Monday, January 17, 2011

"مايو ماطر جدا"

  dreaming

من حوالي شهر تقريبا حصلتلي حاجة غريب... بقيتاحلم! ايوه اصل انا بطبيعتي مابحلمش ولو حلمت بقوم من النوم ناسية تماما انا حلمت بايه...
الغريب اني ولمدة اسبوع بقيت احلم كل ليلة.. نفس المشهد بيتكرر... اخويا الكبير مات!
كنت بصحى الصبح مدايقة جدا ومش عارفة اشتغل وطول النهار بفكر ياترى اللي انا شوفته معناه ايه؟ واللي ازعجني حقيقي هو انه اخويا ده كان مسافر وقتها ومش عارفه اتطمن عليه...
وطبعا لاني لم يسعفني الحظ في ايجاد تفسير لحلمي اكتفيت بالانتظار والدعاء...
العجيب بقى انه بعد الظاهرة المريبة دي بقيت مغناطيس حوادث وجالب للكوارث الطبيعية وغير الطبيعية بشكل غريب جدا لدرجة اني قررت اخد اجازة من نفسي!
-----------------------------------------------------
(1)
"اول الغيث قطرة"

مع دخول اول يوم في مايو هل الخبر وطبعا كلنا عارفين انه اول مايو يصادف يوم العمال العالمي وحضرتي اجازة طبعا فقولت اشبرق نفسي ونمت ساعة وربع بحالهم زيادة... قمت سبعة وربع صباحا وابتسامة عريضة على وجهي.. اجازة بقى.. واذ التلفون بيضرب... خير اللهم اجعله خير... عمتي ماتت!
الخبر نزل علينا كالصاعقة دي كانت سهرانه معانا ليلة امبارح وبتضحك وبتهزر والصحة حديد ولا عملت حادثة ولا في اي اسباب خارجية للوفاة... ومابين مكذب للخبر واخر مصدوم لكن بيترحم عدنا من بيت العزاء غير مستوعبين ما حصل ولكن الاعمار بيد الله...
في نفس الليلة تقلبت جدا في نومي بصراحة كنت خايفة انام اعتقادا مني بان الحلم اياه كان تفسيره موت عمتي لكن بيني وبين نفسي كنت لازلت غير مقتنع بالتفسير ده وحسيت بانه الحكاية لها ذيول... وبعد ثلاث ليال طويلة من الاجهاد وعناء السهر والارق جاء الخبر التالي ليوضع في حجري كالقتيل اللي مالوش صاحب... وللاسف لم تخب ظنوني وكتشفت بان الحلم المزعج اياه كاد ان يصبح حقيقة ولكن الله سلم!
------------------------------------------------------
(2)
"في المشرحـــــــــــــــــة"
dark-room-light-through-window-hunched-man1

الحمد لله جات سليمة... ده انا بقول لوالدتي 
الحمد لله قدر ولطف... دي مامتي بتقولي
احنا هنروح ونسيبه هنا لاممكن ابدا... ده انا بقول للدكتور
يا حاجه هو كويس الحمد لله لكن العملية دقيقة وهيحتاج يقعد معانا شويه... بكره يخف ويبقى زي الفل... ده كان الدكتور بيكلمني ورافع حاجب من تحت النظارة
هو بيخادني على قد عقلي... ده انا بقول لوالدتي اللي بصتلي والشرر يتطاير من عينها
ورضوخا لاوامر الست الوالدة ومنعا لتهزيئي اكتر من كده على ايديها هي وسعادة الدكتور رجعت البيت وانا بضرب اخماس في اسداس.. اصل اخويا ده راجل شديد عمره ما اشتكى من حاجة.. ده كان بيلعب حديييد وفجأة الاقيه في المستشفى!
بصراحة بعد الحكاية دي ابتديت اقلق اصل انا كل ما انام احلم بمصيبة وتتحقق... لا مش مبالغة لانه اللي حصل بعدها بيومين كان اسوأ كابوس عيشته في حياتي... وخلي بالكم احنا لسه في مايو!

