي اليد الاخرى تحمل مقصا كبيرا... يبتلع محمود ريقه ويخطو للخلف خطوة بحذر شديد ثم يقفز بأقصى ما يستطيع خارج البيت وهو يتعوذ من الشيطان الرجيم بصوت مرتفع ويغلق باب البيت خلفه بالمفتاح وهو لا يكاد يصدق ما رأى...)........

محمود ايه اللي مقعدك كده وبتعمل ايه هنا على العتبة
راوية اهلا يا روحي... لا مفيش طراوة بتشمس بس يعني مافيهاش حاجة
بتتشمس شمس ايه المغرب انت عيان يا محمود
راوية البيت ده مسكون وفيه عفريته قصت شعرها ومسكالي مقص
يالاهوي هي حصلت تمسكلك مقص انا هاعملها زار واطلعها من بيتي بالطبل البلدي
انتِ بتهرجي يامهفوفة زار ايه وهباب ايه انا هاروح للسمسار الندل اللي باعني البيت بعفاريته لما هو مسكون بيبعهوني انا ليه مش كان يشاور السكان الاول...
 --------------------------------------------------------------------

(5)

بقى شوف يا استاذ محمود انا بقالي سمسار عشرين سنة سمعتي زي الجنية الدهب في السوق وما اسمحش لحد يشكك في ذمتي
انا ماقولتش كده يا معلم فتوح بس مش كان واجب برضه ترسينا على الفولة قبل ما نتورط في البلوه دي
ما سألتش نفسك يا استاذ بيت زي ده يتباع بالسعر ده ازاي
احنا افتكرنا صحاب البيت معذورين في تمنه ثم البيت في منطقة شبه مقطوعة
لا يا استاذ اسمحلي في دي بيوت اقل من المواصفات دي يتباع في السوق بالشيء الفلاني... ماعلينا القول قولك احنا مش عاوزين نخسر معرفتك الحلوة عاوزين تبيعوا نبيعوه عاوزين تأجروا نأجروه قولتم ايه
لا يا معلم بيع ايه وايجار ايه احنا بس عايزين نفهم ونتنور جايز نوصل لحل للمشكلة دي
ماشي نكسب صلاة النبي بقى ياسيدي من اكتر من اربعين سنة نزل المنطقة تاجر قماش مقتدر من طنطا وكانت معاه عيلته عمروا البيت ده بعيد عن الناس لانه الست حرمه كانت تكره الازعاج واللمة وكانت ليهم بنت صغيرة ومعاهم شغالة صبية بتقوم بخدمتهم...
ماكنش ليهم معرفة او خلطة بحد من البلد وكل اللي عرفناه انه الراجل كان بيشتغل في تجارة القماش وكان يغيب بالايام والاسابيع ينزل طنطا علشان تجارته واللي قايم بحال البيت ومحتاله مراته وكانت ست مفترية وجوزها المعلم شوقي ماكنش يتنيلها كلمة... وفضل الحال على ده الحال لحد في يوم كان الراجل غايب عن بيته بقاله مدة ونزلت الشغالة بتاعتهم السوق تشتري حاجة... كانت حالتها تصعب على الكافر عينها ورمانة ومتفحة صعبت على الحاج مصلحي وكان تاجر قماش يعرف الجماعة من بعيد ولما سألها عن حالها وطمنها على نفسها فهم منها انه ستها كانت بتضربها... الحاج حاول يتدخل بس البنت المسكينة خافت من شر الولية يزيد عليها... وغطست البنت مدة ماعدتش تنزل السوق الحاج قلق عليها وبعتلها بنته بيتهم تستقصى وفي يومها فتحتلها الشغالة المسكينة الباب ووجهها متورم وضفيرتها مقصوصة ومالحقتش بنت الحاج تعرف حاجة لانه صاحبة البيت كانت شمت خبر بالزيارة سحبت البنت المسكينة على جوه وقفلت الباب بعد ما نزلت بهدله وشتيمه...
دي كانت ست جبارة تلاقيها هدت البيت على دماغ الشغالة المسكينة
بس يا معلم فتوح كل ده بيحصل وجوزها فين بقى
ماحدش عرف طريقه وقتها وفي يوم بعد الحكاية دي بشهر البوليس كان مرشق في المنطقة والبيت عندهم وعرفنا انهم لقوا المعلم شوقي شانق نفسه على الشجرة اللي ورا اوضة النوم
يا ساتر يارب وماعرفتوش السبب
كل اللي عرفناه كان اشاعات مجرد كلام على لسان ستات البلد لكن الحقيقة اختفت مع اختفاء العيلة دي من البيت بطريقة غريبة
غريبة ازاي يعني
اصل ولا مؤاخذة بعد التحقيق ماخلص واتقيدت انتحار الولية والبنتين اختفوا في ليلة مافيهاش ضي قمر تقولوش فص ملح وداب صبحنا الصبح لقينا البيت مقفول بعفشه سايبين كل حاجة زي ماهي وهمه مالهمش اثر...
طيب ماتأخذناش يا معلم اذا كان اهل البيت اختفوا انت بعتلنا البيت ازاي
شوف بقى ياسيدي بعد الحادثة البيت اتقفل ومع المدة مقاطيع البلد استدلوا على المطرح وسكنوه وسمعنا منهم حكايات ليها العجب عن عفريت الست وعفريت الشغالة اللي بيطلعوا بالليل ويخوفوا المقاطيع بس الشهادة لله انا عمري ماصدفتهم المهم المقاطيع اترعبوا من البيت وقالوا يافكيك ومن ساعتها والبيت حاله واقف بسبب السمعة المنيلة دي
ايوه يا معلم بس وصلك ازاي
انا جايلكم في الكلام اصل من سنتين ظهرت بنيه في الحتة وفتحت البيت وسألت على سمسار المنطقة وطبعا ولاد الحلال دلوها عليا دي بقى طلعت حفيدة المعلم شوقي بنت بنته وكانت مهاجره بره وانا استأكدت من بطاقتها بنفسي
وهي طبعا طلبت منك تبيعلها البيت
عفارم عليك هو كده
ماشي واحنا كده بالصلاة على النبي هنطلع العفاريت دي ازاي
شوف يا استاذ انتم مالكمش غير حل من تلاتة
الحقنا بيهم يا معلم
تعملوا زار في البيت علشان تطلعوا العفاريت او تجيبوا شيخ يعقدلوكم مطرح ما بتظهر العفاريت ياامتن تهدوا البيت وتبنوه من جديد
لا يا معلم الحلول دي مش هتنفع لازم يكون في حل رابع...
 --------------------------------------------------------------------
http://www.abohassan.net/images/bakhooor.jpg
(6)

