Sunday, January 9, 2011

"قلوب في حنجرة زجاجة"



جلس كعادته مساء كل خميس الى مكتبه الصغير في ركن الصالة اشعل ضوء مصباحه العتيق ووضع كوب الشاي بين كفيه يتحسس الدفء لحظات ويستلذ برائحة النعناع الاخضر. تناول رزمة من الدرج العلوي وضعها امامه وقطع الخيط الملتف حولها بعناية اخذ يقلب في بريده الاسبوعي حتى وجد ضالته تناولها بين انامله وفضها برفق كانت عيناه تتفرس الكلمات التي خطت بعشوائية فوق سطورها اعاد قراءة بعض الجمل مرات ومرات
اخذ نفسا عميقا وهو يحدق في قطرات الماء المتكونة على نافذته الصغيرة وتعجب للطريق الرفيع المتعرج الذي خلفته احدى القطرات على الزجاج لتجد طريقها نحو مكتبه الصغير...
............................................................................................................
الرسالة الاولى
"اعمى القلب"

انا بنت في ثانوي عندي 15 سنة لحد شهرين فاتوا كانت حياتي عادية جدا زي اي بنت في سني جري وتنطيط ولعب ومذاكرة طول النهار اروح المدرسة الصبح وارجع البيت الظهر العب مع اخواتي واذاكر واتفرج على المسلسلات وماما كانت شايلة البيت كله على دماغها همي انا واخواتي وشغل البيت والمصروف بابا مانعرفوش او بالاصح محدش فينا شافه من وانا عندي تسع سنين راح اتجوز واحدة تانية وبيبعتلنا المصروف مع اي حد كل اول شهر انا كنت خدت على غيابه ومش بسأل عنه خالص وفي يوم رجعت البيت لقيت ماما في المطبخ بتعيط سألتها مالها خدتني في حضنها وقالتلي ابوك هيقعدك من المدرسة ويجوزك يا بت يجوزني لمين؟ لاخو مراته ليه انا عملت ايه غلط علشان يظهر في حياتي فجأة ويقرر مستقبلي وكان فين عمري كله انا مش عاوزه اسيب المدرسة
ماما سابت البيت وخدت معاها اخواتي الصغيرين ولقيته جاه وخدني من بيت خالو وقعدني عند مراته ومنعني اروح المدرسة تاني ومكنتش قادرة اذاكر علشان شنطتي وكراريسي في البيت وبعد اسبوع قالي انه قدامي واحد من حلين يا اتجوز اخو مراته اللي سمعته في الحتة زي الزفت واكبر مني بخمستاشر سنة يا يطلق امي واكون انا السبب في خراب بيتها انا مجرد طفلة ومطلوب مني اتخذ قرار يتوقف عليه مصير عيلة دماغي اتشلت مش قادرة افكر
 اعمل ايه؟
الحائرة هـ ف
............................................................................................................

الرسالة الثانية
"كبر ونفخة كدابة"