كان معانا راجل طيب في الشركة اسمه عم حسنين... وعم حسنين يمكن وصفه اختصارا بانه مايكل شوماخر!
كان بيشتغل سواق على عربية نائب المدير العام والحقيقة انه محترف فخلال اكتر من خمستاشر سنة على الطريق لم يسجل في سجله حادثة واحدة وكان بيضرب بيه المثل في حسن القيادة وشعاره طبعا القيادة ذوق ذوق ذوق...
في صباح اول خميس من مايو المحترم خرجت للشغل بدري كالعادة وفي رحلة الذهاب معرفش ليه خطر عم حسنين على بالي افتكرت قد ايه هو بيحب الشاي الاخضر بالنعناع فقررت اجيبله علبة معايا.. ووصلت في معادي اليومي وانتظرت وصول عم حسنين لكنه ماظهرش!
شويه وسمعت صوت دوشة مصدرها مكتب المدير العام... شويه تاني وبقى في ناس بتجري خرجت من مكتبي اشوف في ايه واذ الموظفين عاملين حلقة قدام مكتب المدير ناس بتصوت وناس بتحوقل وناس وكأن على رؤوسهم الطير من الصدمة...
فيه ايه ياخونا؟ اصل عم حسنين ونائب المدير العام عملوا حادثة... نائب المدير في الانعاش وعم حسنين.. في المشرحة!
الناس دي عالم فاضية ويموتي في الاوشاعات... قال في المشرحة... مايكل شوماخر في المشرحة!! ده انا بكلم نفسي...
وجري المدير العام وبعض الموظفين على المستشفى للتأكد من الخبر...
وبعد فحص ومعاينة الجثة خرج تقرير الوفاة وتم تحويل الجثة للتلاجة لحين وصول اهل الميت... بعد حوالي عشرين دقيقة من وضع الميت في التلاجة سمع الممرض النبتشي صوت غريب... كان صوت خروشة مكتومة مصدرها التلاجة...
اصر الممرض على استدعاء طبيب المشرحة للتأكد من الصوت وعند فتح التلاجة واذ عم حسنين عايش!
-------------------------------------------------
(3)
"أمطــــــــــار غزيرة"
File:Miniskirts in snow storm.jpg
وصلنا لنهاية الاسبوع الاول من مايو وساد الجو هدوء نسبي استمر يومين بحالهم انتهى بامطار غزيرة وعواصف رعدية وصدف عجيبة قررت معها الامتناع كليا عن تناول وجبة العشاء ومقاطعة النوم وطلاق الفرجة على نشرات الاخبار بالتلاتة!
فمن اول حكاية تبعات بركان ايسلندا اللي تسبب في حبس مديري في مطارات اوروبا واضافة نكبة اقتصادية اخرى للشركة مرورا بالفيضانات المأساوية في باكستان والصومال اللي خلت الواحد لا يجرؤ على مشاهدة الاخبار انتهاء باصابة تسعة اشخاص قريبين مني باصابات مختلفة انتهت كلها بدخولهم المستشفى لاجراء جراحة... على يدي!
ماهو لما تشوفوا الكوابيس اللي انا بشوفها كل ليلة يبقى مش محتاجة سباك محترف يربط العقد في بعض...
انا اللي استاهل كل اللي يجرالي واستاهل ضرب الدزمة... مش قادرة افهم ليه ماقدرش ابقى زي بقية خلق الله واتثقف في السياسة في الاقتصاد في الصحة في الطبيخ.... لا لزوما اعمل فيها برعي واقعد اتثقف في الفودو والهودو لحد ما بقيت انا والكوابيس شبه بكيزة وزغلول... قال عاوزه اتثقف قال!
وكله كوم والاوووشاعة الخايبة اللي قالوا فيها اني هستقيل آخر الشهر دي كوم... وانا معرفش مش كنتم تقولولي!!