والعمل يا محمود انا خايفة ابيت في البيت ده
والله مانا عارف يا راوية ده انا دافع دم قلبي وتحويشة العمر في البيت ده واحنا خلاص نقلنا شغلنا هنا
طيب يبقى مافيش غير ان احنا نعمل زار تطلع العفاريت من البيت
انتِ اتهفيتِ في نافوخك ولا جرى لعقلك حاجة زار ايه اللي انتِ بتقولي عليه بطلي تخاريف بقى
يا محمود اللي انت بتقول عليه تخاريف ده هو الحل الوحيد للمشكلة
اسمعي يا بنت الناس اقفلي على السيرة دي ومش عايز اسمع الهجص ده تاني انتِ فاهمة
انت مش عارف فين مصلحتك او مش عاوز تعرف انا لا يمكن اقعدلك في البيت ده لو ماطوعتنيش وسمعت كلامي
انا مش هامشي وراكِ وادخل بيتي دجالين ومشعوذين اهو ده اللي كان ناقص
اسمع يا محمود انا قررت وهاعملها سواء برضاك او من وراك طاوعني احسنلك
طيب وديني لو عملتيها يا راوية لا انتِ مراتي ولا اعرفك وهاطلقك سامعاني يا بنت الناس
يامصيبتي عاوز تطلقني يا محمود واقدرت تنطقها على لسانك
ايوه والموضوع ده ما تتدخليش فيه تاني انا هاتصرف
(دخل محمود حجرة نومه واغلق الباب خلفه تاركا راوية غارقة في افكارها وهي لا تصدق ان زوجها كلمها بهذا الشكل...)