انا سيدة تجاوزت من العمر 50 سنة مشكلتي هي اختي: احنا خمس صبيان وخمس بنات انا اكبر البنات مرضت والدتي من حوالي سنتين مرض غريب الاطباء عجزوا عن تحديد اسبابه وعلاجه ويوم عن يوم صحتها كانت بتدهور عن اليوم اللي قبله وكانت اختي الصغيرة اخر العنقود هي المعيل والمقيم والطبيب والممرض ليها طول الوقت كونها عزباء ومقيمة معاها ومع اختي المعاقة ولما اشتد عليها المرض دخلناها المستشفى واضطرت اختي تاخد اجازة من غير مرتب من شغلها وكانت تسهر على راحتها وتنام تحت رجليها اما البقية فبيجوا زي اي غريب بيعملوا الواجب ويروحوا كل واحد مع عيلته اخر النهار "انت عارفة يا اختي احنا عندنا مسؤوليات قد ايه ولولا كده كنا شلنا عن كتافك شوية من الحمل التقيل"... ده اللي كانوا بيقولوا وهمه خارجين وفضل الحال على كده شهور ما بين البيت والمستشفى نسيت نفسها وشغلها واجلت حياتها علشانها لكن لكل شيء اجل وتوفت رفيقة عمرها وصاحبتها وامها ولاول مرة حست نفسها يتيمة رغم انه والدي توفي وهي عندها تسع سنين لكن دلوقت بس حست بمرار اليتم
بعد الدفن قعدت عند اخويا الكبير مدة شهر تقريبا وبعدها رجعت شغلها وطبعا اخواتي كانوا بيسألوا عن تركة الحاجة واجتمعنا في بيت العيلة بعدما حصرت كل حاجة فتحت الدواليب لاخواتها البنات وقالت خدوا اللي نفسكم بيه من هدوم الحاجة وما منعتش حد عن حاجة لكن اتفقنا تتبرع بالهدوم عن روح المرحومة فوافقت
بعدها البنات ابتدت تتكلم عن الدهب قالتلهم انه المرحومة سابت دهب ايوه لكنها موصياها وصاية شفوية في ايامها الاخيرة كل واحدة ليها خاتم دهب واحد وتلات غوايش ولها هي اسورتين زيادة وما شاء الله وده اللي كان ملك الحاجة احتدت واحدة من البنات وقالت انه الحاجة كان عندها يجي كيلو دهب تركي غير الدهب الجديد كله قالت ده صحيح لكن الدهب ده من حقي انا اللي اشتغلت وقومت بالحاجة طول فترة مرضها ودي لا تعتبر تركه ده حقي ومن فلوسي!
احنا سكتنا محدش يقدر ينكر تعبها مع الحاجة فترة مرضها لكن... واتفقنا ان احنا كلنا نسيب نصيبنا في الدهب لاختنا المعاقة وكانت عايشة معاها عند اخونا لحد في يوم اتفاجئنا بخبر بيعها لكل اثاث بيت العيلة ودهب اختنا المعاقة وحطت الفلوس كلها في البورصة من باب ده حقي! وقررت تتجوز من راجل اكبر منها بعشرين سنة محدش فينا وافق طبعا وقررنا نقاطعها ومحدش حضر فرحها
 شوفتها مصادفة بعد كده قربت منها ومديتلها ايدي اسلم عليها اديتني ظهرها وسابتني ومشيت ودلوقت كل ما افتكر يوجعني قلبي عليها دي برضه اخر العنقود لكن هي مصرة ما ترجعش الفلوس وما سابتش للصلح مطرح غلطت فينا كلنا وفيا وانا تقريبا مربياها وهي من دور ولادي وحشتني وكبريائي مانعني اكلمها من غير ما تعتذرلي الاول اعمل ايه...
قلب في حيرة ا ح
............................................................................................................
الرسالة الثالثة
"احلام غير مشروعة"

انا تلميذة في ثانوي وعندي 15 سنة من تلات سنين بابا سافر السعودية وسابنا انا وماما واخواتي لوحدنا كنا نخرج كتير مع ماما لحفلات صاحباتها وكنت بتبسط قوي افتكرت الدنيا سهر وفسح ولبس ولما ماما تخرج لوحدها اقضي بقية اليوم على النت كنت احب صور البنات الانيمي واللون الاسود والحزن الللي في عنيهم وبقيت اقلدهم في لبسهم وابتديت اقرأ عن الجماعة دي وعرفت عنهم حاجات كتير حبيت تفكيرهم وازاي بيقدسوا الموت وانه الحياة مجرد ممر للموت واتعرفت على ناس منهم على النت وكنا نتكلم كتير عن الموت والحزن ولذة الالم وكنت متولعة قوي بالفكرة لدرجة اني ابتديت اكلم صاحباتي واقنعهم يعملوا زيي وفعلا الفكرة انتشرت في المدرسة والبنات بقيت تشيل شنط عيها صور ورسومات الجماجم والعظم والدم ويلبسوا اسود
كنت مبسوطه قوي اني قدرت انشر موضة في المدرسة لكن مكنتش متأكدة اذا كان ده صح ولا غلط خصوصا بعد ما ابتديت تجيني ايميلات فيها رسومات وكلام ورموز انا مش فاهماها اهملت مذاكريتي والمدرسات بيشتكوا مني خايفة ومش عارفة اعمل ايه؟
فتاة الايمو أ ل
............................................................................................................
الرسالة الرابعة...