ورغم انني لم اكن محورا اساسا في تلك الكوارث لكن من باب الشعور العام كان الاحساس بالعجز عن المساعدة فظيع...
كانت قبل الفجر بتنتوفة.. كنت ماشية جنب عتبة بيتنا والميه للروكب والدنيا صفرااا والمطرة نازلة ترخ على دماغي المطر خير في الحلم.. ده انا بقول لنفسي في الحلم... لكن الميه ليه صفرا كده ومغرقة باب البيت يبقى اكيد مش خير وهصطبح بمصيبة... ده انا برضه... وصحيت من النوم منزعجة كعادتي هذه الايام وعاملة ^^ بين حواجبي وخليكم فاكرين احنا اول الشهر يعني مرتب وفواتير وخلافه... وجاءت فاتورة النت في موعدها تماما كعادتها كل شهر وبفتح في الورق واذ... لا اكيد في حاجة غلط... لا يا عم الفاتورة دي مش بتاعتي انا اعترض!
ورحت شركة الخدمة طبعا وعلى الباب يافطة كبيرررة بالعنجليزي اللي فهمته منها انه الزبون دايما على حق... وقولت اخدهم بالصوت ودخلت على الموظف وياريتني ما دخلت... الاخ جابني تفصيلة من فوق لتحت وكانت كلماته خارجة من تحت الضرس زي ماتكون الحروف خارجة غصب عنه وقال ادفع ثم اعترض او تفصل الخدمة!
يا ساتر عالم طفسه زي المنشار طالعين واكلين نازلين واكلين بس انا اسيب حقي ابدا دفعت ما يعادل مئتي جنيه تقريبا ثمن طلب الشكوى بالاضافة لدفعي للفاتورة الاصلية طبعا ولا خدت منهم لا حق ولا باطل والمرتب الشهر ده طااار ومش هلحق الجمعية!
اللي مزعلني في الموضوع مش الفلوس ولا المرمطة انا زعلانة علشان الشهر اللي فات ماعملتش نص الداونلود بتاع كل شهر... ده حتى القهوة كنت بدخلها باقتضاب شديييد... وانا فاضية...
وروحت البيت اجر اذيال خيبة الامل وضاع العمر ياولدي... وانا في عز انسجامي التلفون ابن المجنونة بيرن...
---------------------------------------------
(4)
"وتستمر وتستمر..."


طول عمري اقول الحياة من غير شوية ادرينالين زي الاكل من غير ملح لانه بيدي الحياة طعم مختلف لكن كتر الادرينالين في المدة القصيرة دي عمل عندي حالة عكسية وبقيت بكره الملاهي وقطعت افلام الروووعب ويخرب بيت سنين ابو رجل مسلوخة واللهو الخفي...
وبقيت شبه امينة رزق في فيلم اريد حلا وبتساءل عن الرابط العجيب للاحداث الاخيرة...
طبعا وقفنا المرة اللي فاتت عند التلفون اللي بيرن وممكن تتوقعوا ما حدث بعدها... وفي هذا المقام سأكتفي بذكر آخر حدث اعتبره من العلامات الفارقة لهذا الشهر والحق الملم الموضوع واجري قبل ماتجيلي نصيبة جديدة!
(جزء من النص مفقود!)
-----------------------------------
lucid-dreaming

واخيرا تمنيت نهاية هذا الشهر كما لم اتمنى شيئا اخر وتمنيت لو عادت الليالي كتلك التي خلت تماما من الاحلام وبالرغم من انها فضلات العقل يخرجها العقل الباطن على شكل صور واحداث خيالية الا انني افضل الاحتفاظ بتلك الفضلات ولا عزاء للحالمين!
والحقيقة عاوزه اكسر ورا مايو زير متمنية عدم عودته على هذا الحال مرة اخرى رغم ايماني بأن الصبر على البلاء مفتاح الفرج ويقاس عزم الرجال عند الشدائد... لكن الانسان مننا طاقة وانا بطاريتي فضيت على الاخر ومش لاقيه شحن!
ربنا يكرمكم جميعا ولا يوقعكم في ضيقة ابدا... وينعم بالصبر على كل من ابتلاه...
اعتذر اني وجعت دماغكم وتصبحوا على خير.