رجالة مالهمش امان ياختي انا قولتلك من الاول ده سهن ومش حيجيبها البر انتِ اللي اتشعبتِ في الجوازه دي وكأنه الرجالة خلصت من الدنيا ومافضلش الا ده
يوووووه يا سنية وهو ده وقت تقطيمك ليا انا جايالك تشوفيلي حل مش تسوديها في وجهي
الكلام اللي قولتيه ده كله ماياكلش دماغ عيل عنده خمس سنين
يعني ايه تقصدي ان انا مجنونة
سلامة عقلك اقصد انه في حد له مصلحة تبقي مجنونة علشان يلهف تعبك وشقاكِ ويلعب بديله زي ماهو عاوز
مين... محمود
وهو في غيره المنيل طبعا تلاقيه متفق مع شوية بلطجية يقعدوا يتنططوا قدامك في البيت ويعمل نفسه ولا كأنه يعرف حاجة
مش ممكن محمود يعمل كده طيب والسمسار
تلاقيه مربط معاه هو كمان يقول قدامك حكاية الف ليلة وليلة دي اللي عمرنا ما سمعنا بيها قبل كده
لالا محمود بيحبني
حب ايه وكفتة ايه اومال هددك بالطلاق ليه يا روح امك اتنصحي يابت انا نفسي اعرف طالعة هبلة لمين...
(تعود راوية الى البيت فتجد محمود يجلس في المطبخ ساهما...)
اتأخرتِ كده ليه
عديت على ام اشرف بعد الشغل
ماقولتيش يعني انك رايحالها
نسيت مافيهاش حاجة يعني
ماشي يا راوية انا مقدر انه اعصابك تعبانة وهاريحك انا عديت على امام الجامع النهاردة وسألته حل لمشكلة البيت وهو وعدني يشوفلي شيخ كويس يقرألنا في البيت ويبخره
وده ممكن يجيب نتيجة
اكيد ان شاء الله الراجل قالي انه العفاريت دي بتبقى جن من اللي بيسكن في الخرب والاماكن المهجورة وممكن تروح بالقرآن
خلاص اللي تشوفه يامحمود
(وفي اليوم التالي حضر الشيخ الى البيت واخذ يقرأ القرآن ويدعو وكل من راوية ومحمود جالسان قربه يتابعان قراءته باهتمام...)
ها خلصت يا مولانا يعني كده خلاص العفاريت مشيت
لا يا ابني المسألة مش بالبساطة دي ولازم انت والست حرمكم تساعدوا نفسكم برضه البيت مترصد والمسألة دي صعب الخلاص منها
مش فاهمة حاجة
يابنتي البيت فيه سحر هو اللي مربط الجن فيه
يادي المصيبة سحر طيب ماتطلعه يا مولانا ونخلص
انا اقدر اميز العمل ووجود السحر لكن ماقدرش اعرف هو فين ممكن يكون في البيت وممكن يكون مدفون حواليه ومن الصعب نعتر عليه
يعني العفاريت مش هاتخرج
ماتخافيش انتم ممكن تتفادوا اذاهم بقراءة القرآن باستمرار في البيت وبالتزامكم بالطهارة والدعاء الجن يابنتي بتتسلط على ضعيف الايمان...

