Thursday, January 24, 2013

لوحـــــــة HDR


الساعة الثالثة بعد منتصف الليل.. لا صوت سوى وقع أقدامه المضطربة على الاسفلت القاتم وأنفاسه اللاهثة. كان يتلفت حوله في شك وحيرة، هل افتضح أمره؟ هل خانته هي فأفشت سره؟ آه لتلك اللوحة البغيضة... لماذا لا يستطيع أن يثق في أحد؟ لماذا لم يستطع ان يدفن هذا السر في أعمق هوة من قلبه فيغلق على سره جدران ضلوعه فلا يطلع عليه أحد حتى لا يكون سببا يدفعه الى حد الهاوية أو الجنون...
أسئلة... آلاف من الاسئلة والسباب واللعان وجهها لنفسه وهو يجري على الطريق الاسفلتي القديم خارجا من بلدته الصغيرة هائما على وجهه بلا عودة... الى أين، ليس مهما، المهم الهروب الى حيث لا أحد يعرفه أو يعلم ما اقترفت يداه...
ماذا فعل؟ هه، ليس هذا بالمهم فلقد بات كل العالم الآن يعلم بشاعة نفسه وحماقته التي أدت به الى هذا... لكن المهم حقا هو ما استطاع اخفاءه في جيبه قبل رحيله، نعم فتلك الصرة الخضراء الرثة المبللة هي فقط ما يستطيع اخراجه من جرمه، هي الدليل الوحيد على أن ما فعله كان ينبغي فعله وبدفنها فقط يستطيع دفن الماضي الى الأبد...