Monday, January 17, 2011

"اخر الرجال المحترمين"

افتكرت نور الشريف وهو بيمثل دور المدرس المحترم اللي قلب القاهرة رأسا على عقب علشان يلاقي التلميذة الصغيرة اللي تاهت منه وانا واقفة على السلم ببص لتلميذة مرميه على الارض وبدور على حد ينجدها لكن لا حياة لمن تنادي!
كنت في زيارة لاحدى المدارس الثانوية وطلب مني اني احضر ورشة عمل لتلامذة في تالتة اعدادي
 اثناء الجزء الاخير من الورشة خبطت على الباب تلميذة من الفصل اللي جنبنا استأذنت وطلبت مناديل من تلميذة معينة بالفصل
استغربت الحكاية وقتها لان الفصل كان فيه حوالي 40 تلميذة وهي طلبت من شخص بعينه وكمان مناديل!!
واستكملنا الورشة بشكل طبيعي لحد ما فجأة الباب فتح بطريقة عنيفة ودخلت تلميذة وصرخت باسم بنت في الفصل وقالتلها كلمة واحدة (الحقي)
كل اللي انا فاكراه هو منظر تلات بنات بتجري باتجاه الباب من غير لا احم ولا دستور ولا حتى عبروا المدرسة اللي واقفة بحرف
كانت نفس التلميذة هيا اللي طلبت المناديل من شويه واقعة على الارض قريب من السلم مصابة بنوبة صرع كان جسمها بينتفض بتشنجات متتابعة وفي حالة اغماء تام
واحدة من البنات اللي خرجوا من الفصل قعدت على بطن هيا وابتدت تضربها على وجهها بشدة وتطلب منها تصحى وبنت تانية كانت برش ميه على وجهها
هي دقيقة واحدة ببص ورايا واذ كل الفصول اللي في الطابق خارجة في الهول وبتتفرج
وجات مدرسة والتانية وقفوا يتفرجوا واحدة منهم بتسأل في البنات عن حالة هيا والتانية بتسأل انتم بتعرفوا تسعفوها وواحدة بتقولهم سيبوها على الارض دلوقت تفوق لوحدها!
والمدرسة الوحيدة اللي عملت حاجة مفيدة طلبت من البنات يرفعوا رجلين هيا في الهوا!
بصراحة انا ما سمعتش اغرب من كده مش مدرسة دي ولا ايه ومش دول مدرسات والمفروض بيعرفوا يتصرفوا في المواقف دي!
قربت من البنات وحاولت اساعدهم والحمد لله التشنجات اختفت وهيا ابتدت تفوق لكن جسمها كان في حالة ارتخاء شديد فطلبت من البنات يساعدوني نسندها على كرسي لغاية ما تفوق تماما ونقدر ننقلها للطابق الارضي جات مدرسة تبص على اللي حصل  قولتلها مش الواجب نكلم حضرة الناظرة تكلم اهل البنت بصتلي بكل اسى وقالت على الفاضي يا استاذة محدش بيجي وواحدة من البنات بتكملها وتقول اهلها كلهم مسافرين هي عايشه مع اختها لوحدهم وماتقدرش تيجي راحت المدرسة بصتلي تاني بحزن عميق وقالتلي خلي بالك منها اوعي تسيبيها مرميه في الارض لاحسن البنات تئذيها
انا لحد هنا ودماغي قفلت خالص وسرحت في دنيا تانية ولما عدت للواقع ببص ناحية المدرسة لا لقيت مدرسة ولا حد خالص الهول فاضي مافضلش فيه الا هيا والبنات التلات وحضرتي بنجاهد علشان ننقل هيا على كرسي بعيد عن طريق البنات!
افتكر زمان انه كان بيتم تأهيل المدرسين للتعامل مع حالات الطوارئ والاسعافات الاولية والمواقف الحرجة وكنت فاكرة انه المدرسة هي بيت التلميذ واسرته لانها المكان اللي بتتشكل فيه شخصية الطلبة وملامحهم
ماشوفتش اغرب ولا اعجب من اللي حصل
تلميذة عندها مرض مزمن ومزعج بالشكل ده واللي يسعفها طالبات في نفس سنها والمدرسات كل واحدة بالفصل بتاعها بتعلم اجيال المستقبل وحقيقي لحد دلوقت ماعرفش بيعلموهم ايه وفعلا لا حياة لمن تنادي!