شوفت يا محمود ميت مرة قولتلك بلاش تقطع بالصلاة علشان ربنا يرضى عنك ويباركلك
راوية ماتخلينيش ابتدي لا تعيريني ولا اعيرك... كام مرة قولتلك تبطلي اللبس ده وتلتزمي شوية
خلاص يا محمود توبة ان كنت ارجعلها تاني... بس احنا هنعمل ايه لو العفاريت ماسبتناش في حالنا
العفاريت دي مش هاتخرج الا لما يختفي سبب وجودها... راوية احنا لازم نلاقي السحر ده ونحرقه...
 --------------------------------------------------------------------

http://www.cancersociety.org.sa/ar/images/articles/301826063_f150f298ab.jpg
(7)
تفتكري يا راوية ست زي مرات المعلم شوقي تكون دفنت العمل فين
وايه اللي خلاك متأكد انه هي اللي دفنته مش جايز المعلم نفسه ولا حد من البنتين
لا اولا المعلم مات منتحر ومش معقول يكون عمل سحر للعيلة وراح انتحر ثانيا الكلام اللي قاله المعلم فتوح يدل على انه الست دي كانت متحكمة في جوزها والبنتين وكانت الآمرة الناهية... في حاجة كمان... اللوحة
صحيح اللوحة هي اكتر حاجة مرعبة في البيت ده... محمود اللوحة... تفتكر ممكن يكون العمل في اللوحة
(يسرع الاثنان نحو غرفة النوم ويتناول محمود اللوحة عن الحائط في حذر... تقوم راوية بتقليب اللوحة والبحث بعناية عن اي شيء غير طبيعي عله يدلهما على مبتغاهما لكن لاشيء...) مش عارفة كان عندي امل نلاقي حاجة
الظاهر ان احنا لازم نفكر بطريقة مختلفة
تعرف يا محمود كويس ان احنا نزلنا اللوحة ايه رأيك نعلقها في الصالة واهو نكون خلصنا من وجودها معانا في الاوضة
ماشي يا حبيبتي... الوقت اتأخر بكرة نبقى نشوفلها حل....
(تستيقظ راوية بعد منتصف الليل على صوت وقع اقدام في الصالة... ترهف السمع مرة تلو الاخرى لتتأكد... كان الصوت يقترب ثم يبتعد ويختفي تماما... قامت في اثر الصوت عاقدة العزم على حل هذا اللغز... غادرت حجرة النوم وهي تمشي على رؤوس اصابعها تبعت الصوت وبدأ يتضح شيئا فشيئا... كان الصوت قادما من الحجرة الصغيرة التي كانت فيما مضى تشغلها ابنة صاحب البيت... دلفت راوية الى الحجرة وهي تسمع صوت ضربات قلبها تعلو وتتسارع مع كل خطوة... اغمضت عينيها وهي تخطو الى الداخل وما ان فتحت عينيها حتى اطلقت صرخة مكتومة من هول المفاجأة... كانت الخادمة تجلس على الارضية الى جانب السرير النحاسي الصغير وفي يدها لوحة السيدة صاحبة البيت... خرجت راوية مهرولة من الغرفة واقفلت الباب خلفها وما ان وصلت الى حجرتها حتى قفزت تحت الغطاء وفرائصها ترتعد من الخوف... اما محمود فكان يغط في نوم عميق...)

محمود اصحى يا محمود قوم بقى الساعة بقيت سبعة
ايه في ايه مش النهاردة اجازة ولا لغوها خلاص
محمود اللوحة يا محمود السر في اللوحة
خير اللهم اجعله خير لوحة ايه انتِ بتحلمي يا راوية
ركز معايا ياراجل عايزة اقولك على مغامراتي ليلة امبارح
مغامراتك ليلة امبارح طيب استني اقوم اغسل وجهي وارجعلك علشان اصحصح واستوعب
(ينهض محمود من السرير ويدخل الحمام ثم يعود بعد قليل فيدخل الحجرة وينظر الى راوية بعين الشر...) انتِ يا ناوية على ايه بالظبط يا بنت الناس
فيه ايه يا محمود مالك
مش انتِ اللي طلبت مني اشيل اللوحة من الاوضة ليلة امبارح
ايوه طبعا
اومال ايه اللي خلاك ترجعيها الاوضة تاني
ايه فين
متعلقة مكانها يا روحي وعامله نفسك ولا تعرفي حاجة ايه يا ست هانم الحركات دي ماتمشيش معايا
انت اتجننت يا راجل ايه التخاريف دي ثم اللوحة انا سايباها في ايد البنت الشغالة في الاوضة القبلي... (تنهض راوية وتنظر اعلى السرير فتشاهد اللوحة وقد عادت مكانها فتضرب كفا بآخر وتسحب محمود الى المطبخ وتكلمه باحداث الليلة الماضية وتحلف له انها غير مسؤولة عما حدث...)
صدقني يا محمود انا نفسي شكيت فيك نفس الشك الاول بس بعدها لومت نفسي
معلش يا حبيبتي غصب عني اصلها حاجات تلخبط الدماغ على العموم احنا النهاردة ننكت البيت شبر شبر جايز نلاقي حاجة...
(يقوم الزوجان بالبحث بعناية فائقة في ارجاء البيت عن اي شيء يكشف لهما هذا اللغز... ويجتمعان في المساء...)
مافيش فايدة وكأننا بندور على ابرة في كوم قش
معلش يا راوية لازم نصبر لحد مانشوف طريقة تانية... انا مضطر اسافر يومين في المأمورية اللي قولتلك عليها ماينفعش تتأجل اكتر من كده تباتي عند اختك ام اشرف اليومين دول ولما ارجع نشوف هنعمل ايه... 
-------------------------------------------------
(8)


صباح الخير يا معلم فتوح
صباح الخير يا استاذة خطوة عزيزة
معلش جيتلك من غير معاد بس مش هعطلك كتير
براحتك يا استاذة اتفضلي
كنت عايزة اسألك يا معلم عن حفيدة المعلم شوقي انت ما عرفتش منها اي معلومات عن العيلة دي بعد خروجهم من البلد
اومال انا سألتها طبعا علشان اطمن على الجماعة ده واجب برضه
وقالتلك ايه
هي ما قالتش كتير اللي فهمته منها ان الست الكبيرة ماتت بعد ما جوزت بنتها لتاجر من طنطا كان معرفة للمعلم شوقي وهاجروا من مدة طويلة وهي رجعت بعد موت ابوها وامها
غريبة يعني العيلة دي مافكرتش حتى تزور البيت او يتصرفوا فيه طول السنين دي...

انا لازم الاقي العمل ده وفي اسرع وقت... هيكون فين بس ياربي... انا نكت البيت شبر شبر ومافيش حاجة... بس الاوضة القبلي ازاي نسيتها... (تتجه راوية ناحية الغرفة الصغيرة وتبدأ عملية البحث... كان اثاث الغرفة بسيطا فبدأت بأدراج الخزانة الصغيرة التي خلت تقريبا الا من بعض الكتب القديمة والعرائس البالية بفعل الزمن... بحثت في الارضية وفي الجدران لكن لا شيء... همت بالخروج من الغرفة حين تذكرت اين رأت الخادمة المرة الماضية... نظرت تحت السرير النحاسي حيث اعتقدت انها ستجد شيئا... كان صندوقا خشبيا تآكلت اطرافه... حدقت فيه لحظات ثم جلست على الارضية ووضعته امامها... لم تجد صعوبة في فتحه فلم يكن عليه قفل... كانت به مجموعة من قصاصات الاوراق وبعض القطع النقدية ودمية تشبه الى حد كبير الخادمة بضفيرتها السوداء الطويلة... وضعت راوية الصندوق جانبا ثم تناولت القصاصات... كان لونها الاصفر ورائحتها النفاثة تدل على قدمها كان على بعضها بضع اسطر هنا وهناك بخطوط باهتة وعلى بعضها الاخر رسومات عشوائية تشبه رسم الاطفال... حاولت راوية فك طلاسم تلك القصاصات واتضحت لها الكتابات شيئا فشيئا فلم تكن سوى مذكرات الصغيرة ابنة صاحب البيت...)
"
انا بحب رقية قوي قوي بس ماما مابتحبهاش"... " النهاردة بابا جابلي عروسة جديدة وقالي ممكن اخلي رقية تلعب معايا... ماما ضربتها وحبستها في المطبخ"... " رقية قالتلي اعلمها تكتب زي ماما ورسمنا سوا على الورق بالليل لما ماما كانت نايمة"... (استمرت راوية في تقليب القصاصات وهي تحاول ربط تلك الكلمات ببعضها حتى عثرت على احدى الاوراق الممزقة فأخذت تجمع الجزيئات ببعضها لتجد امامها حل اللغز...)
"
ماما لقيت الورقة اللي كتبناها انا ورقية النهاردة وغضبت مننا قوي وشتمت رقية وضربتها بالكرسي... بابا كان في اوضة النوم جريت عليه علشان رقية ماتتعورش هو قال لماما تسيبها بس هي مارديتش عليه وجابت السكينة وضربت رقية وعورت ايديها... بابا ضرب ماما جامد لحد ما وقعت على الارض... ماما قالت لبابا انها حتقتله مع رقية وتدفنهم بالجنينة بس هو سابها ومشي...." (اما في الجهة الاخرى من الورقة فقد كتب...)
"
ماما حرقت ورقة رقية بس احنا كتبنا غيرها من وراها وهي مش هتعرف هي فين علشان احنا خبيناها في اللوحة في اوضتها... بس بابا مش بيحب ماما وهي قالتلي ابوكِ هيموت وانا زعلت..."
(
خرجت راوية مسرعة من الغرفة الصغيرة باتجاه حجرة النوم ثم تناولت اللوحة وانهالت بها على حافة السرير النحاسي حتى سقط الاطار الخشبي القديم على الارض قطعا صغيرة عندها ظهرت الورقة التي طال البحث عنها... كانت تشبه لفافة التبغ دقيقة محكمة يميل لونها الى السواد غلفت باحكام بشاشة قطنية... فضت راوية الورقة بحذر وترقب... كان بها مجموعة من الاحرف والرموز والطلاسم غير المفهومة... تناولت راوية علبة الكبريت من احد الادراج...) انا هاحرق الورقة دي واللوحة واخلص من العفاريت دي للابد... (احست راوية ببرد مفاجيء يسري في جسدها وبيد مرتعشة اقتربت بعود الكبريت من اللفافة وفجأة خيل اليها انها تسمع صوت انين يأتي من خلف النافذة... تسارعت ضربات قلبها بعنف عندما نظرت من النافذة لتشاهد المعلم شوقي جثة هامدة تتدلى من على الشجرة وتحركها الريح... احرقت عود كبريت تلو الاخر ويدها المرتعشة لا تقوى على الاقتراب من اللفافة... سمعت صوت طرقات على باب البيت اخذت تعلو وتخبو حتى احست راوية بأن رأسها يكاد ينفجر وفي اللحظة التي اشعلت النار في اللفافة سمعت أصوات وصرخات قادمة من خلف الباب... ثم احست بيدٍ تقبض على منكبها من الخلف بقوة فسقطت مغشيا عليها...)


محمود انت نمت يا محمود... انا مش قايلالك ماتنمش قبل ماتحكيلي ايه اللي حصل... محمود اصحى يا راجل
آآآآآآآآآه
بسم الله الرحمن الرحيم... مالك يا حبيبي انت كنت بتحلم ولا ايه
راوية انتِ بخير جرالك حاجة
لا انت الظاهر غطيت في النوم خالص
كابوس كابوس فظيع يا راوية خير اللهم اجعله خير...
كفى الله الشر يا حبيبي قوم اغسل وجهك وسمي بالرحمن وتعالا قولي شوفت ايه
لا يا حبيبتي ده انا ماصدقت صحيت من الكابوس المزعج ده
ماشي بلاش تقولي الحلم... ها عملت ايه مع السمسار
اه نسيت اقولك ماهو الشقة اللي كنا شايفينها اتباعت... وقبل ما تقولي انا عارف اني غلطان علشان ما دفعتش العربون و...
محمود الشقة اتباعت يا نهارك اسود ومنيل...
راوية لو طلعتيلي بزعابيب امشير انا مش هاشتري البيت اللي السمسار عاوز يبيعهولي ومش حدور على شقة تانية ومش هارحل... انتِ وعفاريتك ارحملي يا حبيبتي...


تمت